تشارك القوات البرية الكويتية، للمرة الأولى في عملية إعادة الأمل في اليمن التي ترعاها السعودية في إطار التحالف العربي.
وكشفت مصادر صحافية، الثلاثاء، أن كتيبة مدفعية تابعة للجيش الكويتي ستصل الأسبوع المقبل إلى الحدود السعودية اليمنية.
وأوضحت المصادرأن الكويت "قررت مشاركة القوات البرية، ممثلة في كتيبة المدفعية، في عمليات ضرب مواقع العدوان الحوثي على المملكة العربية السعودية". مضيفة أن "مجلس الوزراء بارك في اجتماعه الأثنين المشاركة في الدفاع عن أراضي المملكة، باعتبار أن أمن الخليج جزء لا يتجزأ من أمن كل دولة عضو في مجلس التعاون".
ولم تصدر رئاسة الأركان العامة للجيش الكويتي أي بيان رسمي يؤكد صحة مشاركة قوات برية في اليمن. كما أن بيان وكالة الأنباء الكويتية الرسمية "كونا" عن اجتماع الحكومة الدوري، الاثنين، لم يشر لمثل تلك المشاركة.
أكدّت مصادر مطَلعة أن مسلحي جماعة الحوثيين وقوات الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح انهاروا، الأثنين، أمام القوات المشتركة للمقاومة الشعبية والجيش الموالي للحكومة الشرعية والمدعوم من القوات السعودية وطيران التحالف في شمال غرب محافظة حجة، والأطراف الغربية لمحافظة صعدة.
وأفادت مصادر ميدانية، بأن قوات الجيش والمقاومة سيطرت على مناطق "الحدادية" و "العسيلة" و "الخضراء" شمال مدينة حرض وغربها واقتربت من السيطرة على معسكر "المحصام" التابع للواء الثاني حرس حدود شرق المدينة.
وأضافت أن الحوثيين والقوات الموالية لهم تراجعوا أمام تقدم القوات المشتركة المدعومة بقصف للمدفعية السعودية وغارات طيران التحالف ومروحيات "الأباتشي" باتجاه "جبل النار" الاستراتيجي الذي بات محاصراً من ثلاث جهات، بالتزامن مع اقتراب القوات المشتركة من أطراف مديرية الملاحيظ غرب صعدة.
وجاءت هذه الانتكاسة لقوات الحوثيين غداة تصريحات جديدة للرئيس السابق علي صالح أدلى بها خلال اجتماع ضم كبار قيادات حزبه توعد فيها بإطالة أمد الحرب التي قال "إنها لم تبدأ بعد"، وأكد رفضه المشاركة في أي حوار مع الحكومة الشرعية، مطالبًا بأن يكون الحوار مع المملكة العربية السعودية برعاية من روسيا والأمم المتحدة. كما أكد صالح تحالفه الميداني مع جماعة الحوثيين، ودعا أنصاره إلى الالتحاق بجبهات القتال، مشترطًا إيقاف الحرب من الحكومة الشرعية وقوات التحالف قبل الدخول في أي حوار مقبل، وهو الأمر الذي يعني تنصل صالح وحزبه من الاتفاق المبدئي الذي رعته الأمم المتحدة في سويسرا تمهيداً لجولة قادمة من المفاوضات في 14 كانون الثاني (يناير) المقبل.
وذكر الناطق باسم الحكومة اليمنية راجح بادي، في أول رد على تصريحات صالح، أن صالح يعيش آثار الهزيمة النفسية بعد الانتصارات التي حققها الجيش الوطني في الجوف وحرض ومأرب، وبعد الموقف الدولي الموحد الذي طالب الحوثي وصالح بتنفيذ القرار الدولي 2216.
وقصف طيران التحالف العربي، الاثنين، قاعدة الديلمي الجوية شمال صنعاء، وشن سلسلة غارات على مواقع لميليشيا الحوثي في مناطق "عقبات وذيفان" في محافظة عمران، في وقت تواصلت المواجهات في مديرية نهم على الأطراف الشمالية الشرقية للعاصمة وفي محافظات الجوف ومأرب وجبهات محافظة تعز.
وأوضحت مصادر المقاومة بأن قوات التحالف صعدت قصفها الجوي والبحري على مواقع الجماعة وقوات صالح في مديرية المخا الساحلية، حيث تركز القصف على معسكر خالد بن الوليد والمواقع المحيطة به. كما طاول مواقع في مديريتي موزع والوازعية المجاورتين، وسط أنباء عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف المتمردين.
وشددت المصادر على أن الحوثيين واصلوا قصف مناطق "الجديد" و "الكدحة" قرب باب المندب بصواريخ "كاتيوشا"، كما استمروا في قصف الأحياء السكنية في مدينة تعز، بالتزامن مع قصف صاروخي آخر على مدينة مأرب أدى إلى مقتل تلميذة وجرح أخرى جراء إصابة إحدى المدارس.
وأعلنت القوات الحكومية أن منظومة الدفاع الجوي التي زودتها بها قوات التحالف اعترضت صاروخين "باليستيين" من طراز "توشكا" أطلقهما الحوثيون باتجاه منشآت حيوية في مأرب شرقي العاصمة صنعاء، من بينها المجمع الحكومي والقصر الجمهوري في مدينة مأرب.
وأشار مصدر دبلوماسي كويتي، إلى إن بلاده رحّبت بمقترح تقدّم به المخلافي، يقضي مبدئيًا باستضافة الكويت للمفاوضات التي من المقرر أن تُجرى في 14 يناير/كانون الثاني 2016، بين وفدي الحكومة اليمنية والحوثيين وحزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وعرض المخلافي، الأحد، على نائب رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ محمد الخالد الحمد الصباح، ما يُجرى حاليًا على الساحة اليمنية، وما تقوم به ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية من عبث ونهب وتخريب مؤسسات الدولة، وقتل وحصار المدنيين، ومنع دخول المساعدات الإغاثية للمحتاجين.
أرسل تعليقك