تتزامن الذكرى الخامسة والتسعين لتأسيس الجيش العراقي هذا العام مع الانتصارات التي حققها في حربه ضد متطرفي "داعش" في عدد من المناطق بعد أن اتُهم بهروبه من مدينة الموصل عقب سيطرة مسلحي "داعش" عليها في حزيران/يونيو 2014.
ويَرجع تاريخ الجيش العراقي إلى السادس من كانون الثاني في العام 1921,حيت تأسَست أولى وحَدات القوات المسلحة خلال الأنتداب البريطاني للعراق، حَيثُ شُكل فوج الامام موسى الكاظم وأتخذت قيادة القوات المسلحة مَقرها العام في بغداد، تبع ذلك تشكيل القوة الجوية العراقية عام 1931 ثم القوة البحرية العراقية عام 1937 وَصل تعداد الجيش إلى ذروته مع نهاية الحرب العراقية الإيرانية ليبلغ عدد أفراده 1.000.0000 فرد.
بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 أصدر الحاكم المدني للعراق بول بريمر قراراً بَحل الجيش العراقي،فإعيد تشكيل الجيش وتسليَحة من جديد.ويحتل الجيش العراقي المرتبة 112 عالميا بحسب موقع(globalfirepower) وبتاريخ 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2015م.تَخضع جميع افرع القوات المسلحة العراقية لسلطة وزارة الدفاع العراقية والتي تدار من قبَل وزير الدفاع خالد العبيدي، والقائد العام للقوات المسلحة هو رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، و رئيس اركان الجيش عثمان الغانمي .
وتتعالى أصوات العديد من العراقيين لإعادة تشكيل الجيش العراقي على وفق مباديء العسكرية بعيدًا عن المحاصصة والطائفية وان يكون ولاء الجيش للوطن فقط لا ولاءات للاحزاب والكتل السياسية.
وعلى الرغم من السمعة العالية التي كان يتمتع بها الجيش العراقي كونه رابع جيش في العالم إلا أن السنين الماضية أثبتت فشل تجربة حل الجيش العراقي من قبل الحاكم المدني بول برايمر، وعانى من ضعف في الأداء، وترهل في القيادات، وتولى قيادته عناصر غير جديرة بالمسؤولية أو مؤهلة لتولي القيادة، حيث تعاني قلة الانضباط وسوء الإدارة، وانعدام الثقة بين الشعب والقوات الأمنية، والتي كانت من الأسباب الحقيقية للنكسة التي تعرض لها، خاصة بعد أن كشف عن مدى هشاشته وعجزه في القضاء على التنظيم بعد أحداث العاشر من حزيران/يونيو 2014.
وفي ذكراه الـ95 والتي تتزامن مع الانتصارات المتحققة في صلاح الدين وديالى والرمادي يقول اللواء المتقاعد فتحي محمد أمين لـ"العرب اليوم" "على الحكومة العراقية والقائد العام للقوات المسلحة ووزير دفاعه وجميع القيادات العسكرية أن تستفيد من الخبرات العسكرية التي يتمتع بها ضباط الجيش السابق"،لافتًا إلى أن "العراق اليوم أمام مفترق طرق تهدد المؤسسة العسكرية برمتها وعليهم بناء جيش عقائدي وطني بعيداً عن المذهبية والطائفية، وأن يكون ولاؤه للوطن لا لأحزاب وجهات خارجية".
وأضاف الدكتور علي الشمري لـ"العرب اليوم" أن "الاحتفال بذكرى تأسيس الجيش العراقي هذا العام يقترن بانتصاراته الكبيرة في حربه ضد تنظيم داعش المتطرف"، مؤكدًا أن "الجيش مفخرة لأبناء العراق وعنوان لتقدمه وإن أصابه بعض الانتكاسات على مدى تاريخه الطويل إلا أنه ظل دائما عنوانًا للعراق".
واستطرد الشمري بالقول: أقحم الجيش العراقي في حروب عديدة فضلا عن اقحامه بالسياسية واريقت من ابنائه الدماء للدفاع عن الأمة العربية في فلسطين وسوريا ولولا الجيش العراقي في عام 1973 من القرن الماضي لكان جيش الكيان الصهيوني دخل دمشق من أوسع أبوابها".
وذكر المواطن عدي الطائي: "يعد الجيش العراقي فخر للوطن بجميع أطيافه ومكوناته كونه يضم عناصر منها، وبالتالي فهو البوتقة التي تنصهر فيها تلك المكونات لتكون وطنا واحدا هو العراق".مستدركا أن السنوات الماضية كانت قد شهدت انحراف في عقيدة هذا الجيش العريق من خلال تسيسه لصالح حزب من أحزاب السلطة الحاكمة إلا أنه اليوم يحاول استعادة تاريخه العظيم بالدفاع عن أرض العراق من متطرفي داعش".
وبارك العبيدي الجيش العراقي بالقول: أبارك لتأسيس الجيش بالتزامن مع انتصاراته في الرمادي وإن شاء الله يوم النصر الكبير بدحر قوى الظلام والتخلف من أرض الرافدين".
العقيد الركن عادل العبيدي قال لـ"العرب اليوم" ان "الجيش العراقي يعد من اقدم الجيوش في المنطقة وكان له دور رائد في الدفاع عن العراق والامة العربية، وتشهد له ساحات المعارك في دعم القضايا العربية في حرب فلسطين وسوريا وغيرها من الحروب العربية للدفاع عن قضايا الامة جمعاء".
واشار الى ان "الجيش كان خير مدافع عن حدود العراق لاسيما الان وهو يخوض حربا ضروسا ضد عناصر داعش المتطرفة بكل شجاعة وبسالة لطردها من جميع المناطق التي دنستها".
أرسل تعليقك