بيروت ـ العرب اليوم
جحت المساعي الأخيرة في تجنيب حكومة الرئيس تمام سلام المزيد من التعطيل، ولو مؤقتًا، بسبب الخلاف على مطالبة "حزب الله" بتولي الجيش اللبناني تحرير جرود بلدة عرسال البقاعية من المسلحين السوريين بقرار من مجلس الوزراء، مقابل رفض تيار قوى 14 آذار توريط الجيش في المعارك التي يخوضها الحزب في منطقة القلمون عند الحدود السورية خوفًا من تداعيات معارك كهذه على البلدة.
وأجل مجلس الوزراء استكمال المناقشة في هذا الشأن إلى جلسة الاثنين المقبل، فيما جرى أيضًا ترحيل الخلاف على إصرار رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون على اعتماد مبدأ التعيين في المناصب القيادية العسكرية بدل التمديد للقادة الأمنيين والعسكريين، إلى الجلسة المقبلة.
وعزز الجيش اللبناني دورياته داخل بلدة عرسال الخميس، ولقي ترحيبًا من الأهالي المتخوفين من قيام "حزب الله" بعمليات عسكرية على المسلحين في جرودها تؤدي إلى انتقال القتال إليها كما حصل في شهر آب/ أغسطس الماضي.
وأكد قائد الجيش العماد جان قهوجي، أن الظروف الاستثنائية في البلاد والسجالات الداخلية بشأن الاستحقاقات والمواضيع المطروحة، لن تؤثّر إطلاقًا على إرادة الجيش في الحفاظ على السلم الأهلي وحماية العيش المشترك، كما على مواصلة مواجهة التنظيمات المتطرفة على الحدود الشرقية.
وكان وزيرا "حزب الله" حسين الحاج حسن و "تكتل التغيير" جبران باسيل طرحا "ضرورة إنهاء الجيش وجود المجموعات المسلحة" في جرود عرسال. وفيما ألح باسيل على وجوب حسم الحكومة مسألة تعيين بدائل للقادة العسكريين الذين تنتهي مدتهم، رافضًا التمديد لهم، قال الحاج حسن: "لا نستطيع أن نتحمل إقامة إمارة في عرسال، وعلى الدولة اللبنانية أن تتحمل مسؤوليتها وأن تكلف الجيش تحرير المناطق المحتلة في الجرود"، مبديًا موافقة الحزب على نقل مخيمات النازحين السوريين في عرسال إلى أمكنة أخرى، بعدما كان عارضها سابقا.
ورد نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل، مؤكدًا أنَّ الجيش يتحكم بالوضع في البلدة ويمنع المسلحين من الدخول إليها، فيما أشار وزير الداخلية نهاد المشنوق إلى أن ما يقال بشأ، عرسال ليس في محله وهناك تضخيم لأعداد المسلحين في الجرود. ودعا إلى ترك الأمر للجيش. وأنهى الرئيس سلام النقاش بالتأكيد على أن الحكومة هي صمام الأمان لوضع البلد المتأزم.
وكان "حزب الله" بذل جهدا مع الوزير باسيل كي لا يصعّد الموقف بإصراره على اتخاذ الحكومة قرارًا بتعيين قائد أصيل للجيش بدل التمديد لقهوجي.
أرسل تعليقك