الرباط - سناء بنصالح
كشف تحقيق لصحيفة "ألباييس" الإسبانية أن 76 في المائة من الجهاديين المعتقلين منذ 2013، ينحدرون من مدينتي سبتة ومليلية، وشدّد التحقيق على أن سبتة صارت بهذه النسبة مصنعًا لتصدير المقاتلين إلى مناطق النزاع في سورية والعراق، سيما وأن 37 في المائة من المعتقلين في إسبانيا من أصول مغربية ينحدرون من شمال المغرب، وخصوصًا الفنيدق وتطوان، كما أن 40 في المائة من المغاربة الذين التحقوا بـ"داعش" ينحدرون من تطوان.
وخلص التحقيق إلى أن مدينة سبتة المحتلة تحولت في السنوات الأخيرة إلى قاعدة للعمليات الجهادية، وأرضٍ خصبةٍ لمختلف الجماعات الإرهابية، خاصة ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية، مشيرة إلى أن بعض المتورطين في مختلف الهجمات الإرهابية الأخيرة مرُّوا من سبتة.
وأوضح التحقيق أن مدينة سبتة شهدت تفكيك مجموعة من الخلايا الإرهابية في السنوات العشر الأخيرة، وسلط الضوء على خمس عمليات كبيرة، تم تفكيك بعضها بالتعاون والتنسيق الأمني والمخابراتي بين المغرب وإسبانيا، ويتعلق الأمر بـ عملية "نوبا" التي تم الكشف عنها سنة 2005، والتي مكنت من اعتقال ثلاثة مغاربة في المدينة المحتلة، وعملية "دونا" التي اعتُقل فيها 11 شخصًا ينحدرون من سبتة، بالإضافة إلى عملية "باستيون"، التي تم تفكيكها شهر آب/ أغسطس من العام 2014، والتي من خلالها قدمت إسبانيا إلى الاستخبارات المغربية معلومة دقيقة، تم على أثرها اعتقال 9 أشخاص آنذاك في مدينة تطوان، وعملية "تشاكال" التي أدت إلى اعتقال أسرتين مغربيتين في سبتة في كانون الثاني/ يناير 2015، كانتا تستعدان للالتحاق بـ"داعش"، علاوة على عملية أخرى في ىذار/ مارس الماضي، تم على أثرها توقيف فتاتين من مليلية تعملان على الاستقطاب والتجنيد لصالح "داعش".
وعزا التحقيق أسباب تحول مدينة سبتة المحتلة إلى قاعدة جهادية في الشمال المغربي، إلى ما هو أمني وديني واجتماعي واقتصادي، بالإضافة إلى ضعف المراقبة في المعبر الحدودي تاراخال، الذي يسمح بتنقل المتطرفين بين المدينة والداخل المغربي، خاصة المقيمين في المناطق المجاورة الذين لا يحتاجون إلى جوازات السفر، وانتشار التشدد الإسلامي في شمال المغرب بسبب الفقر، بالإضافة إلى موارد التمويل التي تأتي من الاتجار غير المشروع والتهريب، والتي تساهم في انتشار النشاطات الجهادية في هذه المدينة الصغيرة (سبتة).
وأوضحت جريدة "إلباييس"الإسبانية أيضًا أن العشرات من السبتاويين الذين التحقوا أخيرًا بتنظيم "داعش" شكلوا فيلقًا ذا طابع عسكري، أطلقوا عليه اسم "فيلق سبتة"، كما أن الكثير من الوجوه المعروفة والمنتمية لمدينة سبتة، والتي أثارث ضجة إعلامية في السابق، هي التي تزعمت تشكيل هذا الفيلق، كالسبتاوي المعروف بكوكيتو، والذي ظهر سابقًا في شريط مصور على "يوتيوب" وهو يحمل رؤوسًا بشرية مقطوعة، كما نشرت الجريدة الإسبانية صورًا لهؤلاء السبتاويين، من بينهم أيضًا رشيد الوهابي ومصطفى محمد وبيتو وطافو.
أرسل تعليقك