أثار إعلان الولايات المتحدة الأميركية إرسال قوات إلى العراق ردود فعل متباينة في الأوساط الدينية والسياسية والشعبية في الشارع العراقي، في وقت أكد رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي رفض بلاده "القاطع والحازم" إرسال أي دولة إقليمية أو من التحالف الدولي، قوات برية قتالية إلى أرضه، مشددا على اعتبار أي عمل من هذا النوع على أنه "عدائي وانتهاك للسيادة الوطنية".
وأكد خطيب جمعة النجف صدر الدين القبانجي، رفضه إرسال قوات عسكرية إلى العراق، قائلا إن "اعتزام الولايات المتحدة الأميركية إرسال قوات عسكرية إلى العراق قوامها 100 ألف جندي أمر مرفوض"، مبينًا أن "العراق لا يحتاج إلى مقاتلين في مواجهة تنظيم داعش ولا حتى الدعم".
ودعا القبانجي، "دول العالم الكبرى إلى رفع يدها عن تنظيم داعش"، متسائلًا: "هل نحن بحاجة إلى قوات أجنبية ولماذا لم يتم القضاء على تنظيم داعش في عام ونصف العام وكان بإمكان العراقيين أن يطهروا الأرض من تلك العناصر المتطرفة"، متهما التحالف الدولي بـ"عدم يقصف ارتحال التنظيم"، فضلا عن "تزويدهم بالأسلحة بحجة الاشتباه".
ورحب النائب عن محافظة الأنبار عادل المحلاوي، الجمعة، في بيان ورد "العرب اليوم" نسخة منه، "بالجهود الدولية والعربية الساعية لمساعدة العراق للقضاء على عناصر داعش المتطرفة من خلال إرسال مستشارين يرفدون القوات الأمنية والعشائرية وخاصة في محافظة الأنبار بالخبرات والتدريب لما تمتلكه تلك القوات من خبرات كبيرة في مواجهة التطرف".
واستغرب المحلاوي، وفقا للبيان، "من وقوف بعض الجهات السياسية بالضد من إرسال مستشارين أجانب وعرب لمساعدة القوات الأمنية والعشائرية، في حين ترحب وتبارك للمستشارين الإيرانيين الموجودين في العراق والذين يساعدون فصائل الحشد الشعبي، ما يثير الريبة والدهشة لدينا".
واعتبر النائب عن التحالف الوطني ماجد الغراوي، نشر القوات الأميركية "استكمالا للمخطط الذي سعت إليه الولايات المتحدة في الفترة السابقة من خلال محاولتها نشر قوات برية في العراق بحجة مقاتلة داعش وإن الوضع غير مستقر في العراق ونحتاج إلى ثلاثة أو خمسة أعوام للقضاء على التطرف".
وأشار إلى أن "جميع هذه مبررات لإعادة الاحتلال مرة أخرى بعد خرجت أميركا خاسرة من حرب العراق، ورأت أن المقاومة كبدتها خسائر فادحة لذا جاءت بهذا السيناريو الجديد"، وأضاف أن "أميركا تحاول أحيانا دعم بعض الجهات السياسية كما حصل في الفترة السابقة في كردستان، وسعها لدعم السنة بشكل مستقل بعيدا عن الحكومة الاتحادية، وهذا يأتي لإتمام هذا المخطط".
وهدد الغراوي أميركا قائلا: إن "الحشد الشعبي جاهز للرد وبقوة على أي تدخل بري أميركي"، معتبرا أن "أميركا تحاول إعادة الاحتلال إلى العراق في هذا التخطيط الجديد وبهذا السيناريو وخارطة الطريق الجديدة التي أعلنت عنها مسبقا".
وقال الإعلامي البارز من محافظة الأنبار سعدون الشيحان: "أحاول أن أجد تفسيرا لتصريحات رئيس الوزراء حيدر العبادي، أوافق على دخول قوة خاصة ومدربين وطائرات تجوب الأجواء،ولكن لا أوافق على قوات تستبيح السيادة"، متسائلا: "هل هناك من يستطيع أن يفسر لي تصريحات العبادي؟".
أما المواطن عمر الخطيب، قال إنَّ "الأمور تتضح يوما بعد يوم، داعش أوجدت ﻻهداف معينة"،عادا تلك الأهداف "تتحقق خطوة بخطوة، وإن ما يجري الآن ما هو إﻻ استكمال المشروع لتحقيق الهدف اﻻكبر وهو التقسيم".
وتساءل الخطيب: "أي سيادة يتحدث عنها السيد العبادي والإيرانيين والأفغان يكسرون الحدود ويدخلون إلى العراق ولا من رادع لهم؟"، في إشارة إلى الزائرين الإيرانيين الذين دخلوا العراق من المنفذ الحدودي من دون الحصول على سمة الدخول.
وتابع: "أين هي السيادة وعناصر داعش تحتل ربع مساحة العراق، أين السيادة والعراق ممزق أين السيادة وقاسم سليماني مصنف ضمن لائحة الإرهاب ويدير عمليات عسكرية في العراق تحت أنظار ومسامع الحكومة والعالم".
أما إياد الفهداوي قال: "والله العظيم نحن في حيرة من الأمر ، كيري يقول أخذنا موافقة العراق والعراق ينفي فهل هناك من يتمكن من إنارة عقولنا قبل أن تُجن"، مضيفا: "الحكومة تتحدث عن السيادة على القوات الأميركية فهم خط أحمر أما على قوات إيرانية وروسية ضوء أخضر"، وقال متهكما :"هذه سيادة أم إشارة مرور".
وخاطب المواطن محمد علي، العبادي بأنه "موقف شجاع وكل الشعب معك"، مشيرا إلى أن "أميركا رأت أن داعش كسرت شوكته فإنهم يريدون تقويته"، داعيًا لأن "يكون الرد بزيادة التعاون العسكري الروسي لضرب التطرف والطلب بتجفيف منابع دعم المتطرفين من قبل السعودية وتركيا وقطر".
وحذر الشاب فلاح الكناني، رئيس الوزراء من دخول أية قوة أميركية أو غيرها سوى الجيش العراقي والحشد الشعبي"، مؤكدا أنهما فقط "يقاتلان من أجل تحرير العراق".
أما حيدر التميمي فكان له رأي مغاير، وقال: "لماذا لا نستفيد من هذه القوات ويساعدونا في دحر التطرف؟"، متسائلا: "لماذا صفق الشعب والسياسيون الذين جاءوا مع القوات الأميركية وتمكنوا من تدمير البلاد ونهب ثرواته والآن نرفض عندما نكون في حاجة لهم"،عادا ذلك "جزءا من الازدواجية في شخصية الفرد العراقي كما وصفها عالم النفس المرحوم الدكتور علي الوردي".
أرسل تعليقك