أعلنت "إسرائيل" رسميا أمس الخميس، اختفاء مواطنين إسرائيليين اثنين داخل قطاع غزة منذ قرابة عام، واتهمت حركة "حماس" باحتجاز أحدهما على الأقل، وأكد منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الضفة والقطاع، الميجر جنرال يؤاف مردخاي، أن "مواطنين إسرائيليين موجودان حاليا في قطاع غزة، وأن حركة حماس تحتجز أحدهما، وهو رجل من مواليد إثيوبيا يبلغ من العمر 29 عاما من سكان عسقلان".
وأضاف مردخاي في بيان أن "هذا الرجل الذي يدعى أفراهام منغيستو قد اجتاز بمحض إرادته السياج الأمني المحيط بقطاع غزة، في السابع من شهر أيلول/سبتمبر من العام الماضي ودخل القطاع، وتوجهت إسرائيل بطلب إلى جهات دولية وإقليمية لاستيضاح مصير هذا المواطن، مطالبة بإعادته إلى إسرائيل على الفور".
وجاء في البيان أيضا أن الإسرائيلي الآخر الموجود في قطاع غزة هو من أبناء الأقليات، دون أن يفصح عن اسمه، مستدركا أن هذا المواطن سبق له أن اجتاز الحدود إلى غزة مرات عدة، في إشارة إلى بدوي عربي يقيم في منطقة النقب، وأكد مردخاي أن إسرائيل ستواصل بذل جهودها بهدف طي ملف القضية.
وجاء الكشف عن وجود إسرائيليين في قطاع غزة، في الذكرى الأولى للحرب على القطاع، وبعد يوم من تصريحات لرئيس المكتب السياسي لـ"حماس" خالد مشعل، بأن إسرائيل طلبت من "حماس" تسلميها اثنين من الإسرائيليين الأحياء، وجثتين لجنديين، فيما ركزت "إسرائيل" على منغيستو أكثر من الآخر البدوي باعتباره عربيا ومن المستبعد أن يجري التعامل معه في غزة كأسير إسرائيلي.
ولم تعقب حماس على الأنباء الإسرائيلية، وأكد مسؤولو الحركة أن هذا الملف مغلق في هذا الوقت، وبيّن القيادي في الحركة محمود الزهار أن أي معلومات لن تنشر قبل إطلاق إسرائيل سراح أسرى صفقة شاليط، في إشارة إلى الأسرى الذين أطلقوا بموجب اتفاق تبادل بين "إسرائيل" و"حماس"، وأعادت "إسرائيل" اعتقالهم، بعدها، على فترات.
لكن مصدرا أمنيا إسرائيليا كبيرا قال لوسائل إعلام إسرائيلية، إن "حماس" تجاهلت الطلب الإسرائيلي بتسليم منغيستو، وادعت أنها اعتقلته وحققت معه، ومن ثم أطلقت سراحه عندما تبين أنه ليس جنديا ويعاني من اضطراب نفسي، ويشير ذلك إلى المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين.
ورفضت إسرائيل التسليم برد "حماس"، وذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس "إننا نعمل على إعادة المواطنيْن الإسرائيلييْن اللذين اجتازا الجدار الحدودي إلى غزة، ونعتبر حماس مسؤولةً عن سلامتهما، لقد عيّنتُ مندوبا شخصيا عنّي للعمل على تنسيق النشاطات المتعلقة بهذه القضية والاتصال مع العائلات".
وكلّف نتنياهو الكولونيل احتياط ليئور لوتان، رئيس قسم شؤون الأسرى والمفقودين في الجيش، بترؤس الطاقم الذي يتعامل مع قضية احتجاز منغيستو، وأضاف نتنياهو "لقد تحدثت أمس مع والدي أفراهام منغيستو ومع شقيقه، وقلت لهم إننا منذ الاطلاع على هذه القضية لا نوفر جهودا لإعادته إلى إسرائيل. وقد اتفقنا على أننا سنلتقي قريبا".
وتابع:"أتوقع من المجتمع الدولي الذي يعبر عن قلقه من الوضع الإنساني في غزة، أن يدعو بصوت واضح إلى الإفراج عن هذين المواطنين، وأن يهتم بإعادتهما"، كما جاء في بيان لوزارة الدفاع الإسرائيلية، هناك "معلومات موثوق بها" تفيد بأن منغيستو، وهو من مواليد 1986 ويقيم في عسقلان، أقرب المدن الإسرائيلية لقطاع غزة، "محتجز رغما عنه لدى حماس في غزة".
وأضاف البيان "تتعامل أيضا مع قضية أخرى تخص واحدا من عرب إسرائيل محتجزا في غزة"، وبيّن مصدر أمني إسرائيلي مسؤول أن "ادعاءات حركة حماس بأنها لا تحتجز المواطن الإسرائيلي منغيستو كاذبة ومغرضة"، مضيفا أن "الاعتقاد السائد لدى أجهزة الأمن هو أن منغيستو على قيد الحياة، وأن حركة حماس تحتجزه لغرض المساومة في أي عملية تفاوض مستقبلية مع إسرائيل".
وأعرب المصدر عن أمله في أن يساهم نشر تفاصيل هذه القضية في تحريك الإجراءات لإخلاء سبيل منغيستو، وأكد أن ملابسات قيام منغيستو باجتياز الحدود إلى القطاع لا تؤثر على التزام إسرائيل بإعادته.
ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية أن منغيستو دخل إلى غزة بكامل إرادته، وقالت صحيفة "هآرتس" إنه عانى في السابق من مشكلات نفسية، وأنه على ما يبدو كان تحت تأثير الكحول عندما قرر عبور السياج الحدودي مع غزة، موضحة أن كاميرات المراقبة التابعة للجيش رصدته، لكن الجنود في برج المراقبة ظنوا أنه متسلل فلسطيني ويريد العودة إلى القطاع، فلم يعترضوه.
وتضاربت الأنباء والروايات حول حقيقة دخول منغيستو والعربي البدوي إلى القطاع ومصيرهما، وذكر مصدر فلسطيني إن حماس أخلت سبيل مغنيستو ثم غادر القطاع إلى مصر عن طريق الأنفاق، وأوضح مصدر فلسطيني آخر أنه جرى تسليم الشاب إلى الصليب الأحمر، لكن إسرائيل رفضت تسلمه بحجة أنه لا يوجد مواطن إسرائيلي مفقود، فأعاد الصليب الأحمر الشاب إلى "حماس" وتم تسليمه إلى جهاز الأمن التابع للقسام، ولم يتطرق أحد إلى مصير البدوي أو ما جرى معه.
وهاجمت عائلة منغيستو المسؤولين الإسرائيليين على طريقة تعاملهم مع القضية التي فرض عليها تعتيم كامل حتى أمس، وأشار متحدثون باسم العائلة، في مؤتمر، إلى إن الجيش كذب عليهم طيلة عام كامل، وأضافت العائلة أنها قررت الكشف عن القضية بعدما أبلغتها الجهات المعنية أنها لا تملك أي معلومة عن مكان ابنهم.
أرسل تعليقك