سيطر إعدام "جبهة النصرة" فجر السبت، للدركي اللبناني المخطوف علي البزال، على ما عداه من أخبار وتطورات في لبنان، في وقت تلقى أهالي الجندي المخطوف إبراهيم المغيط رسائل من تنظيم "داعش"، يهدد فيها بقتله إذا لم يصعد أهالي المخطوفين تحركاتهم.
وأكدت مصادر مطلعة أنَّ المفاوضات مع الخاطفين بعد إعدام البزال، أصبحت أمام مرحلة جديدة، وأنَّ من المهام المطلوبة هي استيعاب غضب أهالي المخطوفين واحتضانهم، خصوصًا أنَّ الوعود التي أطلقها الموفد القطري بأنَّه "لا إعدام للمخطوفين" ذهبت أدراج الرياح، ورجحت أن يكون البزال أعدم في وقت سابق، وليس كما أعلن أمس، وربما لهذه الأسباب، لم يتوجه الموفد القطري إلى جرود عرسال.
وفور شيوع خبر إعدام البزال، طلبت عائلته من الحكومة اللبنانية أن "تنفذ أحكام الإعدام بحق المتطرفين الموقوفين في سجن رومية، بدءًا من الموقوفة جمانة حميد والموقوف عمر الأطراش"، محملين الشيخ مصطفى الحجيري "أبو طاقية" مسؤولية مقتل الجندي، ودعوا الحكومة في مؤتمر صحافي إلى "إلقاء القبض على الحجيري، خصوصًا أنَّه موجود في مكان معروف"، معتبرين أنَّ "السوريين في عرسال ليسوا نازحين بل حفنة من التكفيريين انقضوا على الجيش"، ومعلنين "عدم السماح لأي جهة محلية أو دولية بإيصال المساعدات إلى عرسال"، ولافتين إلى أنَّ "قطع الطرق في أي بلدة بحجة التضامن مع متطرفي عرسال هو تأييد لهم" .
وعمد أهالي بلدة البزالية بلدة الدركي القتيل إلى قطع طريق بعلبك - حمص الدولية، عند مدخل البلدة، لكنهم سرعان ما أعادوا فتحها، معلنين أنها ستبقى مفتوحة لجميع المواطنين باستثناء أهالي عرسال، وأطلق أهالي البزالية سراح محمد الحجيري ومحمد الأطرش وبسام الحجيري وهم من عرسال، وكانوا خطفوا من قبل مسلحين يستقلون سيارة فجر السبت.
وقطع أهالي الجندي المخطوف إبراهيم المغيط، وهو من طرابلس، الأوتوستراد الدولي الذي يربط طرابلس ببيروت، عند نقطة القلمون شمالي طرابلس في الاتجاهين، فيما سادت أهالي العسكريين المخطوفين المعتصمين في ساحة رياض الصلح وسط بيروت، حالة من الغضب وأعلنوا "التصعيد المفتوح في كل المناطق وبكل الوسائل والاتجاهات"، محملين الحكومة مجتمعة "مسؤولية قتل الجندي الشهيد علي البزال".
وسأل الأهالي الحكومة في مؤتمر صحافي عن سبب تحجيم دور وزير الصحة وائل أبو فاعور، مطالبين بإعطاء أبو فاعور والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الدور الفعال، ومؤكدين "عدم فتح الطرقات حتى أخذ قرار بحقن دم العسكري إبراهيم مغيط" .
ودعا الأهالي الحكومة إلى الاستقالة، مناشدين الأهالي التضامن معهم، ومطالبين الجالية اللبنانية بكل الدول بالتوجه إلى السفارات للضغط على الحكومة، وداعين إلى "التحقيق الفوري ومعرفة من سرب التحقيقات مع النساء المعتقلات"، ومناشدين رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط بأن "يحل الملف لأنه شخصيًا شعر بوجع الأهالي عندما تم قمعهم بالقوة".
وأعلن الأهالي أنهم تلقوا رسائل من تنظيم "داعش" تفيد أنه "سيتم إعدام جميع العسكريين بحال لم تتم الاستجابة لمطالبهم"، وقالت زوجة الجندي المخطوف خالد مقبل إنها تلقت اتصالًا من الجهات الخاطفة، هددت فيه بتصفية جميع العسكريين المخطوفين.
في المقابل، عقدت لجنة خلية الأزمة الوزارية اجتماعًا في السراي الحكومي، برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام، وعرضت للتطورات المستجدة، واتخذت سلسلة من القرارات التي لم يفصح عنها، لمواجهة ما طرأ على قضية العسكريين، واستهدف الجيش اللبناني مراكز المسلحين في جرود عرسال بقذائف المدفعية والأسلحة الثقيلة.
وفي بيان بعنوان "من سيدفع الثمن؟"، هددت "جبهة النصرة" بإعدام المزيد من الجنود المحتجزين قريبًا في حال لم يتم إطلاق سراح النساء، وأرفق البيان بصورة تظهر علي البزال راكعًا، بينما شخص لم يظهر وجهه يطلق النار في اتجاه رأسه من الخلف بواسطة سلاح رشاش، وكان بيان الجبهة أشار إلى إعلان السلطات اللبنانية قبل أيام احتجاز زوجة سابقة لزعيم تنظيم "داعش" أبي بكر البغدادي مع ثلاثة من أطفالها، وزوجة قيادي سابق في "النصرة" يدعى أنس شركس، ومعروف باسم أبو علي الشيشاني.
وكان الشيشاني نشر تسجيلًا مصورًا على شبكة الإنترنت طالب فيه بالإفراج الفوري عن زوجته، مشيرًا إلى أنها أوقفت مع ولديه، قائلًا "إن لم تخرج زوجتي في القريب العاجل، فلا تحلموا أن يخرج العسكريون اللبنانيون المخطوفون، إن لم تخرج زوجتي وأطفالي فنساء وأطفال الجيش اللبناني هدف مشروع لنا".
ومن جهته، صرّح وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق بأنَّه لا يوجد قرار بإطلاق الموقوفتين سجى الدليمي الزوجة السابقة لزعيم "داعش" وعلا شركس "أبو أنس الشيشاني"، اللتين ستكونان جزءًا من عملية التفاوض، مع خاطفي العسكريين في عرسال .
من جهة أخرى، أصيب مجند في الجيش اللبناني بجروح في إطلاق نار من قبل مجهولين في أحد أحياء مدينة بعلبك، ولم تعرف أسباب الحادثة، وذكر مصدر رسمي أنَّ مجهولين أطلقوا النار على مجند في حي آل صلح في بعلبك، ما أدى إلى إصابته بجروح.
أرسل تعليقك