دمشق ـ ريم الجمال
ينهي رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا زيارته إلى واشنطن، الثلاثاء، بلقاءات في البيت الأبيض، في مقدّمتها الاجتماع مع مستشار الأمن القومي سوزان رايس، وقد تشمل الرئيس باراك أوباما، بعد اجتماعات استمرت لعشرة أيام، شملت وزارتي الخارجية والدفاع، وقيادات الكونغرس.
يأتي ذلك فيما أشارت منظمة "هيومان رايتس ووتش"، في تقرير لها، الثلاثاء، إلى أنَّ "هناك أدلة قوية على أنَّ حكومة الأسد استخدمت موادًا كيميائيّة، كسلاح في ضرب مناطق المعارضة".
وأوضحت المنظّمة أنَّ "الأدلة المتاحة لديها تشير إلى أنَّ الطائرات الحكوميّة ألقت براميلاً متفجرة تحوي أسطوانات من غاز الكلور، على ثلاث بلدات في شمال سورية، في نيسان/أبريل الماضي"، معتبرة أنَّ "ذلك يمثّل انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي"، ومطالبة مجلس الأمن بـ"إحالة الوضع في سوريّة إلى المحكمة الجنائيّة الدوليّة".
وفي سياق متصل، دعت دولة قطر، الاثنين، مجلس الأمن الدولي إلى "فرض" وقف لإطلاق النار في سورية، بغية وقف الحرب، متّهمة حكومة الأسد باستعمال الغازات السامة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
وأوضح وزير الخارجية القطري خالد العطية، في كلمة ألقاها خلال افتتاح منتدى الدوحة الرابع عشر ومؤتمر إثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط، أنّه "على المجتمع الدولي أن يدرك الآن، وأكثر من أي وقت مضى، ضرورة إنهاء هذه الأزمة، عبر وقف نزيف الدم والدمار والمعاناة الإنسانية للشعب السوري، وتحقيق تطلعاته المشروعة في التغيير والحفاظ على وحدة أراضيه".
وأضاف العطية أنّه "بات لزامًا على مجلس الأمن الآن أن يباشر مسؤولياته ويفرض تنفيذ قراراته، بشأن وقف إطلاق النار، بغية حماية الشعب السوري من القتل والتشريد، في ضوء استخدام النظام السوري للغازات السامة، في تحدٍّ وانتهاك صارخ لإرادة المجتمع الدولي والقوانين الدوليّة".
وعقد وفد "الائتلاف"، الاثنين، اجتماعات في وزارة الدفاع، مع مساعد الوزير للعمليات الخاصة مايكل شيهان، ومساعد الوزير للسياسة الدفاعية مايكل لمبكين، بغية مناقشة مدى جهوزية "الجيش الحرّ" وسبل دعمه، عبر المجلس العسكري الأعلى، والذي مثّله في الاجتماعات رئيس هيئة الأركان عبدالإله البشير.
وتمسك وفد المعارضة، خلال اللقاءات، بضرورة حصول "الجيش الحر" على سلاح نوعي، يسمح له بالتصدي لطائرات الحكومة السوريّة، لكن المعلومات المتوفرة تشير إلى أنَّ واشنطن ليست بصدد تقديم الصواريخ المتطوّرة، التي يمكنها أن تلغي سيطرة قوّات الأسد على الأجواء.
وكان الجربا قد أعلن عن أنَّ المعارضة حصلت على أسلحة، من بينها صواريخ "تاو" الأميركية، ونجحت في استخدامها والحفاظ عليها من الوقوع في الأيدي الخطأ.
يذكر أنَّ تقريرًا بريطانيًا أكّد أنَّ حركة "حزم" لم تعد الفصيل الوحيد الذي يملك صواريخ "تاو" الأميركية المضادة للدبابات، مشيرًا إلى أنَّ "عدداً من الفصائل التي تراها واشنطن معتدلة حصلت أيضاً على شحنات من هذه الصواريخ".
ومنذ بدء النزاع السوري استعملت روسيا والصين حق النقض ثلاث مرات في مجلس الأمن، بغية إجهاض مشاريع قرارات غربيّة للضغط على سورية.
أرسل تعليقك