صنعاء ـ العرب اليوم
بوادر حسن النية للمحادثات بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين في سويسرا، ترجمت الاربعاء بعملية تبادل لمئات الأسرى في منطقة يافع شمال لحج، بين المقاومة الشعبية والميليشيات عبر وساطة قبلية، وتشمل عملية التبادل 370 عنصراً من الميليشيات، و285 من المقاومة.
وبدأ نقل الاسرى على متن حافلات صوب منطقة الحد بيافع، ورافق عدد من الأطقم العسكرية التابعة للمقاومة هذه الحافلات.
وسوف يتم نقل أسرى ميليشيات الحوثي ضمن خطة تبادل أسرى كاملة ونهائية ستسلم على إثرها الميليشيات كافة الأسرى الجنوبيين لديها في حين ستسلم المقاومة ما لديها من أسرى وهو ما يعني إغلاق ملف الأسرى بشكل كامل.
يأتي هذا في موازاة استمرار المحادثات المباشرة بين وفدي الحكومة والميليشيات لليوم الثاني في سويسرا وسط تعتيم إعلامي بشأن مجرياتها.
هذه المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة تسعى إلى إقامة وقف دائم لإطلاق النار في اليمن لتمهيد الطريق للتوصل إلى عملية انتقال سياسي سلمية ومنظمة.
ونقلت مصادر إعلامية عن مصدر في وفد جنيف 2 أن المحادثات ركزت على تنفيذ القرارات الأممية وخصوصا القرار الأممي 2216، لتثبيت وقف إطلاق النار، وفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات وفك الحصار عن المدن وخاصة على تعز.
كما تطرقت المباحثات إلى وضعية المعتقلين في السجون الحوثية وضرورة الإفراج عن العديد منهم كبادرة حسن نية، إضافة إلى اتخاذ خطوات جدية محو تحسين الاقتصاد وإيصال المساعدات للمتضررين.
وعملية تبادل الأسرى، بحسب مصادر المقاومة في عدن، تمت بعد مفاوضات قادها قبليون استغرقت عدة أسابيع.
الأسرى الذين سيتم تبادلهم هم من المقاتلين في صفوف المقاومة والميليشيات، وبينهم قيادات ميدانية. والعشرات تم تبادلهم سابقاً بين الطرفين بعد تحرير عدن بأسابيع.
يذكر أن محادثات سويسرا بين فريقي الحكومة الشرعية والانقلابيين تركز أيضاً على بحث ملف إطلاق سراح المعتقلين في سجون الميليشيات، وعلى الأخص وزير الدفاع غير المشمول في هذه الصفقة.
ولا توجد أرقام معلنة عن إجمالي عدد الأسرى بين الطرفين بسبب تشتت مجاميع الأسرى لدى المقاومة والميليشيات على مستوى المحافظات، لكن تقريبياً يتركز معظم أسرى الميليشيات في محافظتي تعز ومأرب، حيث كشف سابقاً عن أسر المقاومة لأكثر من 1800 عنصر من الميليشيات.
فيما يقبع في سجون الميليشيات ما يقارب 5000 معتقل من السياسيين وعناصر المقاومة والأكاديميين والصحافيين والمواطنين العاديين، ومعظمهم من تعز والحديدة وإب والبيضاء وصنعاء وعمران، إضافة إلى المحافظات الجنوبية.
من جهته، كشف سفير اليمن في واشنطن أحمد عوض بن مبارك، عن بعض كواليس اليوم الأول للمشاورات التي بدأت الثلاثاء 15 ديسمبر(كانون الأول)، في مدينة بيل السويسرية وذلك بالتزامن مع بدء سريان وقف لإطلاق النار يستمر 7 أيام.
وأوضح بن مبارك أن فريقي المشاورات عقدا، بإدارة المبعوث الأممي جلسة استماع لكلمات الأمم المتحدة والوفود وجلسة لمناقشة جدول الأعمال.
وأكد جدية الحكومة في الوصول إلى سلام حقيقي والتزام إجراءات الثقة التي طلبتها الأمم المتحدة منها، وذلك باقرار هدنة وابداء مرونة في الموافقة على تمديدها في حال تم الالتزام من الطرف الآخر.
ويتمسك وفد الحوثيين بـ "إنهاء الحرب" من قبل التحالف العربي بقيادة السعودية، كشرط للتفاوض حول آلية تنفيذ القرار الأممي.
ويشارك في المحادثات ممثلون عن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي الذي ينتمي إليه الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
أرسل تعليقك