باريس ـ مارينا منصف/ ماريا طبراني
توالت ردود الفعل الدولية الغاضبة والمستنكرة لسلسلة التفجيرات المتزامنة التي ضربت العاصمة الفرنسية، باريس، الجمعة الماضية، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 153 قتيلًا وعشرات الجرحى.
وأعرب رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، عن صدمته بشأن الهجمات، معلنًا حالة الطوارئ في البلاد وإغلاق الحدود والاستعانة بالجيش لتأمين العاصمة باريس، في قرارات هي الأولى من نوعها منذ الحرب العالمية الثانية.
وأدان الرئيس الأميركي باراك أوباما، الهجمات واعتبرها ضد الإنسانية ومحاولة فظيعة لترويع المدنيين الأبرياء، وذكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن هجمات باريس تعكس كراهية والقتلة ليسوا بشرًا، وأن روسيا مستعدة لدعم حكومة وشعب فرنسا، كما أبدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل صدمتها الشديدة إثر الهجمات.
واستهجنت الرئاسة المصرية، بأقسى العبارات الحوادث المتطرفة الآثمة، التي وقعت مساء الجمعة الماضية، في عدة مناطق من العاصمة الفرنسية باريس وأسفرت عن سقوط عشرات الضحايا واحتجاز آخرين.
وأكدت الرئاسة، في بيان صحافي صباح السبت، أن "الرئيس عبدالفتاح السيسي، كلف السفيرَ المصري في باريس بنقل خالص التعازي والمواساة للقيادة السياسية الفرنسية وحكومة وشعب الجمهورية الفرنسية الصديقة في ضحايا هذه الحوادث الغاشمة، والتأكيد على تضامن مصر مع فرنسا ومساندتها للجهود الدولية المبذولة لمكافحة التطرف، الذي لا يعرف حدودًا ولا دينًا، بل امتدت يده الغادرة لتطال حياة الأبرياء وتدمر دون تمييز في شتى دول العالم".
وأعربت مصر عن "ثقتها الكاملة في أن مثل هذه الأحداث المتطرفة لن تضعف عزيمة الدول والشعوب المُحبة للسلام، بل ستزيدها إصرارًا على مكافحة الإرهاب ودحره حفاظًا على كيانات دولها وصونًا لمُقدراتها، وهو الأمر الذي يتطلب تكاتف جهود المجتمع الدولي من خلال مقاربة شاملة في مواجهة آفة الإرهاب الذي يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في مختلف أنحاء العالم دون تفريق".
واستنكر الرئيس الإيراني حسن روحاني، باسم الشعب الإيراني، الذي اعتبر أنه نفسه ضحية التطرف، بشدة هذه الجرائم ضد الإنسانية، وأوضح رئيس الوزراء التركي داود أوغلو أن "الهجمات الغاشمة في باريس استهدفت الإنسانية جمعاء، لذلك ندينها بشدة".
وشدد أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، على أن "هذه أعمال إرهابية إجرامية تخالف كل تعاليم الدين السماوي والقيم الإنسانية"، وذكر رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان: "نؤيد ما يتوجب عمله لمواجهة التطرف والقضاء عليه".
وأدانت الرئاسة الفلسطينية، العمليات المتطرفة التي وقعت في باريس، وأعرب الرئيس عباس عن تضامنه وتعاطفه مع فرنسا حكومة وشعبًا في مواجهة التطرف، مؤكدًا ضرورة وقوف المجتمع الدولي بأسره في مواجهة هذه الأعمال الخطيرة التي تؤدي إلى توتير الأجواء في كل مكان.
وعلَّق الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون على "تويتر": "قلوبنا ودعاؤنا مع كل شخص في باريس الليلة"، وقال عمدة لندن بوريس جونسون: "علمت ببالغ الاسى بالأحداث الأليمة التي وقعت في باريس، أعبر عن تعاطفي وتعاطف سكان لندن مع أهل باريس هذه الليلة".
أما عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو، فأضاف: المدينة في حالة تأهب دائم ومستعدة لمواجهة أيّة هجمات محتملة" وذكرت هيلاري كلنتون على "تويتر"، أن "التقارير من باريس مثيرة، دعواتنا للمدينة وعائلات الضحايا.
وكانت وسائل إعلام فرنسية أعلنت مقتل 140 شخصًا على الأقل، وإصابة العشرات في حوادث إطلاق نار وتفجيرات وسط العاصمة الفرنسية باريس بالقرب من ملعب "ستاد فرانس"، بعد إطلاق مسلح النار داخل مطعم "كومبوغ"، لافتًة إلى احتمال تنفيذ 6 تفجيرات انتحارية متزامنة في العاصمة الفرنسية.
وأكدت الشرطة الفرنسية أن مسلحيّن أو 3 هاجموا القوات أمام قاعة العرض في "باتاكلان"، مشيرة إلى وجود نحو 100 رهينة في القاعة، تم فك حصارهم بعد تدخل الشرطة.
وأفادت المصادر بوقوع 6 تفجيرات خارج حانة قرب ملعب "ستاد فرنسا"، الذي كان يحتضن مباراة فرنسا أمام ألمانيا، وذكرت التقارير أن الرئيس فرانسوا هولاند كان يشاهد المباراة، وبعدها خرج من الملعب.
وحاصرت قوات الأمن 5 أحياء باريسية على الأقل بعد الهجمات، وأغلقت عددًا كبيرًا من شوارع العاصمة الفرنسية بعد الهجمات المتزامنة، وتمكنت من شن هجوم على مسرح "باتاكلان" الذي احتجزت فيه الرهائن.
أرسل تعليقك