تسلّل عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية " داعش " إلى مدينة عين العرب (كوباني) الكردية شمال سورية، قرب الحدود مع تركيا، فيما أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس شتولتنبرغ استعداد الحلف لحماية حدود تركيا من أيّ هجوم، ملوّحًا بإمكان إرسال الحلف قوّات بريّة إلى الأراضي التركية.
وأضاف شتولتنبرغ في مؤتمر صحافي أثناء زيارته بولندا أمس الاثنين، أن "المسؤولية الرئيسية التي تقع على عاتق الحلف هي حماية كلّ الدول الحليفة، تركيّا عضوٌ في الحلف ومسؤوليتنا الرئيسيّة هي حماية سلامة حدودها، وهذا هو سبب نشرنا صواريخ باتريوت فيها".
وتابع أنه "على تركيّا أن تعرف أن الحلف سيكون حاضرًا إذا وصلت أيّ تداعيات (للحرب السورية) أو نفّذت أيّ هجمات على تركيا نتيجة العنف الذي نراه في سورية".
وكان عناصر تنظيم "داعش" رفعوا رايتهم على المشارف الشرقية في عين العرب لدى دخولهم المدينة أمس الاثنين للمرة الأولى منذ اندلاع الاشتباكات مع "وحدات حماية الشعب" الكردية قبل ثلاثة أسابيع.
وأفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" عن مقتل 20 من مسلحي "داعش" في مكمن نفّذه مقاتلون أكراد في المدينة.
وأكد مترجم "حزب الاتحاد الوطني الكردي"، بروير علي محمد، إجلاء أكثر من ألفي كردي سوري بينهم نساء وأطفال، من المدينة بعد تقدم "داعش".
وأضاف في اتصال هاتفي وهو في طريقه إلى تركيا: "يمكننا سماع دويّ اشتباكات في الشوارع".
وأعاقت مقاتلات التحالف الدولي- العربي في وقت سابق تقدُّم "داعش" إلى عين العرب، لكن عناصر التنظيم شنّوا هجومًا من الجهتين الشرقيّة والغربيّة، تزامن مع تفجير انتحاريَّيْن من التنظيم نفسيهما في موقع قريب من مقاتلي "وحدات حماية الشعب" الكردية على هضبة مشته نور الواقعة جنوب المدينة، بعد هجوم انتحاري نفّذه كردي ضد "داعش".
ونقلت وسائل إعلام تركيّة عن نائب رئيس الوزراء التركي بولند أرينج أن أنقرة أبلغت رئيس "الاتحاد الديموقراطي الكردي" صالح مسلم خلال زيارته تركيا قبل أيام أن "على الأكراد الانخراط في جسم المعارضة السورية وألا يكونوا شركاء لنظام الرئيس بشار الأسد في ظلمه".
وأضاف أن النظام السوري لم يساعد الأكراد في عين العرب وأنهم طلبوا من أنقرة مساعدتهم لمنع سقوط المدينة.
وأفاد "المرصد" إن ثلاثين مقاتلًا كرديًا قتلوا بانفجار شاحنتين يقودهما انتحاريان من "داعش" عند المدخل الغربي لمدينة الحسكة ذات الغالبية الكردية.
وكشفت وسائل إعلام بريطانية أن أنقرة بادلت الرهائن الأتراك الـ49 الذين كانوا محتجزين لدى "داعش" في شمال العراق، بحوالى 180 جهاديًّا كانوا موقوفين لديها، وبينهم ثلاثة فرنسيّين وبريطانيّان وسويديّان.
وكانت صحيفة "التايمز" نشرت قائمة "الجهاديّين" الذين أطلقتهم الحكومة التركية، وأكدت مصادر الحكومة البريطانية إن القائمة "ذات صدقية".
وعلى صعيد الصراع بين قوّات النظام السوري والمعارضة، أفيد بأن مقاتلي المعارضة حققوا تقدّمًا إضافيًا في جنوب البلاد ضمن خطتهم للسيطرة على كل محافظة القنيطرة بين دمشق والجولان المحتلّ، والوصول إلى العاصمة من جهتها الغربية.
في الوقت ذاته، كثّفت القوات النظاميّة عملياتها في أطراف أخرى من دمشق واستعادت للمرة الثانية السيطرة على بلدة الدخانيّة في الغوطة الشرقية.
أرسل تعليقك