لندن - ماريا طبراني
هدَّد تنظيم "داعش" الإرهابي في العدد الأخير من مجلة "دابق Dabiq " الدعائية، بتنفيذ مزيد من الهجمات على أوروبـا، وذلك تزامناً مع الإحتفال بالتفجيرات التي وصفها بـ"المباركة" التي وقعت في بروكسل. وكانت الجماعة الإرهابية قد أعلنت مسؤوليتها عن المذبحة التي وقعت في 22 من آذار / مارس ضمن عملية مرتبة جيداً، إلا أن المحققين قالوا بأن إستهداف العاصمة البلجيكية جاء فقط بسبب فشل أفراد التنظيم في تنفيذ مزيد من الهجمات على فرنسـا بعد إحباط السلطات البلجيكية لها.
ويقبع حاليـاً في سجن الشرطة أحد المفجرين الإنتحاريين الأربعة وهو محمد عبريني عقب فراره من مطار بروكسل، وإلقائه سترة المتفجرات في سلة للنفايات. وفي إشادة تنظيم "داعش" بالأشقاء إبراهيم وخالد البكراوي، وكذلك نجم لاكراوي الذي تآمر مع عبريني للهجوم على المطار ومحطة مترو الأنفاق في مايلبيك Maalbeek مما أسفر عن مقتل ما يزيد عن 30 شخصا، فلم يكن هناك ثناء على الموقوف عبريني.
وأكدت المجلة الدعائية "دابق" أن ما توصل إليه المحققون بأن لاكراوي كان صانع القنابل التي تم إستخدامها في هجمات باريس وبروكسل، قائلةً بأنه أكمل تدريباته بعد تعرضه للإصابة خلال المعارك الدائرة في سورية. كما توجهت المجلة بالتحية إلى محمد بلقايد الذي أردته شرطة بروكسل قتيلاً في مداهمة للقبض على صلاح عبد السلام.
ومن المتوقع بأن تستخدم وكالات الإستخبارات شهادة عبد السلام إلى جانب محمد عبريني والعديد من المتآمرين الآخرين الذين تم إعتقالهم في إقتلاع جذور أية شبكاتٍ أخرى متبقية لتنظيم "داعش" في أوروبـا. وقال المتحدث بإسم مكتب الإدعاء العام الإتحادي البلجيكي بأن الخلية التي نفذت هجمات بروكسل كانت تنوي في البداية توجيه الضربات إلى فرنسا مجدداً، إلا أنهم في نهاية المطاف إتخذوا قرارهم سريعاً بإستهداف بروكسل بعد التقدم في سير التحقيقات.
وإلى جانب عدد من الصور للإنتحاريين الذين لقوا مصرعهم، فإن المجلة تحتوي على صور لما بعد أحداث تفجيرات بروكسل، بما فيها صالة الوصول المحطمة والقطار فضلاً عن الضحايا الغارقين في الدماء، فيما تعهد تنظيم "داعش" بمواصلة تنفيذ الفظائع العالمية ونقل النيران التي إشتعلت قبل سنوات في العراق إلى بلجيكـا عما قريب، حتى يعيش جميع المسلمين تحت التفسير الوحشي للشريعة الإسلامية.
وأعرب تنظيم "داعش" الإرهابي عن نيته لتدمير الإقتصادات والبنية التحتية الغربية، مع تكرار التهديدات السابقة لأنها لا تزال تشعر بتأثير الغارات الجوية على أراضيها وخفض رواتب أفراد التنظيم من المقاتلين في وقتٍ سابق من هذا العام مع تراجع عائدات النفط.ويقوم التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأميركية بإستهداف حقول النفط التي تسيطر عليها الجماعة الإرهابية، فضلاً عن خطوط الإمداد والمخازن النقدية منذ تشرين الأول / اكتوبر. وادَّعى مسؤولون أميركيون كبار بأن العمليات كبدت تنظيم "داعش" خسائر فادحة في غضون أسابيع، متعهداً بتكثيف الهجوم.
وصرح الجنرال لويد أوستن قائد القيادة المركزية الاميركية للصحفيين في كانون الثاني / يناير بأن العمليات منعت وصول ملايين الدولارات إلى الجماعة الإرهابية. بينما أوضح أنطوني بلينكن، وهو نائب وزير الخارجية حجم الخسائر التي تكبدتها الجماعة الإرهابية في الآونة الأخيرة وفقدانها السيطرة على عدد كبير من الأراضي.
أرسل تعليقك