هزت انفجارات ضخمة، صباح الجمعة، مختلف مناطق مدينة غزة وشمال قطاع غزة، مستهدفةً منازل قيادات في حركة "فتح"، ومنصة مهرجان الذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات، غرب المدينة.
وكشف بعض المواطنين، في تصريح إلى "العرب اليوم"، أنَّ "بيانات تمّ توزيعها في غزة، صباح الجمعة، تحمل اسم (داعش)، جاء فيها أنَّ غزة أصبحت تحت قيادة (داعش)، وبأنه لن يسمح بتنظيم الحفلات المختلطة في القطاع وسيعمل على إنهاء العلمانية والكفر فيها"، حسب وصف البيان.
وأفادت مصادر أمنية، أنّ دوي انفجارات سمع منذ ساعات الفجر وحتى الصباح، الجمعة، في المناطق الغربية من مدينة غزة، تبين أنها استهدفت منازل تعود لقيادات في حركة فتح، إضافة إلى منصة مهرجان الرئيس الراحل ياسر عرفات، الذي من المقرر أن تقيمه الحركة في الحادي عشر من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، على أرض الكتيبة غرب المدينة.
وأكّدت أنَّ "حالة من الخوف انتابت المواطنين الآمنين، لاسيما الأطفال، مع سماعهم لأصوات الانفجارات الضخمة".
وفي شمال قطاع غزة، انفجرت عبوة ناسفة قرب منزل القيادي في حركة "فتح" عبدالرحمن حمد، وفي منزل عبد الجواد زيادة، أحد كوادر الحركة.
وأشار شهود عيان غرب غزة إلى أنَّ "عبوتين ناسفتين انفجرتا في منطقة تل الهوى، قرب منزل عضو المجلس الثوري لحركة فتح محمد النحال".
واستهدف أحد الانفجارات منزل عضو المجلس التشريعي عن حركة "فتح" فيصل أبو شهلا، وآخر لمنزل محافظ مدينة غزة عبدالله الأفرنجي.
ودمر انفجار آخر منزلاً يعود للقيادي في "فتح"زياد مطر، وعضو إقليم في الحركة شريف أبو وطفة، كما انفجرت عبوة ناسفة في منزل القيادي في الحركة جمال عبيد، والناطق باسمها فايز أبو عيطة من شمال قطاع غزة .
وكشف فايز أبو عيطة أنَّ "عبوة ناسفة كبيرة تم زرعها في سيارته من نوع (كيا فورتي)، أدت لتدمير السيارة كليًا، كما انفجرت عبوة ناسفة أدت إلى هدم باب المنزل، الواقع شمال غزة".
ووصلت قوات كبيرة من الشرطة والمباحث إلى أماكن الانفجارات، وفتحت تحقيقًا في الحوادث المشار إليها.
من جهتها أدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الحادث الإجرامي الذي استهدف بعض منازل قيادات من حركة "فتح" في غزة.
ودعت الحركة، على لسان المتحدث باسمها الدكتور سامي أبو زهري، الأجهزة الأمنية إلى ضرورة التحقيق بالحادثة وملاحقة المتورطين وتقديمهم للعدالة.
وفي المقابل، أكّد الناطق باسم "فتح" أسامة القواسمي أنه "جرى زرع عبوات وتفجير منازل قادة حركة فتح من بينهم، محافظ غزة وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح السابق عبدالله الأفرنجي (أبو بشار)، والدكتور فيصل أبوشهلا وأبو جودة النحال، والدكتور فايز أبو عيطه، وعبد الرحمن حمد، وعبد الجواد زيادة، وشريف أبو وطفة، وجمال عبيد، وزياد مطر، وإحراق ممتلكاتهم".
واعتربت "فتح"، في بيان عممته، أنَّ "الجريمة الإرهابية المنظمة التي استهدفت منصة إحياء الذكرى في ساحة الكتيبة، ومنازل وسيارات قيادات من الصف الأول في الحركة، بعبوات ناسفة مدمرة، إنما تنسف ركائز عملية إنهاء الانقسام والمصالحة، التي بدأت بعد إعلان غزة، وتفاهمات القاهرة"، مبيّنة أنها "تعدّ عملية اغتيال ثانية لروح الرئيس القائد الشهيد ياسر عرفات وللفكر والمنهج الوطني التحرري الذي تمثله".
وتأتي هذه التفجيرات قبل أيام قليلة من مهرجان تأبين الراحل ياسر عرفات، والمقرر أن تنظّمه حركة "فتح" في ساحة الكتيبة، في قطاع غزة في 11 تشرين الثاني الجاري، للمرة الأولى، منذ سبعة أعوام.
واتهم المتحدث باسم "فتح" القواسمي حركة "حماس" بتفجير بيوت وممتلكات قيادات حركة "فتح" في قطاع غزة هذه الليلة، واصفًا هذا العمل بـ"الجبان الدنيء"، ومنفذيه بـ"خفافيش الليل القتلة المجرمين، الذين استباحوا الدماء الفلسطينية والممتلكات والمحرمات كافة"، كما وصف.
وأوضح القواسمي أنَّ "زرع وتفجير العبوات الناسفة في منازل المناضلين من قيادات حركة فتح يؤكد أنَّ حماس متمسكة باستباحة الدم الفلسطيني، وتحديدًا من أبناء فتح المناضلين، كما فعلت في صيف العام 2007، وهذا أمر لن يمر، ولا يمكن السكوت عنه".
وأكّد القواسمي أنَّ "هذا العمل الإجرامي يأتي بقرار من أعلى مستوى سياسي في حماس، وأحد أهدافه تخريب الاحتفاء بذكرى الشهيد ياسر عرفات، لتبرير أنَّ الوضع الأمني لن يسمح".
وشدّد القواسمي على أنَّ "ما جرى له تداعياته المباشرة والخطيرة على الملفات كافة التي تم تحقيق تقدم فيها، ولن نقبل بهذا الوضع بتاتًا، لأن ما جرى إجرام وإرهاب حقيقي، ويعتبر نسفًا كاملاً لكل ما تم إنجازه والوصل إليه"، مبرزًا أنه "لن تقبل فتح أي أعذار أو تفسيرات فارغة من مضمونها"، ومشيرًا إلى أنَّ "أية محاولة لنقل المسؤولية لجهة أخرى هي محاولة فاشلة لن تمر على أحد"، حسب تعبيره.
أرسل تعليقك