توسَّع عدد المدعوين إلى مؤتمر المعارضة السورية المعتدلة في الرياض، المقرر بين 8 و10 كانون الأول/ ديسمبر الجاري لـ100 شخصية بدلاً من 65، وسط تكثيف الجهود لحل العقد والوصول لأوسع تمثيل للمعارضة السياسية والعسكرية كي تتفق على وفد موحد ورؤية مشتركة للتفاوض مع وفد القوات الحكومية، برعاية دولية في بداية العام المقبل لبدء المرحلة الانتقالية.
يأتي ذلك في وقت علم فيه أن الخارجية الروسية حذفت اسم رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض خالد خوجة من قائمة مرشحيها للمعارضة المقبولة.
ومن المقرر أن يتم التصويت على الوثيقة المشتركة حول رؤية المعارَضة مكونات المرحلة الانتقالية، بحيث يحصل كل مشارك على صوت وليس صوتاً لكل كتلة، ما يعطي أرجحية لموقف الائتلاف الذي سيحصل على تمثيل يصل لـ27 شخصًا، وسط توقعات بأن يسهل خبراء مستقلون جلسات العمل وأن يُترك للسوريين تقرير جدول الأعمال ومخرجات المؤتمر.
ولن يحضر الجلسات، التي تستمر 3 أيام، مبعوثو الدول الغربية والعربية، لكن المبعوث الأميركي مايكل راتني والبريطاني غاريث بايلي ومبعوثين من الإمارات وقطر ودول أخرى سيكونون موجودين في مكان آخر في الرياض لبذل جهود قد تُطلب منهم خلال أعمال المؤتمر.
وبُذلت جهود لحل عقدة تمثيل الائتلاف بعد بروز خلاف بين رئيس الائتلا» وكتلة كبيرة في الهيئة السياسية جراء تجاهل خوجة 9 أسماء رشحتها الهيئة ضمن قائمة من 20 شخصًا، واقتراحه أسماء جديدة بينها أعضاء كتلته والأمين العام السابق لـ"الائتلاف" خالد صباغ والقيادي في الإخوان محمد فاروق طيفور.
ولدى تلويح عدد من أعضاء الهيئة السياسية بطرح حجب الثقة عن خوجة، جرت اتصالات إقليمية ومفاوضات أدت لإضافة اسمي الأمينين العامين نصر الحريري وبدر جاموس، إضافة إلى البحث في إضافة 3 أعضاء في الهيئة السياسية.
كما وصلت دعوات من الخارجية السعودية إلى أعضاء وقياديين سابقين في الائتلاف، من بينهم الرئيسان السابقان معاذ الخطيب وأحمد جربا ورئيس المجلس الوطني السوري السابق برهان غليون، إضافة إلى ميشال كيلو، ما رفع حصة ممثلي الائتلاف والمقربين من موقفه لـ27 شخصًا.
وتأكد وصول دعوات إلى 11 من هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديمقراطي برئاسة حسن عبدالعظيم، مع بقاء عقدة تمثيل الاتحاد الوطني الكردي برئاسة صالح مسلم ووحدات حماية الشعب الكردي والإدارات الذاتية.
وأجرى المبعوث الأميركي محاولات لحل هذه العقدة واقترح حلولاً وسطًا لتجاوز "فيتو" عبر عنه الائتلاف وحلفاؤه؛ حيث اشترط أعضاء في الائتلاف أن يعلن الاتحاد الديمقراطي رسميًّا تمسكه بوحدة سورية وقتال القوات الحكومية قبل المشاركة في مؤتمر المعارضة.
في حين يعتبر مسلم أن الإدارات الذاتية التي تضم عربًا وأشوريين وأكرادًا تشكل نموذجًا لمستقبل سورية، وأن وحدات حماية الشعب أظهرت نجاحها في قتال داعش وتتلقى دعمًا عسكريًّا من أميركا.
كانت أنقرة سعت لتصنيف الوحدات ضمن قائمة التنظيمات المتطرفة، الأمر الذي رفضته واشنطن؛ لأنها تقدم الدعم العسكري والجوي لها ضد داعش.
كما زاد عدد المدعوين من الفصائل المسلحة؛ إذ جرى التركيز على المجلس العسكري في الشمال الذي يضم القوى الرئيسية، إضافة إلى أحرار الشام الإسلامية وجيش الإسلام، لاسيما بعد قرار عدم ضمهما إلى قائمة التنظيمات المتطرفة، ووصلت دعوات لحضور مؤتمر المعارضة إلى قادة سيف الشام أبوصلاح الشامي وثوار سورية أبوأسامة الجولاني وشباب السنة أبوحمزة عودة وتجمع الشهيد أحمد عبدو العقيد بكور سليم من الجبهة الجنوبية في الجيش الحر، وسط توقعات بوصول دعوات إلى فصائل في درعا جنوب سورية الساعات المقبلة.
وسعى وزير الخارجية المصري سامح شكري لحل عقدة تمثيل إعلان القاهرة بصفته التنظيمية أسوة بالائتلاف وهيئة التنسيق، إضافة إلى دعوة هيثم المناع، لكن تأكدت دعوة جمال سليمان وخالد محاميد اللذين التقيا شكري في القاهرة، مع تردد دعوة جهاد مقدسي.
ولم تصل دعوة إلى رئيس الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير، قدري جميل، الذي يتخذ من موسكو مقرًا.
وفي هذا السياق، علم أن الخارجية الروسية بعثت قائمة جديدة للمعارضة المقبولة إلى واشنطن، وزاد العدد من 38 إلى 43 مرشحًا، واللافت أن الخارجية الروسية حذفت اسم خوجة من المقبولين لديها.
إلى ذلك، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) عن مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، قوله إن استضافة الرياض مؤتمرًا للمعارضة والأردن استشارات لتحديد التنظيمات المتطرفة عبارة عن خروج عن إطار بيان فيينا منتصف الشهر الماضي، علمًا بأن البيان الختامي نص على قيام الأردن بهذه الجهود، وأن واشنطن وموسكو دعما استضافة الرياض فعاليات المؤتمر.
أرسل تعليقك