أعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، أن بان كي مون أصيب بخيبة أمل كبيرة، إزاء الانهيار التام للهدنة التي توصلت إليها الأمم المتحدة بين أطراف النزاع في اليمن، لكنه لم يفقد الأمل بالتمكن من وقف إطلاق النار.
وأفاد دوجاريك للصحافيين "نواصل اتصالاتنا على مستويات مختلفة، ونجدد دعوتنا إلى هدنة إنسانية غير مشروطة".
وكانت الأمم المتحدة أعلنت عن بدء الهدنة اعتبارًا من ليل الجمعة الماضي، وكان يفترض أن تستمر حتى نهاية شهر رمضان المبارك، لتسمح بإيصال المساعدات إلى السكان.
واحتدمت المواجهات بين أطراف الأزمة في اليمن بصورة أعنف مما كانت عليه قبيل إعلان الهدنة، الجمعة الماضية، وشهدت الساعات الـ24 الماضية، تطورات أمنية وعسكرية لافتة على الساحة اليمنية، حيث دكت طائرات التحالف، معاقل الحوثيين والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح، في العاصمة صنعاء.
وأوضح شهود عيان أن القصف استهدف معسكرات ومواقع يستخدمها الحوثيون في منطقة سعوان شمال شرقي العاصمة، وأنه سمع دوي انفجارات هائلة من المواقع المستهدفة بالقصف، في الوقت الذي سقط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات الحوثية، في سلسلة عمليات نفذتها "المقاومة الشعبية" في إقليم آزال.
وأضاف الشهود أن هجمات عدة استهدفت دوريات الحوثيين في ذمار ومحافظة صنعاء، وأن هذه العمليات في سياق التصعيد الذي تجريه المقاومة في الإقليم الذي يضم صنعاء العاصمة ومحافظات عمران، وصعدة، وذمار.
ويحتدم غضب اليمنيين إزاء استمرار الغارات والقتال على الأرض وتدهور الأوضاع الإنسانية بعد فشل الهدنة الإنسانية التي أعلنتها الأمم المتحدة، التي كان يفترض أن تستمر حتى نهاية شهر رمضان وتسمح بإيصال المساعدات إلى السكان.
وبحسب الأمم المتحدة فإن 80% من السكان لا يجدون الطعام ومياه الشرب بسبب النزاع الذي أوقع أكثر من 3200 قتيل نصفهم من المدنيين منذ أواخر آذار / مارس، وتصاعد الغضب في صفوف اليمنيين والمنظمات المحلية والدولية إزاء الوضع المتدهور وفشل الهدنة ما يعيق إيصال المساعدات إلى من هم بأمس الحاجة إليها، وتؤكد مصادر متطابقة أن ثلاث سفن تنتظر في البحر قبالة شواطئ عدن لإدخال المساعدات إليها.
وأبرز وكيل محافظة عدن لشؤون المديريات نائف صالح البكري، في بيان أن سفينة تابعة للأمم المتحدة ومحملة بالمساعدات، ما زالت عاجزة منذ أسبوعين عن الوصول إلى ميناء عدن.
وذكر البكري، أن مجلس قيادة المقاومة والسلطة المحلية في عدن على استعداد لتسهيل وتنسيق رسو السفن وتذليل أي صعوبات تواجه هيئات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، منوهًا إلى أن سكان عدن يدخلون شهرهم الرابع من الحصار الخانق، وانهيار شبه كامل للمخزون الغذائي والأدوية وعدم تسلم الموظفين رواتبهم.
من جهته، أكد أحد سكان مدينة عدن ياسر منير مبارك، "ليس هناك هدنة إنسانية، أين هي الهدنة والقصف متواصل على بيوتنا"، وأضاف الناشط الحقوقي محمد مساعد، "لم تصل أي مساعدات إنسانية إلى عدن منذ إعلان الهدنة، عدن تعيش مجاعة وهي بحاجة إلى هدنة ترفع الحصار عنها بما يسمح بدخول المساعدات سواء عبر البر أو البحر".
وأفاد ردفان الدبيس، "الهدنة فشلت تمامًا ولم يعد هناك شيء اسمه هدنة"، واستمرت في هذه الأثناء المواجهات على الأرض بين القوات الموالية لحكومة الرئيس الشرعي للبلاد، عبد ربه منصور هادي، من جهة، والحوثيين وقوات الجيش الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، المتحالفة مع المتمردين من جهة أخرى، وكانت الأمم المتحدة أكدت عند إعلان الهدنة أنها حصلت على ضمانات كافية من جميع الأطراف.
وتواصل المقاومة اليمنية تحقيق انتصارات كبيرة على الأرض في مواجهاتها مع الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح، وحققت ثلاثة انتصارات كبيرة في مقابل ثلاث هزائم قاسية تعرضت لها من تحالف الحوثي في عدد من جبهات القتال.
وتمكنت المقاومة في عدن من استعادة السيطرة على منطقة رأس عمران الإستراتيجية، في شمال غربي مدينة عدن، وهو أكبر الانتصارات التي تحققها المقاومة منذ أربعة أشهر، وفي الوقت ذاته بسطت المقاومة الشعبية في محافظة مأرب سيطرتها على مناطق الأشراف، التي كانت تعد واحدًا من أهم أوكار الحوثيين، وحققت في محافظة تعز تقدمًا على الأرض، تمثل في السيطرة على منطقة الضباب وشارع الستين.
في غضون ذلك، أقر ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﺼﻤﺎﺩ، ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺘﻪ في ﻤﻮﻗﻊ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ الاجتماعي "ﻓﻴس ﺒﻮﻙ" ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺪﻥ ﻣﻜﺎﺳﺐ ﻣﻴﺪﺍﻧﻴﺔ، وأفاد أن انتصار المقاومة جاء نتيجة دعم ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﻭﺗﻌﺰﻳﺰه ﺑﻤﺌﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺠﻨﺪﻳﻦ.
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺪﻥ ﺃﻋﻠﻨﺖ ﺍﻷﺣﺪ ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺭﺃﺱ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﺍلإﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻏﺮﺏ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﺪﻥ، وفي جبهة بئر أحمد شمال عدن بدأت ميليشيات الحشد الشعبي الموالي للحوثي وصالح بخطة انسحاب من مواقعهم إثر التقدم الذي أحرزته المقاومة في جبهة عمران.
وأفاد مصدر طبي في عدن أن حصيلة اليوم الثاني من الهدنة، كانت 121 جريحًا و11 قتيلًا، حيث ﺳﻘﻂ ﻗﺘﻠﻰ ﻭﺟﺮﺣﻰ ﻣﻦ ميليشيات ﺻﺎﻟﺢ ﻭﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﺍلأﺣﺪ ﻓﻲ ﺍﻧﻔﺠﺎﺭ ﺍﺳﺘﻬﺪﻑ ﺩﻭﺭﻳﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻟﺤﺞ ﺟﻨﻮب عدن، ﺑﺎﻟﺘﺰﺍﻣﻦ ﻣﻊ ﺍﻟﻐﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺠﻮﻳﺔ ﻟﻄﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ.
وذكر ﻣﺼﺎﺩﺭ في المقاومة، أﻥ ﻋﺒﻮﺓ ﻧﺎﺳﻔﺔ ﺍﺳﺘﻬﺪﻓﺖ ﺩﻭﺭﻳﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻫﻂ، ﻣﻤﺎ أﺳﻔﺮ ﻋﻦ ﺳﻘﻮﻁ ﻗﺘﻠﻰ ﻭﺟﺮﺣﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ، ﻭأﻥ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻏﺎﺭﺍﺕ ﺟﻮﻳﺔ ﺍﺳﺘﻬﺪﻓﺖ ﻣﻮﺍﻗﻊ للميليشيات ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻨﺪ ﻭﺍﻟﻤﺴﻴﻤﻴﺮ ﻭﻣﻮﺍﻗﻊ أﺧﺮﻯ ﻓﻲ شمال محافظة لحج، مشيرة إلى أن غارات الطيران كثفت طلعاتها مستهدفة ﺗﻌﺰﻳﺰﺍﺕ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻭﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ أثناء تحركها ﻣﻦ ﻛﺮﺵ ﻧﺤﻮ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ الحوطة ﻭﻋﺪﻥ جنوبًا.
وأضافت المصادر أن سكانًا محليين في بلدة الوهط جنوب الحوطة في لحج ﺷﺎﻫﺪﻭﺍ قوات موالية للشرعية وهي متجهة للسيطرة على الشريط الساحلي باب المندب رأس عمران، فيما شوهدت ميليشيات الحوثي وصالح وهي مذعورة وفارة إلى مزارع قريبة من مفرق الوهط خشية من غارات الطيران.
من ناحية ثانية، نفى جهاز الأمن القومي "المخابرات"، الأنباء التي ترددت عن اختطاف اثنين من قياداته في صنعاء، وكانت معلومات صحيفة ذكرت أن وكيل أول الجهاز الدكتور اللواء عبد الملك مطهر، ومدير الدائرة المالية محمد حسان، اختفيا منذ نحو سبعة أيام في ظروف غامضة، ولم يشر النفي الذي أصدره الجهاز والذي نشرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ" التي تخضع لسيطرة الحوثيين، إلى أن القياديين المذكورين موجودان، وركز على ذم وسائل الإعلام التي تناولت الخبر، في الوقت الذي اتهمت مصادر مقربة من أسرة القياديين المفقودين، ما تسمى "اللجنة الثورية العليا" برئاسة محمد علي الحوثي بـ "عدم الجدية والمتابعة والاهتمام".
وكشف أﺣﺪ أﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﺑﻴﻦ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﻟﻘﻤﻮﺵ ﻭﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ في محافظة شبوة شرق اليمن ﻋﻦ ﺳﺮ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﺍﻹﻓﺮﺍﺝ ﻋﻦ أﺑﻨﺎﺀ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻟﻘﻤﻮﺵ ﺍﻟﻤﺤﺘﺠﺰﻳﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﻨﺬ أﻳﺎﻡ، ﻣﻊ ﺗﻌﻨﺖ الميليشيات ﻋﻦ إطلاﻗﻬﻢ ﺧﻼﻝ ﺍلأﻳﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ.
ﻭﺃﻛﺪ عضو الوساطة أﻥ ﺍﻟﺠﺜﺘﻴﻦ ﺍﻟﻠﺘﻴﻦ ﺩﻓﻨﺘﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﻔﺪ ﻟﻘﻴﺎﺩﻳﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ، أﺣﺪﻫﻤﺎ أﺣﺪ أﻗﺎﺭﺏ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﺍﻟﺬﻱ أﺻﺮ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴون ﻋﻠﻰ ﺇﺣﻀﺎﺭ ﺟﺜﺘﻪ ﻟﺪﻓﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﻥ ﺑﺤﺴﺐ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﺯﻋﻴﻢ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ، ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻌﻮﺩ ﺍﻟﺠﺜﺔ ﺍلأﺧﺮﻯ ﻟﻠﻘﻴﺎﺩﻱ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺨﻮلاﻧﻲ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ، مشيرًا إلى التميز الذي ﺗﻔﺮﺯﻩ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻓﻲ ﺻﻔﻮﻑ قتلاﻫﺎ، وأن ﺍﻟﻤﺌﺎﺕ منهم ﻳﺪﻓﻨﻮﻥ ﺩﻭﻥ ﻋﻠﻢ أﻫﺎﻟﻴﻬﻢ ﻭﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ ﻣﺠﻬﻮﻟﺔ، ﻭأنه ﻳﺘﻢ ﻧﻘﻞ فقط ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻮﻧﻬﻢ بـ "السلاﻟﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ" إلى المدافن.
أرسل تعليقك