أوقفت السلطات الأمنية في الخرطوم خمسة من قادة تحالف المعارضة، قبل أن تفرج عنهم بعد حوالي خمس ساعات من الاحتجاز والتحقيق، حيث أبلغتهم باستيائها من نشاط المعارضين في دعم طلاب متمردي دارفور ومناهضة السدود، واعتبرت الملف الأخير من الخطوط الحمر، بينما نجا الملحق العسكري في السفارة السودانية في جوبا عاصمة جنوب السودان من هجوم قتل فيه أحد حراسه.
واقتادت السلطات السودانية مساء الأربعاء، أعضاء هيئة قيادة تحالف المعارضة صديق يوسف، ويحيى الحسين، وأزهري علي، ومحمد ضياء الدين وفتحي نوري قبل أن تفرج عنهم بعد التحقيق معهم في مقر الأمن السياسي.
وأوضح القيادي في حزب "البعث" العربي الاشتراكي محمد ضياء الخميس، أن جهاز الأمن اعتقله بسبب علاقته بطلاب دارفور واتهام حزبه بدعمهم سياسيًا وقانونيًا وتوكيل محامين للدفاع عنهم، فضلًا عن تنظيم دورات للتأهيل السياسي وتدريب طلاب يساندون المتمردين على إدارة وتنظيم التظاهرات.
وأكد ضياء أن محققي الأمن أبدوا استياءهم من نشاطه في اللجنة القومية للدفاع عن طلاب دارفور في الجامعات، موضحًا أنه اعترف بأن حزبه يساند هؤلاء الطلاب في الجامعات ويقف مع قضاياهم ويفضح لهم ممارسات الحكومة، وأن الحزب سيتحمل ما يترتب على ذلك.
وفي شأن اعتقال الأربعة الآخرين من رفاقه في تحالف المعارضة، قال محمد ضياء إنهم اعتقلوا لنشاطهم في لجنة مناهضة السدود، مضيفًا أن المحققين أبلغوهم بأن موضوع معارضة إنشاء السدود في شمال البلاد من الخطوط الحمر، وكانت الحكومة أعلنت أخيرًا عزمها إنشاء سدود دال وكجبار والشريك في ولايتي نهر النيل والشمالية المتاخمة للحدود المصرية.
دعا زعماء أحزاب تحالف "قوى الإجماع الوطني" المعارض، إلى وقفة احتجاجية الأحد المقبل، أمام المحكمة الدستورية رفضًا لـ"مسلك التطرف المنظم لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في الجامعات واستهداف طلاب من إقليم دارفور".
وأفاد بيان صادر عن التحالف، بأن اجتماع مشترك لرؤوساء الأحزاب المكونة لقوى الإجماع والهيئة العامة للتحالف، ناقش "التطرف المنظم الذي يقوم به نظام حزب المؤتمر الوطني الحاكم ضد ممارسة النشاط السياسي في الجامعات ومحاولات تخريب الحياة السياسية".
إلى ذلك، يشارك نائب الرئيس السوداني بكري حسن صالح، في أعمال القمة الصينية الأفريقية التي تستضيفها جنوب أفريقيا في 3 كانون الأول / ديسمبر المقبل، بدلًا من الرئيس عمر البشير.
وكانت وسائل إعلام جنوب أفريقية، نقلت منذ أسابيع أن الرئيس الجنوب أفريقي جاكوب زوما، ونظيره الصيني شي جينبينغ، أبلغا الرئيس السوداني بضرورة تحاشي المشاركة في القمة، وعبّر الرئيس الصيني عن عدم رغبته في أن تحدث مشاركة البشير في القمة توترًا يؤثر في نجاحها أو خطف الأضواء من جلساتها.
وأثار حضور البشير قمة الإتحاد الأفريقي في جوهانسبيرج خلال حزيران / يونيو الماضي، بلبلةً في أروقة القمة بعد تحريك محكمة محلية إجراءات ضده باعتباره مطلوبًا لدى المحكمة الجنائية الدولية.
ومن جهة أخرى، أبلغت حكومة جنوب السودان، الخرطوم بتوقيف مسلحين نفذوا هجومًا الأربعاء، على منزل الملحق العسكري في السفارة السودانية في جوبا العميد محمد أحمد صبير، ما أدى إلى مقتل أحد أفراد طاقم حراسته بينما لم يصب هو بأذى.
وذكرت جوبا أنها تبذل جهودًا كبيرة من أجل الوصول إلى أسباب استهداف منزل الملحق العسكري السوداني، واعتبرته "حادثًا فرديًا لن يؤثر في العلاقات بين البلدين".
أرسل تعليقك