كشف وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر أن القوات الاميركية اطلقت عددا" كبيرا" من القنابل الذكية على اهداف لتنظيم "داعش" لدرجة ان مخزونها من الاسلحة المتطورة اخذ في التناقص. وأعلن في مراجعته لميزانية البنتاغون الضخمة ان الطائرات بدون طيار والمقاتلات الاميركية هي في مقدم الاسلحة المستخدمة في جهود التحالف المستمرة منذ 18 شهرا" لقتال التنظيم المتطرّف في العراق وسوريةz في حملة شنّت قوات التحالف خلالها نحو 10 الاف غارة جوية، قال البنتاغون ان العديد منها نفذّ بدقة عالية.
وأكد كارتر "ضربنا تنظيم داعش مؤخرا" بعدد كبير من القنابل الذكية الموجهة بنظام تحديد الموقع الجغرافي (جي بي اس) والصواريخ الموجهة بالليزر لدرجة ان مخزوننا من أكثر القنابل والصواريخ التي نستخدمها ضد الارهابيين بدأ ينخفض". واضاف "ولذلك فاننا نستثمر 1,8 مليار دولار في العام 2017 لشراء اكثر من 45 الفا" اضافية منها".
ويعتبر شراء هذه الذخائر التي ستقدم دفعا كبيرا لقطاع صناعات الدفاع الاميركي العملاق جزءا" من ميزانية قتال تنظيم "داعش". وفي السنة المالية 2017 خصص كارتر مبلغ 7,5 مليارات دولار أي بزيادة بنسبة 50% عن العام الذي سبق لتمويل الحملة العسكرية.
وتعتبر الاموال الاضافية مؤشرا" ليس فقط الى استمرار حملة القصف في العراق وسوريا، بل كذلك الى امكان توسيع نطاق القتال ضد المتطرفين مع تمددّهم خارج اراضي "الخلافة" التي اعلنوها في اتجاه مناطق تسودها الفوضى مثل ليبيا. وتشمل الميزانية التي سيتم كشفها كاملة الاسبوع المقبل، مبلغ 3,4 مليارات دولار للقيام بعمليات في اوروبا، وهو اربعة اضعاف المبلغ
الذي خصص السنة الماضية. وستخصص هذه الاموال لتمويل ما يسمى "مبادرة التطمين الاوروبية" التي تهدف الى ردع روسيا عن ضم اراض اخرى مثلما حدث في ضمها لشبه جزيرة القرم في 2014.
وأوضح كارتر "نحن نعزّز وجودنا في اوروبا لدعم حلفائنا في حلف شمال الاطلسي في مواجهة العدوان الروسي". واضاف قبيل توجّهه الى بروكسل الاسبوع المقبل للقاء نظرائه في 26 دولة مشاركة في التحالف الدولي "هذه المبالغ ستمول الكثير من الامور من بينها توفير مزيد من التدريب والقيام بمزيد من المناورات مع حلفائنا، وتوفير المعدات القتالية، وتحسين البنى
التحتية لدعمها".
ورحب الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ بانباء تعزيز الوجود الاميركي في الدول القريبة من الحدود الروسية. وراى في ذلك "مؤشرا واضحا الى الالتزام الطويل للولايات المتحدة بامن اوروبا".واضاف في بيان "ستكون هذه مساهمة كبيرة وفي وقتها المناسب لقدرات الحلف الرادعة، ودفاعا جماعيا".
وقدّم كارتر، وهو عالم الفيزياء والاستاذ السابق في جامعة هارفارد الذي يسعى الى تطوير الجيش الاميركي في مجال التكنولوجيا المتطورة، لمحة عن المشاريع المستقبلية التي سيتم تنفيذها. وفي الاجمال فان الميزانية تقترح تخصيص مبلغ 71,4 مليار دولار لتمويل الابحاث والتطوير. وقال ان مشروعا طوره مكتب القدرات الاستراتيجية في البنتاغون قام بصنع طائرات صغيرة بدون طيار يتم تصنيع معظم اجزائها بواسطة الطابعات ثلاثية الابعاد.
واضاف "لقد طوروا طائرات صغيرة بدون طيار تتميز بالسرعة الكبيرة والمتانة وتستطيع التحليق في الرياح القوية ويمكن اطلاقها من مؤخر مقاتلات او يمكن ان يطلقها جندي في الهواء وسط الصحراء العراقية".أكما يقوم الجيش بتطوير قوارب روبوتية وبندقية فائقة السرعة يمكن ان تطلق قذيفة بسرعة مدهشة تبلغ 7250 كلم في الساعة.
واعرب كارتر عن قلقه من توسع النزاعات مستقبلا لتمتد الى الفضاء، وقال ان البنتاغون يطور وسائل لتخفيف اي تهديدات, وقال "في بعض الاوقات في الماضي كان يعتبر الفضاء ملاذا، ولكن التهديدات الجديدة والناشئة تجعل تبدل هذه الحال امرا واضحا، وعلينا ان نكون مستعدين لاحتمال توسع النزاع الى الفضاء".
وأقرّ كارتر في غمرة الحديث عن الطائرات الصغيرة بدون طيار والقتال في الفضاء، بان الحرب التقليدية التي تشن على المتطرفين في سورية والعراق تعني ان البنتاغون سيؤجل خططه بوقف عمل طائرات "ايه-10 وورثوغ" للهجوم البري، التي تم تطويرها في السبعينات. وسيستمر العمل بهذه الطائرات حتى 2022.
أرسل تعليقك