لونيل الفرنسيَّة تصدّر المتشددين للقتال في سورية والعراق
آخر تحديث GMT07:27:59
 العرب اليوم -

التحق 30 من أبنائها بتنظيمات متطرفة في فترة قصيرة

لونيل الفرنسيَّة تصدّر المتشددين للقتال في سورية والعراق

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - لونيل الفرنسيَّة تصدّر المتشددين للقتال في سورية والعراق

عناصر الأمن في مدينة مونبلييه الفرنسية
باريس ـ مارينا منصف

تقع مدينة لونيل بين مدينتي مونبليه ونيم المعروفة بآثارها الرومانية، ولا يزيد عدد سكانها عن 26 ألف نسمة. وتقول إحدى الروايات المتداولة إن جالية يهودية هاجرت من مدينة أريحا قامت بتأسيسها عام 68 ميلادية. وذاعت شهرة المدينة في القرون الوسطى حين تحولت إلى مركز للفلسفة اليهودية في تلك الفترة إلى درجة أنه أطلق عليها اسم "أورشليم (القدس) الصغرى".

هذه المدينة اختار وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف زيارتها السبت ليس للاطلاع على التراث اليهودي فيها وقد اندثر وإنما لأن لونيل تحولت إلى "ظاهرة" مقلقة و"رمز" إذ أنها "صدرت" خلال الأشهر الأخيرة نحو ثلاثين "متطرفًا" إلى سورية وربما إلى العراق وهي أعلى نسبة إذا ما قيست إلى عدد السكان.

ومن بين هؤلاء 6 قتلوا في سورية والعراق من أصل 73 فرنسيًا أو مقيمًا على الأراضي الفرنسية سقطوا في ميادين "التطرف". أسماؤهم وهوياتهم معروفة في هذه المدينة التي قال عنها رئيس بلديتها كلود أرنو، السبت، في حضور الوزير كازنوف ووزيرة الدولة لشؤون المدينة مريم الخمري "شهدت تدفقا كثيفا للمهاجرين خصوصًا من شمال أفريقيا ما أدى إلى تبديل قواعد (العيش المشترك) المعمول بها".

وأضاف أرنو "كثيرون هم الشباب الذين أصاخوا السمع لخطب غرضها إخراجهم من الجمهورية. الجالية المسلمة مهمة وإنني شهدت على أن أقلية منها ذهبت في اتجاه تيارات متطرفة".

ودفع التطرف بكريم "28 عاما" وحمزة "19 عاما" وحسام "24 عاما" وصبري "18 عاما" وأحمد "24 عاما" ورافايل "23 عاما" إلى الرحيل عن لونيل والتوجه إلى تركيا ومنها إلى سورية ومنها إلى العراق قبل أن يعلن مقتلهم جميعًا خلال الفترة من تشرين الأول/أكتوبر، وكانون الأول/ديسمبر.

رافايل الذي اعتنق الإسلام في نهاية المرحلة الثانوية كان طالبًا في العلوم الإلكترونية. لكن أقرباءه ومعارفه يقولون عنه إنه كان يحب الحياة ويهوى الموسيقى. لكن "مؤشرات" مقلقة برزت في الأشهر التي سبقت توجهه إلى سورية ودلت على تأثره بنهج متطرف. كل من هؤلاء الستة له قصة تروى. كريم مثلا وهو الأكبر سنًا من بين القتلى كان يدير مقهى لتدخين الأركيلة "الشيشة". لكنه تركها فجأة ورحل. رافاييل وصبري قالا لذويهما إنهما ذاهبان إلى برشلونة. لكنهما لم يبقيا فيها إذ انتقلا منها إلى مدينة إسطنبول. أما حمزة فإنه ابن إمام مسجد لونيل السابق. وتظن الأجهزة الأمنية أن "متطرفي" لونيل تأثروا بالحركة الفكرية المسماة "التبليغ".

بعد مرور شهر كامل على العمليات المتطرفة التي ارتكبها الأخوان كواشي وأحمدي كاليبالي في باريس وإحدى ضواحيها، والتي أوقعت 17 ضحية، ما زالت السلطات الفرنسية تبحث عن "ردود". وزيارة كازنوف إلى لونيل كانت للغوص في الأسباب العميقة التي تجعل شبانا غالبيتهم ولدوا وتربوا في فرنسا أن يسلكوا مسالك العنف والتشدد والراديكالية وحتى التطرف. والرسالة التي حملها كازنوف إلى سكان لونيل من المسلمين وغير المسلمين مزدوجة "تشدد من جهة وطمأنة من جهة أخرى" والتأكيد على أن لونيل ليست متروكة وحدها بل إن مشاكل لونيل وصعوباتها هي مشاكل فرنسا وصعوباتها.

واعتبر الوزير كازنوف "أن الجالية المسلمة في لونيل تريد العيش بسلام ووئام، لكن يتعين علينا أن نقف في وجه البرابرة الذين حرفوا دينهم لأنهم جاهلون به ونحن نريد أن نناضل (ضد التطرف) بكل حزم وطالما أن هذه الحكومة موجودة، فإن التطرفيين لن يحصلوا على ملاذ آمن" في فرنسا التي وصفها بأنه "قوية بفضل وحدة شعبها وقيمها والوسائل التي نوفرها من أجل محاربة التطرف". وردا على شاب مسلم من لونيل شكا من الممارسات التمييزية التي يتعرض لها سكان المدينة، قال كازنوف إن "الإسلام في فرنسا دين تسامح ويتعين التذكير بذلك وبالقيم التي يحملها وبمحبة هذه القيم خصوصا بالنسبة للأحداث".

بالإضافة إلى التعبير عن المواقف المتشددة، يعي الوزير كازنوف أن الحل لا يمكن أن يكون فقط أمنيا وهو ما أكد عليه الرئيس هولاند في مؤتمره الصحافي، إذ شدد على عزمه على الاهتمام بالضواحي ووضع حد للممارسات التمييزية التي وصفها مانويل فالس بأنها تقوم على اللون والدين. ولذا، فإن كازنوف اجتمع برشيد بلحاج، رئيس الجمعية المسلمة التي تتولى إدارة مسجد المدينة ليفهم منه "الأسباب العميقة" التي تدفع شبان المدينة للالتحاق بتنظيمات متطرفة. وأكد الوزير الفرنسي ومعه وزيرة الدولة لشؤون المدينة على رصد مبالغ مهمة لمدينة لونيل لإعادة تأهيل أحيائها. وبحسب مريم الخمري، فإن الدولة الفرنسية عبر الوكالة الوطنية للتجديد الحضري ستقوم بإعادة تأهيل وسط مدينة لونيل.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لونيل الفرنسيَّة تصدّر المتشددين للقتال في سورية والعراق لونيل الفرنسيَّة تصدّر المتشددين للقتال في سورية والعراق



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:14 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيلينسكي يرى أن "الحرب ستنتهي بشكل أسرع" في ظل رئاسة ترامب
 العرب اليوم - زيلينسكي يرى أن "الحرب ستنتهي بشكل أسرع" في ظل رئاسة ترامب

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:26 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يُرهن ضم مرموش في انتقالات يناير بشرط وحيد

GMT 11:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع أرباح "أدنوك للإمداد" الفصلية 18% إلى 175 مليون دولار

GMT 13:23 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز "غلوب سوكر"

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab