أكدّ الرئيس عبد الفتاح السيسي، أنّه لا عودة بفضل الله لزمن الانهزام والانكسار ولن نسمح أبدّا بتكرار ما حدث في 67، مضيفًا : "نحن يقظين ومستعدين حتى لا يتكرر ماحدث مرة أخرى، وعلينا أن نتذكر نصر 6 أكتوبر، حتى لاتحدث بشكل آخر".
وأضاف في كلمته خلال الاحتفال بالذكرى 42 لحرب أكتوبر، في حضور الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، في الكلية الحربية: "نحن بحاجة إلى أن نتذكر أن أحد أهم أسباب نجاحنا في حرب أكتوبر هي العلاقة بين الجيش المصري والشعب المصري، الجيش كله في حرب أكتوبر كان أمامه هدف واحد هو استعادة الكرامة وتحرير الأرض، الجيش يحب شعبه ويحترمه والشعب دائمًا واقف مع جيشه، وهذا درس لا يمكن أن ننساه".
وتوجه الرئيس بالتحية إلى جيل أكتوبر الذين قدموا لمصر أرواحهم فداءً لمصر، وحوّلوا حالة الانكسار إلى انتصار، مطالبًا قوات العرض العسكري بتحية هذا الجيل، كما توجه بالتهنئة إلى الشعب المصري والعربي، بمناسبة تلك الذكرى، قائلًا: "في تلك المرحلة كان المصريون يدافعون عن أرضهم وعرضهم بجانب أشقائهم العرب الذين تواجدوا مع الجيش المصري وشكّلوا ملحمة عظيمة جدًا، ولذا نحتاج إلى التوقف عند دروس كثيرة من حرب أكتوبر".
وأضاف السيسي، أن الجيش المصري نصير للشعب ولن يقف أمام رغباته، فالجيش محب لبلاده وشعبه وسيقدم دائمًا العطاء، لافتًا إلى أنه كان في هذا الوقت توجد ضغوط تدفع القيادة السياسية إلى التحرك بسرعة لاتخاذ قرار الحرب، ولكن القيادة كانت حريصة على اتخاذ الوقت والإجراءات المناسبة لتحقيق وتنفيذ القرار في الوقت المناسب الذي يحقق أهدافه وهذا درس يجب التأكيد عليه، فالقرارات المناسبة هي من تحكم صانع القرار، واختيار التوقيت المناسب لاتخاذ القرار هو الدرس المستفاد من حرب أكتوبر.
وتابع: "هناك هدف كبير من أجل الحفاظ على مصر وأي حاجة أخرى بجانب هذا الهدف لا قيمة لها، وهذا أمر يسقط من أجله الشهداء والمصابين والجرحى، هدفنا الأكبر هو الحفاظ على بلدنا في ظل ما يحيط بنا من أحداث وتطورات، ولا أحد يستطيع هزيمة إرادتنا".
وأضاف السيسي، "هل الموقف الاقتصادي يسمح لنا أن نصرف على الجيش بهذه الطريقة، سأقول كلامًا لم يُقال من قبل وسيكون صعبًا، أنا أريد أقول لكم، إن ضباط وجنود الجيش المصري ظلوا 20 سنة يأخذوا نصف رواتبهم، حتى يحققوا قدرة تساعدهم على بناء الوضع الاقتصادي للجيش، لأن جيش مصر لم يكن أمامه إلا مصر، واسمحوا لي أن أوجه التحية إلى المشير محمد حسين طنطاوي، وكان يجب على الناس أن تعرف أن الجيش قادر، وأنه مدرسة اقتصادية، وقادر على الدفاع عن بلده وحتى لو منطقته كلها بالكامل، وبتواضع الجيش المصري قادر على تأمين بلده ويحافظ على الأمن القومي العربي".
وأضاف قائلًا :"مهم جدًا ونحن نتحدث في الواقع الذي نعيشه، أن ننظر ثاني وثالث في الدول التي تعاني وسقطت في حالة يرثى لها، لكن في مصر وبوعي المصريين وبصبرهم وتضحيتهم وبعملهم وجيشهم لن يكون ذلك أبدًا، وأريد أن أقول لكل من يسمعني مصر تكفينا كلنا بأمان وسلام، ولن تستطيعوا أبدًا بفضل الله، أنكم تمسوها، أنتم فاكرين هتقدروا تهدوا مصر يعني، لا والله، لن يستطيع أحد أن يمسّ هذا الوطن والشعب لأن الله معنا، فاتركونا نعيش مع بعض نبني ونعمر فكلنا مصريون في الأول والآخر".
وقال إن مصر استطاعت خلال سنة وأكثر، أن تستعيد قوتها، مشيرًا إلى أن ما حدث في 30 يونيو يعد حدثًا كبيرًا، وأوضح :"صبرنا كثير على من لم يكن يعلم بما يحدث في مصر، فلا تعتقدوا أن أحدًا يستطيع أن يعيدكم إلى الوراء، فإرادتكم حرة وكل ما تتمنونه سيتحقق، ولن يستطيع أحد فرض إرادته عليكم سواء الرئيس أو غيره بعد التغيير الحقيقي الذي حدث في مصر، ولن يستطيع أي رئيس البقاء في موقعه رغمًا عن إرادة الناس".
وتابع: "كنا نحتاج أن نوضح للعالم ما حدث في مصر وهو ما تأكد لهم يومًا بعد آخر، فمصر لا تتدخل ولا تتآمر على أحد، والعالم يتفهّم هذا الأمر ويقدّره الآن جيدًا، كما أن دول العالم بدأت تتعامل مع مصر بما يليق بمكانتها بعدما اتضحت لهم الرؤية".
واستطرد:"لقاءاتنا فى نيويورك أثبتت أن مختلف دول العالم تفهّمت ما يحدث في مصر، ونحن تحدثنا مع الدول في الأمم المتحدة عن مخاطر الإرهاب والتطرف، وإذا لم نقض على مصادر تمويل الإرهاب، ومساراته والدول التي تدعمه، فالإرهاب سيستمر لفترة طويلة جدًا، وأن تطوير وإصلاح الخطاب الديني أمر في منتهى الأهمية، فيجب أن ندعم جميع الإجراءات التي تنفذ لمواجهة الإرهاب ومنها الإجراء الثقافي، ونحن نعرف ديننا جيدًا، فيجب ألا نمارس ما يسئ للدين".
وتحدث السيسي عن المصريين الذين توفوا في حادث منى، ووصفهم بـ"شهداء الحج"، ووجه حديثه إلى شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، قائلًا: "يُبعث المرء على ما مات عليه يعني المصريين سيبعثوا وهم في الحج"، وقدّم التعازي إلى كل المصريين، وقال:"يجب أن نكون منصفين، والأشقاء في السعودية عيدهم خدمة الحجاج، ولا يجب أن نتصور أن أحدًا يزايد على هذا الدور، وكلنا ثقة في ما تقدمه السعودية لخدمة الحجاج، وإذا تصوّر أحد أن غير أشقائنا في السعودية يقدموا هذه الخدمة فهو ليس منصفًا، فكل التقدير للسعودية وكل الجهود التى تُبذل ليس فقط في خدمة الحجاج ولكن الزوّار على مدار عام كامل في الحج والعمرة".
وأضاف:"الدستور الذي استفتي الشعب عليه فيه حسن نوايا كثيرة، فوجدت بعض المصريين تحسّبوا من هذا الكلام، وأنا أشارككم تحسبكم، فلا تتعاملوا معي كإني صاحب سلطان أنا واحد منكم اختارني الشعب من أجل بلدنا، "ممكن صاحب السلطان له تصوّر في حاجة مثل هذا وإن شاء الله لا".
وقال:"لا نريد أبدًا أن نفقد ثقتنا ونشكك في أي كلمة تقال، وسأقول لكم إن البرلمان المقبل سيكون دوره في منتهى الأهمية والخطورة، لأنه من المنتظر أن تكون الكثير من التشريعات والقوانين سيتم إقرارها بواسطة البرلمان المقبل، وهذا يمس الكثير من قطاعات الدولة، ونحن شاهدنا تجربة "عندما أقرينا قانون الخدمة المدنية الذي لم يمس دخل قطاعات الدولة أو العلاوات، رأينا منْ خرج واعترض على القانون، وهذا ما سنشاهده في البرلمان، فكل هيئة تصيغ قانونًا لها ستخرج ويكون هناك اعتراض لها، ونحن طلبنا من أشقائنا الإعلاميين من سنة وأكثر يصيغوا ميثاق الشرف الإعلامي، فأرجو ألا يخرج التصريح الذي نتكلم فيه عن معناه الحقيقي ونخوف أنفسنا والناس، وأنا واحد منكم".
وتابع:"تبقى أسابيع قليلة وتبدأ اجراءات انتخابات البرلمان، فمن المهم أننا نختار ما نحمّله مسؤولية كبيرة خلال المرحلة الصعبة التي نمر بها، خاصة أنه سيكون مسؤولًا عن تعديل الكثير من التشريعات، فكل الشباب والرجال والنساء أرجو منكم من فضلكم لا تنزلوا فقط امام الصناديق، ولكن اختيار من يمثلكم ومن تضعون عليه حاضر ومستقبل مصر في يديه".
وحول تغيير الحكومة، قال:"تردد حديث بشأن 3 أو 4 شهور وتتغيّر الحكومة، لكن نقطة لازم نعرفها أنه لا ارتباط بين البرلمان المقبل وتقديم الحكومة استقالتها، فهذا ليس دستوري، لأن الحكومة ستقدم برنامجها أمام البرلمان، فإذا أقره مجلس النواب ستستمر، وإذا لم يقرّه، سيتم تشكيل حكومة جديدة، لذلك كان تكليف رئيس الحكومة الجديد أن يقدم برنامجًا يعرضه على البرلمان المقبل، فنحن نختار في إطار ما لدينا من قواعد وبيانات، وليس لدينا مصلحة في اختيار أي شخص غير مصلحة بلدنا، فنريد الكفء والماهر والأمين، فليس لدينا مصلحة أخرى، ولا نستطيع ضياع الأمانة، فالرسول قال "ستقام الساعة عندما تضيع الأمانة"، فأنا مستحيل أعطي الأمر لمن ليس أهله، ونحن نجتهد ونبحث عبر ما لدينا من أجهزة وقواعد بيانات، وأرجو من الإعلاميين والسياسيين والرأي العام أن نعطي فرصة للحكومة الجديدة أن تعمل، فلا نريد أحد أن يكون قلق وهو يعمل، فكان مهم أن نعمل وزارة للمصريين في الخارج، لأن هذا أمر لمسناه خلال لقاءاتنا في الخارج، وأرجو أن ننجح من خلال الوزارة في التواصل بالشكل المناسب، لأن أشقائنا وأبنائنا في الخارج يستحقون أكثر من ذلك بكثير".
وقال السيسي :"أطلقنا مشروع الشباب والهدف أن نجهز أبنائنا ليتولوا المسؤولية معنا، وعدد المتقدمين حتى الآن 50 ألف، وجاءت لنا مطالب بزيادة الفئة العمرية، ونحن سنعلن عن مبادرة أخرى تتوازى معها من الفئة العمرية من 30 إلى 40 عامًا، وسننظر في المرحلة الأولى ثم نوسّع في المبادرة، وسبق لي أن تحدثت معكم في المشاريع التي نطلقها، وقلت إننا لن نطلق أي مشروع إلا اذا كانت المطالب سيتم تحقيقها بما فيها المعدات والمقاولين ودراسات الجدوى".
وتحدث الرئيس السيسي عن مشروع المليون ونصف المليون فدان، وقال:"لن نطلق مشروعًا إلا من أجل المصلحة القومية لبلدنا، ودراسات المليون ونصف فدان تشمل 4 مليون فدان، وليس مليون ونصف مليون فدان فقط، وخلال فترة قليلة سنطلق 500 ألف فدان، ونحن نبذل جهدًا كبيرًا للوصول إلى المصريين في القرى، ورغم ذلك نحتاج إلى جهد وصبر أكبر، ومع ذلك نجري بشكل كبير للتخفيف أكبر عن المواطن المحتاج".
وكشف الرئيس عن أنه سيتم إطلاق خلال أيام المحتوى العلمي الدولي ليكون متاحًا لكل المصريين بشكل مجاني، لتكون مصر أول دولة في العالم تسمح لمواطنيها بالحصول على ذلك مجانًا، ونتحرك في مشروع آخر لتدريب المعلمين.
واختتم السيسي، كلمته بالتأكيد أن غدًا أفضل كثيرًا من اليوم، وشدد على أن الله يساعدنا، ونحن نساعد أنفسنا بالعمل والتضحية، وخلال السنوات المقبلة سنجد إنجازات عظيمة يكون لها انعكاس على كل المصريين، وقال:"تفائلوا واطمئنوا أن ربنا معنا وسيساعدنا، فنحن نبني ونعمر وليس لدينا شئ آخر، فلا نتآمر ولا نقتل ولا نخرّب".
أرسل تعليقك