الرياض ـ سعدي الغامدي
أعلن الديوان الملكي السعودي مبايعة العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز ملكاً للسعودية، وسيتم مبايعته بعد صلاة العشاء الجمعة من المواطنين في قصر الحكم في الرياض. والملك سلمان بن عبدالعزيز هو الابن الخامس والعشرون من الأبناء الذكور للمؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود، وأمين سر العائلة المالكة ورئيس مجلسها لسنوات عدة. بويع سلمان بن عبد العزيز ملكًا في ٢٣ كانون الثاني/ يناير من العام الحالي وكان قد بويع ولياً للعهد في ١٨ حزيران/ يونيو ٢٠١٢ بعد وفاة الأمير نايف بن عبدالعزيز.
وولد الملك في مدينة الرياض في 31 من كانون الأول/ديسمبر عام 1935، وتلقى تعليمه المبكر في مدرسة الأمراء في الرياض التي أنشأها الملك عبدالعزيز لتعليم أبنائه، حيث درس فيها العلوم الدينية وعلوم الحديثة، وختم القرآن الكريم كاملاً، في مدرسة الشيخ عبدالله إمام وخطيب المسجد الحرام في مكة المكرمة، وكان حينها الملك سلمان بن عبدالعزيز في الــ10 من عمره.
ودخل الملك العمل السياسي في 16 آذار/مارس عام 1954 عندما عين أميراً لمنطقة الرياض بالنيابة عن أخيه الأمير نايف بن عبدالعزيز، وفي 18 نيسان/أبريل من عام 1955 عين أميرًا لمنطقة الرياض حتى 25 كانون الأول/ ديسمبر 1960.
وأصدر الملك سعود بن عبدالعزيز في 4 شباط/فبراير عام 1963 مرسوماً ملكياً بتعيينه أميراً لمنطقة الرياض مرة أخرى، وشغل منصب وزير الدفاع في ٥ تشرين الثاني/ نوفمبر ٢٠١١، بعد ان شغل منصب أمير منطقة الرياض لمدة خمسين عاماً.
وبعد وفاة الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وفي تاريخ 18 حزيران/ يونيو 2012 أصدر خادم الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمراً ملكياً باختياره ولياً للعهد وتعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع.
ويحسب للملك سلمان بن عبدالعزيز اطلاعه بعلم الأنساب والتاريخ في جزيرة العرب، فهو يعتبر من المراجع التاريخية المهم لعدد من الباحثين عن تدوين السير في شبه الجزيرة العربية، كما أنه متابع جيد لما يدور في الصحافة ووسائل الإعلام، بحسب عدد من أساتذة الإعلام الذين عاصروا الملك سلمان، حينما كان حاكماً للرياض، وبحسب أحد رؤساء تحرير الصحف المحلية، فإن الملك سلمان كان يهتم حتى في طريقة تناول الصورة المصاحبة للخبر ومدى ملاءمتها ومطابقتها للمادة المرافقة لها، وليس مجرد قارئ فقط.
ويحظى العمل الإنساني والثقافي باهتمامه الأول، ومنذ عـام 1956 ترأس عددًا من الجمعيات والهيئات واللجان الرئيسة للعمل الخيري في الداخل والخارج، ورعى ودعـم العديد من المشروعات الثقافية فهو رئيس مجلس إدارة مؤسسة الرياض الخيرية للعلوم، ويتبعها كل من جامعة الأمير سلطان الأهلية وواحة الأمير سلمان للعلوم.
كما يعد رئيس جائزة الأمير سلمان لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات على مستوى المملكة، والمؤسس والرئيس للجمعية العمومية لمركز سلمان لأبحاث الإعاقة.
ولم يتوقف عمله الخيري عند هذا الحد، بل ساهم في الأنشطة العلاجية فهو الرئيس الفخري لجمعية الأمير فهد بن سلمان لمرضى الفشل الكلوي والمركز السعودي لزراعة الأعضاء ومركز الأمير سلمان لأمراض الكلى وغيرها من المراكز العلاجية.
وكذلك يعد الملك سلمان من عاشقي الثقافة وداعميها إذ ترأس مجلس الأمناء لمكتبة الملك فهد الوطنية ورئاسة مجلس إدارة مركز تاريخ مكة المكرمة والمدينة المنورة ورئاسة مجلس أمناء مؤسسة حمد الجاسر والرئيس الفخري لمجلس أمناء جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لشباب الأعمال، وهي تمنح على مستوى المملكة، والعديد من الهيئات العليا للتطوير والأبحاث.
أرسل تعليقك