كشف مجلس محافظة الأنبار، الثلاثاء، عن أسرار عملية انسحاب القطعات العسكرية من الرمادي، واصفا هذا الانسحاب بـ"الفريد من نوعه"، في الوقت الذي انطلقت فيه عمليات تحرير الأنبار ومناطق غرب سامراء.
وصرَّح عضو مجلس المحافظة عذال الفهداوي، بأنَّ "عملية انسحاب القطعات العسكرية من مدينة الرمادي جاءت خارج التوقعات العسكرية، حيث من قاد هذه الانسحابات هم مقاتلون تمردوا على الأوامر العسكرية وانسحبوا من أرض المعركة أمام أنظار ومسمع قادتهم الذين حاولوا لمرات كثيرة وقف عملية الانسحاب، إلا أنَّ المقاتلين أصروا على الانسحاب خلافا لأوامر قادتهم".
ونفى الفهداوي في تصريحه إلى "العرب اليوم" أن "يكون المنسحبون هم ضباط كبار في الجيش العراقي كما يتصور البعض"، وكشف عن "مشادات كلامية حصلت بين القادة الأمنيين المشرفين على القطعات العسكرية وبين مقاتليهم حول الصمود في أماكن تواجدهم وعدم ترك خط الدفاع، ولكن المقاتلين أصروا على الانسحاب دون حصول أي أمر بالانسحاب من قادتهم".
وأوضح أنَّ "مقاتلي القطعات العسكرية المتواجدة في شرق الرمادي انسحبوا بصورة مفاجئة ولم يكن هنالك أي قتال على هذا القاطع"، مضيفًا إنَّ "قائدي شرطة وعمليات الأنبار وبقية قادة القطعات العسكرية الأخرى لم يتركوا مواقعهم كما صور ذلك الإعلام، حتى إنَّ قائد الفرقة الذهبية اللواء الركن فاضل برواري كان على اتصال مع قائد شرطة الأنبار اللواء كاظم الدليمي الذي طلب من برواري توفير 40 عجلة همر لتدعيم خط الدفاع في منطقة جامع الدولة الكبير، إلا أنّ الأخير لم يجهز الدليمي سوى بعشرة عجلات، وبقي الحال على ما هو عليه، حتى انسحبت الفرقة الثامنة، وبعدها حدثت حالة من الفلتان وانسحبت أيضا قيادة عمليات الأنبار ثم بقية الوحدات العسكرية الأخرى".
وأشار الفهداوي إلى أنَّ "جميع القادة الأمنيين المتواجدين داخل مدينة الرمادي صمدوا ببسالة ولم ينهزموا كما صور الإعلام، إنما عملية الانسحاب من مدينة الرمادي جرت خارج توقعات القادة الأمنيين وقادها مقاتلون من داخل القطعات العسكرية".
وطالب الفهداوي، وزارة الدفاع والداخلية وجميع المؤسسات العسكرية العاملة في مدينة الرمادي بـ"فتح تحقيق حول تمرد الجنود على قادتهم"، مشيرًا إلى أن "هذا خلل كبير في المنظومة العسكرية ولم يحدث ذالك منذ تأسيس الجيش العراقي وعلينا جميعا تشخيص الحالة بعيدا عن الافتراضات التي لا تستند إلى أمر الواقع".
وتابع: "إنني لا أريد أن أقلل من شجاعة بعض المقاتلين الذين قاتلوا حتى الشهادة ولم ينسحبوا من أرض المعركة ليسطروا أروع صور الشجاعة لدى المقاتل العراقي سواء كان ضابطا أو جنديا".
وفي السياق الميداني، أعلنت قيادة العمليات المشتركة، الثلاثاء، عن بدء عمليات تحرير مناطق محافظة الأنبار ومن بينها عاصمتها المحلية مدينة الرمادي من سيطرة تنظيم "داعش" المتطرف، بسحب ما أفاده التلفزيون الرسمي العراقي.
وأفادت القيادة بأنَّ "القوات العراقية مستمرة بعمليات تطهير المناطق المحيطة في بيجي شمال مدينة تكريت والذي يحوي إحدى أكبر المصافي النفطية في البلاد".
وحققت القوات المشتركة العراقية، تقدما على تنظيم "داعش" المتطرف في مناطق غرب سامراء في محافظة صلاح الدين العراقية، مع انطلاق عملية أمنية لتحرير تلك المناطق.
وأكد مسؤول عسكري مطلع إلى "العرب اليوم،، أنَّ قوات مشتركة من الجيش والشرطة الاتحادية يساندها مقاتلين من الحشد الشعبي وأبناء العشائر الرافضة لـ"داعش" حققوا تقدمًا على عناصر التنظيم في مناطق غرب سامراء منها الكسارات والنباعي والسيد غريب ومنشآت المثنى.
وأبرز المسؤول، أنَّ "القوات فككت شاحنة مفخخة تحوي 18 برميلًا من مادة تي ان تي ومثبت عليها أحاديتين، وعدد من العبوات الناسفة".
وأضاف أنّ "هناك أنباء تشير عن هروب جماعي لعناصر داعش المتطرف ومقتل 20منهم فضلًا عن تدمير عدد من آلياتهم في القصف التمهيدي بقذائف المدفعية والهاونات وغارات طيران الجيش وسلاحه الجوي".
وفي الموصل، هاجمت قوات "البيشمركة" تجمعًا لتنظيم "داعش" غرب الموصل، تزامنا مع قصف الطائرات الحربية للتحالف تلك التجمعات ما أسفر عن مقتل الكثير من عناصر التنظيم وحرق عجلاتهم.
وأفاد مصدر في قوات البيشمركة، بأنَّ "قوات تابعة لقيادة الزيرفاني هاجمت بأسلحة الدوشكا تجمعا لمسلحي داعش قرب قرية عاشق في منطقة الكسك غرب الموصل"، مبينا أن "المسلحين كانوا يخططون لعملية متطرفة".
ولفت إلى أنَّ "الطائرات الحربية للتحالف استهدفت التجمع ذاته بالتنسيق والتزامن مع هجوم البيشمركة"، مشيرا إلى أن "الهجوم أسفر عن مقتل معظم مسلحي داعش وحرق عجلاتهم وتدمير الأسلحة التي كانت بحوزتهم".
أرسل تعليقك