تمكنت اليوم الجمعة قوات حكومية وبدعم طيران التحالف العربي بقيادة السعودية من استعادة مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج (50 كيلومتر شمال عدن) بعد مواجهات مع مسلحي تنظيم "القاعدة" المسيطرين على المدينة منذ عدة أشهر.
وأفادت مصادر أمنية وشهود أن وحدات عسكرية وأمنية موالية للحكومة الشرعية تقدمت صباحًا من مدينة عدن باتجاه مدينة الحوطة بالتزامن مع تقدم قوة أخرى من قاعدة العند الجوية شمال المدينة ما مكنها من السيطرة على المدينة بعد اشتباكات محدودة مع مسلحي التنظيم.
وأضافت المصادر أن القوات الحكومية المدعومة بغطاء جوي لمقاتلات التحالف العربي ومروحيات "الأباتشي" فرضت سيطرتها على وسط المدينة وتمكنت من قتل عدد من المسلحين وتوقيف نحو 50 آخرين فيما لاذ العشرات من عناصر التنظيم بالفرار إلى الضواحي المجاورة.
وكانت مقاتلات التحالف استبقت العملية العسكرية في الأيام الماضية بشن سلسلة غارات على مواقع التنظيم وتحصينات مسلحيه في محافظة لحج وعاصمتها مدينة الحوطة والمناطق المتاخمة لها في الضواحي الشمالية لمدينة عدن.
ومنذ سيطرة التنظيم على مدينة الحوطة عقب تحريرها مع معظم مدن جنوب اليمن من مليشيات الحوثيين وقوات صالح قبل أشهر أقدم مسلحوه على تفجير غالبية المقار والمباني الأمنية والعسكرية، بما فيها مقرات الشرطة والمخابرات والنيابة ومعسكر قوات الأمن الخاصة.
إلى ذلك أعلن فرع ما يسمى تنظيم "داعش" في بيان بثه على شبكة الانترنت مسؤوليته عن السيارة المفخخة التي انفجرت ظهر اليوم الجمعة في محافظة عدن جنوب اليمن، وقالت مصادر محلية في مديرية المنصورة إلى "اليمن اليوم" أن السيارة المفخخة كانت متوقفة بالقرب من مبنى وزارة الخارجية في حي ريمي بالمنصورة، وأكدت أن الانفجار أسفر عن سقوط جريح واحد فقط.
ورجحت المصادر أن يكون انفجار السيارة وقع بالخطأ وأنه كان مرتب له إحداث أضرار بالغة حيث كان يستهدف المترددين على وزارة الخارجية في أوقات الدوام الرسمي، وعزت المصادر عدم وجود ضحايا إلى أن المنطقة التي وضعت فيها السيارة المفخخة كانت شبه خالية من المارة عند الانفجار الذي وقع أثناء صلاة الجمعة.
وعلى صعيد الخروقات للهدنة المبرمة في يومها الخامس بين المقاومة والجيش من جهة ومليشيات الحوثيين وقوات صالح من جهة أخرى واصل الجانبان تبادل الاتهامات بارتكاب الخروقات بخاصة في جبهات مأرب والجوف وتعز وفي مديرية نهم شمال شرق العاصمة صنعاء.
وأفادت مصادر المقاومة بأن 10 حوثيين على الأقل قتلوا وأصيب 15 آخرون أثناء محاولتهم الزحف على مواقع الجيش والمقاومة في منطقة "جبل جرة" شمال مدينة تعز، وأضافت أن المتمردين الحوثيين وقوات صالح واصلوا خرق الهدنة في منطقة نهم شمال العاصمة وفي مديرية صرواح ومناطق "هيلان والمشجح وكوفل" غرب مأرب.
في السياق نفسه اتهمت منظمات حقوقية في تعز جماعة الحوثيين الانقلابية بارتكاب جرائم حرب في مديرية الوازعية في الريف الغربي لتعز، وقالت إن 100 مدني على الأقل قتلوا وجرح 300 آخرون في قصف عشوائي للميليشيات طاول 28 قرية، كما اتهمت المسلحين باقتحام 30 منزلاً واختطاف 60 مدنياً إلى جانب تشريد خمسة آلاف أسرة.
ومن المقرر أن تبدأ بعد في الكويت جولة من المشاورات بين وفدي الحكومة والإنقلابيين الحوثيين وحزب صالح برعاية الأمم المتحدة في سياق المساعي الهادفة إلى إنهاء الانقلاب وإحلال السلام والتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب واستعادة مسار العملية السياسية الانتقالية استناداً إلى قرار مجلس الأمن 2216 القاضي بسحب المليشيات من المدن وتسليم السلاح للدولة.
أرسل تعليقك