انسحب المتمردون الحوثيون والقوات الموالية لهم، أمس السبت في خطوة مفاجئة، من محافظة شبوة، آخر محافظة في جنوب اليمن كانت في قبضتهم، بعد اندحارهم من محافظات عدن ولحج والضالع وأبين، وأكد قادة في "الحراك الجنوبي" تسلمهم عاصمة المحافظة عتق وأنهم شكّلوا "لجانا شعبية" لحفظ الأمن.
وأعلنت "المقاومة الشعبية" في محافظة تعز سيطرتها على مبنى المحافظة ومقار أخرى حكومية، بعد معارك ضارية مع المسلحين الحوثيين، فيما واصل طيران التحالف غاراته على مواقع للجماعة ومسلّحيها في أكثر من محافظة يمنية.
وأكدت مصادر عسكرية أن الغارات استهدفت القوات الحوثية المنسحبة من شبوة ودمرت عتاد معظمها، كما ضربت المجمّع الحكومي في مديرية عتمة التابعة لمحافظة ذمار، وطاولت معسكرًا للحرس الجمهوري الموالي للرئيس السابق علي صالح في منطقة أرحب شمال صنعاء إضافة إلى مواقع للحوثيين في محافظتي صعدة وحجة الحدوديتين.
وانسحبت ميليشيات الحوثيين وقوات علي صالح صباح أمس من مدينة عتق، عاصمة محافظة شبوة (جنوب شرقي اليمن)، التي ظلت تسيطر عليها منذ نيسان/ أبريل الماضي.
وصرَّح مسؤول في المقاومة الشعبية، بأنَّ اشتباكات عنيفة دارت الجمعة بين رجال المقاومة وميليشيا الحوثي في مدينة عتق، واستمرت نحو أربع ساعات حتى منتصف الليل، وأدت إلى انسحاب الحوثيين وقوات علي صالح تدريجيًا، وزاد: "ما أن حل صباح أمس السبت إلا والميليشيات انسحبت في شكل كامل من المدينة"، وأحكم رجال المقاومة سيطرتهم على عتق في غضون ساعات، يقودهم المسؤول في "الحراك الجنوبي" ناصر النوبة.
كما سيطرت المقاومة على محافظة البيضاء أول من أمس، وأعلنت سيطرتها على محافظة شبوة في شكل كامل.
وأفاد شهود بأن مسلحي الحوثيين انسحبوا من مدينة عتق بكامل عتادهم العسكري الثقيل من دبابات ومدرّعات، وأن هذه القوات شوهدت وهي تتجه نحو منطقة بيحان في طريقها إلى محافظة البيضاء، وتردّدت أنباء عن تحرك قوات موالية للحكومة الشرعية اليمنية من منطقة العبر في محافظة حضرموت، لتأمين مناطق محافظة شبوة، في ظل مخاوف من أن يتسبب الفراغ الأمني في سقوطها في قبضة التنظيمات المتطرفة.
وأعلن القيادي البارز في "الحراك الجنوبي" العميد ناصر النوبة أمس السبت، أن خروج الحوثيين من عتق جاء بعد مفاوضات مع قائد محور عتق العسكري الموالي للحوثيين، اللواء عوض بن فريد العولقي، مؤكدًا أن انسحاب الحوثيين جاء "من دون قيد أو شرط"، حرصًا على تجنّب إراقة مزيد من دماء الجنوبيين.
وروى مسافرون في محافظة الضالع الجنوبية أمس السبت، أنَّ مسلحي "الحراك الجنوبي" نصبوا نقاط تفتيش على الحد الفاصل تاريخيًا بين شمال اليمن وجنوبه، ومنعوا مرور السيارات وشاحنات البضائع الآتية من الشمال، كما منعوا مرور المواطنين المنتمين إلى المحافظات الشمالية.
وكان مسلحو "الحراك" منعوا في مدينة عدن المحررة من الحوثيين رفع العلم الرسمي لليمن فوق المباني الحكومية، واكتفوا برفع علم دولة اليمن الجنوبي التي كانت قائمة قبل الوحدة عام 1990، وفي مأرب (شرق صنعاء) أفادت مصادر قبلية بأن عشرات القتلى والجرحى سقطوا في مواجهات بين مسلحي القبائل الموالين للحكومة الشرعية وقوات الحوثيين.
وذكر الناطق باسم المجلس التنسيقي للمقاومة الشعبية في تعز لـ"الحياة" أن المقاومة في تعز استعادت ما يسمى "المربع الأمني"، وقيادة المحور العسكرية، والمؤسسات المدنية الموجودة هناك، ومنها مبنى المحافظة، وأضاف أن المقاومة تعمل لحمايتها من أي أعمال نهب، وتتجه نحو منطقة المستشفى العسكري والقصر الجمهوري ومعسكر الحرس الرئاسي المجاور له ومعسكر الأمن المركزي في تعز.
وتحدثت مصادر عن استعادة المقاومة أكثر من 90 في المائة من المدينة.
وكانت مروحيات "أباتشي" وقناصة حرس الحدود السعودي صدّوا مساء أول من أمس وأمس محاولة عشرات من المسلحين الحوثيين وأتباع علي صالح استهداف الحدود السعودية باتجاه محافظتي الخوبة والطوال السعوديتين.
وأطلق مسلحون قذائف "كاتيوشا" على الحدود أدت إلى إصابة مقيم يمني، وقضت المدفعية السعودية على تجمعات مسلحة قرب جبل المفلوق في حرض، في حين واصل طيران التحالف استهداف ثكن عسكرية ومخازن أسلحة في صعدة وميدي.
أرسل تعليقك