الخرطوم - جمال امام
اتّهمت "حركة تحرير السودان" المتمردة في دارفور برئاسة عبد الواحد محمد نور القوات الحكومية بقصف مناطق جلدو وسردنق وكترنق في ولاية وسط دارفور، فيما أكدّ الجيش التزامه بوقف إطلاق النار إلا في حالة الدفاع عن النفس وأعلن صد هجوم للمتمردين.
وذكر نور في بيان أن قواته تصدت لهجمات من الجيش السوداني وتمكنت من صده وإجبار عناصره على التراجع، موضحًا أن القوات الحكومية استخدمت في الهجوم طائرات من طراز "انتونوف" و"ميغ" أمطرت السكان المدنيين بـ"حمم من البراميل المتفجرة". واتهم الحكومة باستقدام مسلحين من تنظيم "داعش" من ليبيا ومناطق مختلفة في الهجوم الواسع، بهدف الاستيلاء على منطقة جبل مرة.
وأوضح الناطق باسم الجيش السوداني العميد أحمد الشامي في تصريح أن الجيش ملتزم كليًا بوقف النار الذي قررته الرئاسة، لكنه في الوقت ذاته، لا يقف مكتوف الأيدي أمام هجمات المتمردين الذين قال إنهم نفذوا 70 خرقًا للهدنة في مناطق متفرقة منذ إعلان وقف النار. وأكد أن القوات الحكومية لم تبادر بشن أي هجمات على مواقع الحركات المسلحة، لكنها تتصدى على الدوام، لمحاولات المسلحين استغلال وقف النار المعلن من الحكومة، ومهاجمة الأطراف الإدارية ونصب المكامن.
واتهم البيان بعض مقاتلي حركة عبد الواحد نور حول جبل مرة، بمحاولة التعرض للقوافل الإدارية التابعة للجيش السوداني، والتي تحمل في العادة مؤنًا للقوات المتمركزة حول المنطقة. وسخر الناطق باسم الجيش السوداني من تصريحات نور حول مشاركة مقاتلين من "داعش"، وقال إنها "ليست سوى دعاية إعلامية مفضوحة، ومسعى لإسماع صوته باختلاق الأكاذيب والتصريحات غير المنطقية".
وطالب زعيم متمردي "الحركة الشعبية – الشمال" مالك عقار القوى السودانية، العمل على تأسيس اتحاد سوداني بين دولتي السودان وجنوب السودان، من دون المساس باستقلالية أي من الدولتين. وأكد عقار، لدى مخاطبته هاتفيًا أحد فعاليات المعارضة في الخرطوم، رفض الحركة الحلول الجزئية وتمسكها بالحل الشامل لأزمات البلاد. ونفى تمامًا وجود تناقض بين إحلال السلام في مناطق الحرب كخيار استراتيجي والعمل على إسقاط النظام. ورأى أن "الحل السلمي هو إحدى الآليات التي لن تأتي إلا بتصعيد العمل من أجل انتفاضة، فضلًا عن الكفاح المسلح ليكون النظام أمام خيارين، إما القبول بالتغيير أو أن يتم إسقاطه".
وانتقد رئيس تحالف المعارضة السودانية فاروق أبوعيسى، رئيس فريق الوساطة الأفريقية ثابو مبيكي ووصفه بـ"الكذّاب والمراوغ"، بالتفافه على الشروط المعلنة لقبول تحالفه أي حوار مع الحكومة السودانية. وأقر بـ "خلافات ضربت جسد التحالف" في الفترة الماضية، مؤكدًا أن التحالف سيخرج منها أكثر قوة. وكشف أبوعيسى، عن رسالة بعث بها مبيكي إلى رئيس "حركة العدل والمساواة" جبريل إبراهيم، مفادها أن الوساطة الأفريقية لن تدعو تحالف المعارضة لأي لقاء تحت رعاياتها.
وأشار أبوعيسى إلى أن التحالف التقى الوسيط الأفريقي أكثر من عشرة مرات وتم إبلاغه موقف التحالف الواضح من الحوار مع الحكومة عبر الشروط المعلنة، و" لن نلتقيه حتى إذا تمت دعوتنا مجددًا". وأقر زعيم المعارضة السودانية، بخلافات و"هزة" ضربت التحالف في الفترة الماضية، إلا أنه عاد وأكد أن التحالف يعد الآن للخروج من وحدته أكثر قوة ومنعة". وزاد: "سنخرج لشعبنا أكثر قوة ومنعة من أجل تصفية نظام الحكم القائم تمامًا".
وشدد أبوعيسى على أن الانتفاضة الشعبية هي الخيار الأول لإعادة البلاد إلى أهلها. وقال: "الانتفاضة لا تأتي من دون عمل بيننا جميعًا... تجربتنا طويلة وسنعمل عليها". وأشار إلى أن التحالف لا يمانع في الحوار الجاد المفضي إلى دولة ديموقراطية، عبر شروط حددها من قبل. وقال: "مستعدون لأي حوار يؤدي بنا إلى تصفية نظام حكم الفرد واستعادة الديموقراطية".
أرسل تعليقك