توجّه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف، الاثنين إلى الولايات المتحدة، لترؤس وفد المملكة نيابةً عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، للمشاركة في اجتماع قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مع الرئيس الأميركي باراك أوباما.
ويترأس ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وفد دولة الإمارات العربية المتحدة إلى القمة التي ستعقد في كامب ديفيد الخميس المقبل.
وأفادت وكالة الأنباء العمانية بأنَّ "نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء فهد بن محمود آل سعيد سيترأس وفد السلطنة المشارك في اجتماع كامب ديفيد لبحث آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية".
وأعلنت مصادر رسمية كويتية أنَّ الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح سيرأس وفد البلاد إلى الولايات المتحدة الأميركية للمشاركة في القمة، في الوقت الذي أكدت فيه قطر أنَّ الشيخ تميم بن حمد آل ثانٍ سيغادر للمشاركة في القمة.
ويبحث قادة دول مجلس التعاون مع الرئيس الأميركي سبل تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين دول المجلس والولايات المتحدة الأميركية، فضلًا عن بحث آخر المستجدات والأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية وسبل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
ومن المقرر أن تسبق القمة مأدبة عشاء رسمية يقيمها الرئيس الأميركي لقادة دول المجلس بعد غد الأربعاء في البيت الأبيض في واشنطن.
وأكدت المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين، أمس الأحد، عدم حضور عاهليهما قمة كامب ديفيد المقرر انعقادها في الولايات المتحدة بحضور الحلفاء من الزعماء العرب.
وصرَّح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، بأنَّ القمة المقرر انعقادها الخميس المقبل تتزامن مع الهدنة الإنسانية في اليمن، حيث تقاتل قوات التحالف، بقيادة المملكة العربية السعودية، المتمردين الحوثيين.
وأضاف الجبير في بيان له، أنَّ ولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، سيترأس الوفد السعودي في القمة بحضور ولي ولي العهد ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان.
وكان الرئيس باراك أوباما يعتزم لقاء العاهل السعودي الملك سلمان قبل يوم من اجتماع القادة في المنتجع الرئاسي؛ ولكن البيت الأبيض لا ينظر إلى قرار عدم حضور الملك للقمة على كونه إشارة إلى وقوع أي خلاف كبير مع الولايات المتحدة.
يُشار إلى أنَّ الملك سلمان منذ تقلده السلطة في كانون الثاني/ يناير عقب وفاة شقيقه الملك عبد الله، لم يجر أي زيارة خارجية إلى دول أخرى.
وأعلنت مملكة البحرين في بيان منفصل، أنَّ ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة سيترأس الوفد البحريني في القمة، علمًا أنَّ البحرين التي تحظى قيادتها بصلة وثيقة مع المملكة العربية السعودية، تعد حليفا عسكريًا مهمًا للولايات المتحدة.
وتستضيف البحرين الأسطول الخامس للبحرية الأميركية منذ فترة طويلة، وهو المسؤول عن العمليات في أنحاء شبه الجزيرة العربية ومنطقة شمال المحيط الهندي، فضلًا عن كونه نقطة ارتكاز رئيسية للقوات البحرية لمواجهة إيران.
ومن المقرر أن يسعى قادة دول الخليج خلال القمة إلى التأكد من أنهم يلقون دعم أوباما فيما يحاصر المتطرفون المنطقة وتغرق سورية والعراق واليمن في حالة من الفوضى.
ويشعر الحلفاء العرب أيضا بالتهديد من تزايد نفوذ إيران والقلق من أنَّ الاتفاق النووي الذي تجري صياغته مع الولايات المتحدة وإيران ودول أخرى ربما يشجع طهران على التدخل بشكل أكثر عدوانية في دول المنطقة.
وكشفت مصادر مطلعة عن أنَّ القمة ستُركِّز على إنشاء ترسانة دفاعية للخليج، ورفض زعزعة إيران الاستقرار الإقليمي، وقبول اتفاق يمنع طهران من تطوير سلاح نووي، وتقوية المعارضة السورية، وتأكيد فقدان الرئيس السوري بشار الأسد شرعيته وتبنّي مبادرة مجلس التعاون أساساً للحل في اليمن.
وأكدت المصادر أنَّ القمة ستتيح هيكلية أمنية دفاعية لمجلس التعاون، وتفسح المجال لمبيعات أسلحة وتسريع تسليمها بإجراءات يتّخذها الرئيس أوباما.
وتشمل هذه الأسلحة، وفق المصادر، "منظومة باتريوت الصاروخية وصواريخ ثاد" التي تصنعها شركة "لوكهيد مارتن" كما ستتعهد الولايات المتحدة خلال القمة بإطلاق برنامج تدريبات عسكرية وتعزيز الحماية البحرية في مياه الخليج فورًا بعد القمة.
أرسل تعليقك