دمشق - نور خوام
استأنف تنظيم "داعش" الخميس، هجومه الواسع الذي يشنه على القوات الحكومية السورية في قطاعات مختلفة من مدينة دير الزور ومطارها العسكري، وشهد هذا الصباح تفجير آلية مفخخة في جبل الثردة الواقع جنوب المطار.
وأعلن داعش عن سيطرته على حي الصناعة شرق مدينة دير الزور، عقب اشتباكات كانت الأعنف منذ شهور، بحسب ما أفاد به سكان ومصادر محلية، مؤكدين أن القوات الحكومية عمدت إلى تنفيذ عشرات الغارات الجوية في محيط المطار، وعلى أحياء الصناعة والمطار القديم والرشدية والحويقة خلال الساعات الـ24 الماضية.
وشهد حي الصناعة الذي تقاسم فيه التنظيم والنظام السيطرة عليه قبل المعركة الأخيرة، العديد من المواجهات العنيفة خلال السنوات الماضية، نظراً لأهميته الإستراتيجية، والمتمثلة في كونه بوابة الأحياء المجاورة للمطار العسكري ومدفعية الجبل المطلة على هذه الأحياء، ودافعت القوات الحكومية عن هذه الجبهة بشراسة منذ محاولات قوات المعارضة السورية اقتحامها في سنوات مضت، قبل أن يسيطر "تنظيم داعش " على أغلب أرجاء محافظة دير الزور، في حزيران 2014.
وأشار مصدر عسكري بأن التنظيم ربما يعجز عن الاستمرار على السيطرة على الحي، كونه في مرمى نيران مدفعية الجبل، إضافة إلى عدم وجود أبنية طابقية عالية تستطيع حماية عناصر التنظيم من نيران الطيران والمدفعية.
وأضاف ، بأن هذا الأمر يتعلق خاصة بمنطقة المحلات داخل الحي، ورغم أهمية الحي الإستراتيجية، إلا أن التنظيم لا يستطيع المحافظة عليه، إذا لم يستمر في العملية العسكرية قدماً، أي التقدم إلى ما تبقى من أحياء مجاورة للمطار شرق المدينة، و"هنا سيكون للواقع الميداني حديث آخر"، على حد تعبيره.
وأكدت مصادر في داخل الأحياء المحاصرة بدير الزور، والخاضعة للقوات الحكومية ، بأن عدد من قذائف الهاون تساقط على تلك الأحياء، مخلفة العديد من القتلى والجرحى بينهم نساء وأطفال.
وذكرت تلك المصادر بأن العشرات من الجثث والإصابات لجنود القوات الحكومية وصلت إلى المستشفى العسكري في حي مساكن عياش خلال الساعات الماضية، قادمة من جبهات عدة، ما يدلل على شراسة المعارك الجارية والتي اشتعلت مجدداُ صباح الخميس، مع توقعات بحصول العديد من التطورات الميدانية التي ستؤثر على مناطق السيطرة في دير الزور، إن استمرت حدة المعارك، بحسب ما يؤكده العديد من المتابعين للواقع الميداني في دير الزور.
أرسل تعليقك