أعلنت قوى في الحراك الجنوبي في اليمن، المطالبة بالانفصال، أنه سيبدأ، السبت المقبل، "مرحلة تصعيدية"، وصولاً إلى 30 نوفمبر/ تشرين ثاني الجاري، الذي يصادف احتفال الجنوب برحيل الاحتلال البريطاني العام 1967.
ويبدأ الحراك مرحلة تصعيد خطيرة تشمل وقفات احتجاجية، وعصيان مدني، وإغلاق المنافذ الحدودية السابقة بين الشمال والجنوب، وبالتزامن مع دعوات الحراك للتصعيد شهدت محافظة عدن تأهبًا أمنيًا، ونشرت السلطات اليمنية تعزيزات أمنية وعسكرية حول المنشآت الحكومية تحسبًا لأي طارئ.
وبحسب بيان الهيئة الإشرافية للمعتصمين في ساحة العروض في عدن، جنوب اليمن، التابعة لقوى الحراك، يشمل التصعيد وقفات احتجاجية، وعصيان مدني، وإغلاق المنافذ الحدودية السابقة بين الشمال والجنوب قبل تحقيق الوحدة بينهما العام 1990.
وينصب متظاهرون جنوبيون منذ الشهر الماضي خيام اعتصام في ساحة العروض وسط مدينة عدن؛ لتأكيد مطالبهم بانفصال الجنوب.
وكانت الهيئة الإشرافية للمعتصمين في ساحة العروض في عدن أمهلت الحكومة اليمنية حتى نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري؛ لسحب جنودها وموظفيها من الجنوب، كما طالبت جميع الشركات الأجنبية العاملة في استخراج النفط في جنوب اليمن بوقف عملياتها بشكل فوري، في أعقاب مظاهرات حاشدة منتصف الشهر الماضي للمطالبة باستقلال الجنوب.
وذكر بيان للهيئة، في حينه: "دولة اليمن الجنوبية عائدة، ولن يتمكن أحد من إيقافنا".
ووفقًا لبيان حصل "العرب اليوم" على نسخة منه، تبدأ فعّاليات التصعيد، السبت المقبل، بتقديم محاضرة تشرح خطوات التصعيد المقبلة، تليها في اليوم التالي وقفة احتجاجية في ساحة العروض، ومخاطبة المنظمات المحلية والخارجية، من أجل "الوقوف مع شعب الجنوب وتأييد حقه"، ويخصص الاثنين المقبل لتسليم قنصلية المملكة العربية السعودية لدى عدن رسالة من المعتصمين تطالبهم بدعم قضية الجنوب، ضد ما يسمونه "الاحتلال اليمني".
وتمثل السعودية خصوصية في قضية الحراك الجنوبي في اليمن، نظرًا إلى البعد الجغرافي والديني وعلاقة الطرفين السياسية الاقتصادية العميقة والقديمة، كما يوجد على أراضي المملكة أغلب القيادات الجنوبية المعارضة، وأبرز رجال المال والأعمال والمغتربين.
وينفذ المعتصمون وقفة احتجاجية، الثلاثاء المقبل، أمام قنصليات الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وتسليم كل منها رسالة بمطالب المعتصمين، وفقًا للبيان.
وأضاف البيان، ينفذ نشطاء الحراك الجنوبي، الأربعاء المقبل، إضرابًا جزئيًا في المؤسسات الحكومية في عدن، يليه عصيان مدني، الخميس المقبل، يشمل كل مناطق جنوب اليمن، مع إغلاق المداخل الحدودية السابقة التي كانت موجودة قبل الوحدة بين شمال اليمن وجنوبه.
وكان المعتصمون سلموا، الجمعة، رسالة للمفوضية السامية للأمم المتحدة، جددوا فيها مطالبتهم بانفصال الجنوب عن الدولة المركزية، أو ما يصفونه بـ"الحرية والاستقلال".
وبالتزامن مع دعوات الحراك للتصعيد شهدت محافظة عدن تأهبًا أمنيًا، ونشرت السلطات اليمنية تعزيزات أمنية وعسكرية حول المنشآت الحكومية والخاصة، تحسبًا لأي طارئ.
ويضم الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال عن الشمال مكونات وفصائل متباينة الرؤى، وقد نشأ مطلع العام 2007، انطلاقًا من جمعيات المتقاعدين العسكريين، وهم جنود وضباط تم تسريحهم من الخدمة إبان نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وسرعان ما تحول الحراك من حركة تطالب باستعادة الأراضي المنهوبة، والعودة إلى الوظائف، إلى المطالبة بانفصال جنوب اليمن عن شماله.
وينقسم الحراك إلى قسمين؛ أولهما مؤيد للحوار مع الشمال، والآخر معارض ويتمسك بالانفصال.
وأفرز مؤتمر الحوار الوطني اليمني الذي اختتم في كانون الثاني/ يناير 2014، شكلاً جديدًا للدولة اليمنية المقبلة على أساس دولة فيدرالية من ستة أقاليم "أربعة أقاليم في الشمال، واثنان في الجنوب".
أرسل تعليقك