اندلعت مواجهات بين قوات الأمن اليمنية و متظاهرون من أتباع " الحوثيين " في صنعاء, خلفت عشرات الجرحى وسط مخاوف من اندلاع حرب سابعه بين الحوثيين والسلطات, خاصة وأن مسلحو "الحوثيين" يطوقون العاصمة صنعاء.
وبدأت المواجهات بين "الحوثيين" وقوات مكافحة الشعب عندما حاولت قوات تابعة لوزارة الداخلية فتح طريق المطار بعد أن تم إغلاقه تماماً, وشل الحركة فيه من قبل "الحوثيين" الذين يطالبون بإقالة حكومة باسندوة وإعادة النظر في قرار رفع أسعار الوقود وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني.
وأفادت مصادر طيبة أن بمقتل شخص وجرح 40 آخرون عندما فضت قوات الأمن تظاهرات "الحوثيين" وحاولت فتح طريق مطار صنعاء الدولي, فيما قام مسلحو يرتدون زي مدني بإطلاق النار على المتظاهرين دون معرفة هوية تلك المسلحون.
في السياق, أصدرت جماعة "الحوثي" بيانًا توضح فيه موقفها من الأحداث الراهنة والمتطورة في وسط العاصمة صنعاء، بعد فض قوات مكافحة الشغب اعتصام "الحوثي" الذي كان ظهر اليوم بوسط شارع المطار، وأمام عدد من الوزارات، والذي تسبب بإغلاقها وإغلاق شارع المطار الذي يعد أهم الشوارع الرئيسية في العاصمة صنعاء.
وفي تطور خطير جداً لموقف الجماعة المعلن، لوحت جماعة "الحوثي" في بيانها باستخدام القوة والسلاح بقولها "نحمل الحكومة مسؤولية تداعيات عدوانها، ونؤكد على حق شعبنا في الدفاع عن النفس بكل الوسائل في حال تمادت في عدوانها".
وعبر مراقبون للوضع في اليمن في حديث خاص إلى "العرب اليوم" عن تخوفهم من مثل هذه التصريحات التي قد تؤدي إلى جر البلاد إلى مربع العنف والقتال والدخول في حرب مع جماعة "الحوثي" خاصة وأن "الحوثيين" يمتلكون من العتاد العسكري يوازي ما تمتلكه الدولة.
ويخشى المراقبون أن تدخل الدولة في حرب سابعه مع "الحوثيين" حيث أنهم يفرضون سيطرتهم على المنافذ الأربعة البرية للعاصمة صنعاء, بالإضافة إلى حشد كبير من المسلّحين والأسلحة المتوسطة والأطقم والعربات المدرعة على تخوم صنعاء.
وأوضح المحلل السياسي والكاتب الصحفي علي الشعباني في حديث خاص إلى "العرب اليوم" أن الذي حصل عبارة عن تصعيد طبيعي لوضع الاحتقان الحاصل بين المكونات السياسية, والأخطر هو استمرار مسيرة العنف والاحتشاد من قبل الطرفين سيؤدي الوضع إلى شكل حتمي للاتجاه نحو العنف حتى وإن لم يكن بإرادة الأطراف السياسية وهناك أطراف متربصة بالوضع كاملاً.
وبين أن التصعيد الأخطر هو الوضع الحاصل في الجوف وليس الوضع الحاصل في صنعاء, لأن الجوف مبني على أساس مذهبي وسوف يؤدي ذلك إلى فتنة مذهبية وطائفية, أما في صنعاء فهو امتداد للصراع الحاصل في الجوف والأهم من هذا كله المراهنة على قدرة الرئيس عبدربه منصور هادي في إخراج البلاد من الوضع الراهن والتفاف جميع المكونات السياسية والاحزاب لمساندته .
في المقابل قال المتحدث باسم وزارة الداخلية اليمنية العميد محمد القاعدي أن قوات الشغب وجهت نداءات عبر مكبرات الصوت للمعتصمين بفتح طريق المطار ورفع خيامهم من خط المطار قبل عملية الاقتحام.
ولفت إلى أن الأمن اليمني قام بواجبه في حماية أمن المواطنين وفتح الطرقات أمامهم, داعيًا المعتصمين إلى الاعتصام في أماكن بعيدة عن الشوارع الرئيسية, وبما لا يلحق أي ضرر على المصالح العامة والخاصة.
وشدد على حرص وزارة الداخلية وأجهزتها المختلفة على الحفاظ على حياة الناس وأمنهم وسلامتهم .
وأكد القاعدي أن قوات مكافحة الشغب قامت بفتح الطريق العام ورفع الخيام دون حدوث أي إصابات وسط الجنود أو المعتصمين, على حد قوله.
أرسل تعليقك