أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د.أحمد مجدلاني، أنه حمل خلال زيارته إلى العاصمة الإيرانية طهران أمس الأحد رسالة من الرئيس محمود عباس إلى الرئيس حسن روحاني تؤكد حرص القيادة الفلسطينية على تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وتشرح التطورات الجارية في المنطقة.
وأوضح مجدلاني في تصريحات إذاعية الاثنين، أنه ناقش مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الوضع الفلسطيني، مؤكدًا دعم إيران لجهود القيادة الفلسطينية لإنهاء الانقسام الفلسطيني، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وأن وجهات نظر الطرفين متطابقة حول إعادة إحياء فكرة المؤتمر الدولي، الذي اقترحته جمهورية مصر العربية لإخلاء المنطقة من أسلحة الدمار وجعلها منطقة آمنة خالية من النزاعات.
وكشف مجدلاني عن اتفاق الجانبين الفلسطيني والإيراني على مجموعة من القضايا، في مقدمتها التقييم المشترك للاتفاق الذي أبرمته إيران مع الدول الخمس الكبرى بشأن الملف النووي الإيراني، والذي من شأنه توفير الأمن والاستقرار في المنطقة، ودحض ذريعة دولة الاحتلال الإسرائيلي التي تدعي أنه يهدد أمنها، مشددًا على أن الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي هو الذي يهدد أمن المنطقة كلها .
كما كشف مجلاني في تصريح صحافي الاثنين، عن توقيع اتفاقية تعاون بين دولتي فلسطين وإيران ، وتشكيل لجنة عليا للتبادل السياسي والاقتصادي والتجاري والثقافي بين البلدين.
وأكد مجدلاني أن زيارته إلى إيران كان معد لها من فترة ليست قليلة وربما جاءت ترتيبات الزيارة بذلك التوقيت بعد توصل إيران إلى اتفاقها النووي ، مشيرًا إلى أن تقيمهم المشترك بين أن ذلك الاتفاق من شأنه أن يوفر مناخات إيجابية لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة.
وذكر مجدلاني أن تلك الزيارة من شأنها سحب ذريعة الحكومة الإسرائيلية ونتنياهو الذي كان ولازال يتذرع بالاتفاق النووي الإيراني للتهرب من استحقاقات عملية السلام وإنهاء الاحتلال بذريعة الخطاب النووي الإيراني، موضحًا أنه في تقييمهم وتقييم الأخوة في إيران تلك الذريعة قد سحبت وأنه من شأن التطورات الإقليمية الجديدة أن تعيد الأولوية للقضية الفلسطينية باعتبارها القضية الأساسية وأن تدفع المجتمع الدولي لتنبي إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية.
وأوضح مجدلاني أن النتائج المترتبة على ذلك اللقاء إحياء فكرة الدعم للمؤتمر الدولي لإخلاء المنطقة من السلاح النووي وأسلحة الدمار الشامل التي لا تمتلكها سوى دولة الاحتلال ، متابعًا أنه جرى بحث العلاقات الثنائية ما بين دولة فلسطين وجمهورية إيران الإسلامية واتفق على تطوير العلاقات مستقبلا بإشكال مختلفة وبإطار التشاور السياسي وتنمية الصادرات الفلسطينية والسلك التجاري أو في إطار تطوير العلاقات الثقافية مابين البلدين .
وأضاف عضو اللجنة التنفيذية أنه تم التشاور في المخاطر والتهديدات المحيطة بالقضية الفلسطينية والاعتداءات الإسرائيلية، وان الحكومة الإسرائيلية الحالية لا تضع قضية السلام في حساباتها، لذلك يجب أن يعمل الطرفين على دعم التحرك السياسي الفلسطيني والدبلوماسي في المحافل الدولية المختلفة، لافتًا إلى أن إيران ترأس مجموعة دول عدم الحياد.
ونوه إلى أنهم عرضوا الجهود الفلسطينية بشأن إنهاء الانقسام وتمسك القيادة بما تم التوقيع عليه من اتفاقيات مع حركة "حماس" سواء اتفاق القاهرة أو إعلان الشاطئ، وعودة القيادة الفلسطينية ومبادرتها لتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية تشارك فيها كافة القوى السياسية، مؤكدًا للجانب الإيراني لمسهم ترحيبًا ودعمًا من قبل الإخوة في إيران للجهود التي تبذلها القيادة الفلسطينية لإنهاء الانقسام وتطبيق الوحدة الوطنية وقطع الطريق على محاولات فصل غزة عن الضفة الغربية، باعتبار أن تلك الخطوة تحافظ على وحدة الشعب والقضية الفلسطينية وهي الضمانة التي تؤدي إلى قيام الدولة وعاصمتها القدس الشريف.
وأشار مجدلاني إلى أنه تم تبادل وجهات النظر بشأن المبادرة التي تقدمت بها إيران بشأن الأزمة السورية وقد رحب الطرفان بتلك المبادرة واعتبراها أنها تتقاطع بعناصرها الأربعة مع المبادرة التي كان قد تقدم بها الرئيس محمود عباس منذ أكثر من عام، موضحًا أنهم بذلوا جهود كبيرة مع أطراف دولية مختلفة وخاصة الاتحاد الروسي واعتبروا أن الأزمة السورية لا يمكن أن تحل إلا بالوسائل السلمية والسياسية وأن الحل العسكري لا يمكن أن يؤدي إلى حل الأزمة السورية وإنما سيؤدي إلى مزيد من الدمار لسورية وللشعب السوري.
ولفت إلى أنهم أبدوا استعدادهم للمساعدة ودعم المسار السياسي والمبادرة السياسية من تلك الناحية، وذلك لإخراج سورية من أزمتها وعدم التورط أكثر من ذلك، وكما هو معروف حرص فلسطين على إنهاء تلك الأزمة لأن الشعب الفلسطيني في سورية واللاجئين الفلسطينيين دفعوا الثمن باهظا باستمرارها.
وأكد مجدلاني أن زيارتهم لإيران من باب العلاقات بين البلدين ولا نوجه رسالة لأي حد ، مضيفا أن السلطة تقيم علاقات مع كافة الدول العربية والإسلامية والدولية، على مبدأ التكافؤ والاحترام المتبادل، واحترام مصالح الفلسطينيين بالدرجة الأساسية ، كما أن العلاقة مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية علاقة متينة ودائمًا هناك تشاور وتعاون سياسي مشترك مابين الرئيس محمود عباس والملك سلمان بن عبد العزيز، ولا تتوجه السلطة بعلاقتها في محور ضد أحد ولا مع أحد، وأن مصلحة فلسطين فوق كل المحاور وأنها ليست طرفًا في أي خلاف ولا أي محور .
ونفى مجدلاني طلب السلطة الوطنية تدخل الأشقاء في دولة إيران للوساطة مع حركة "حماس" وأن الأمر غير وارد، مشيرًا إلى أنهم عرضوا ما قاموا به من جهد من أجل إنهاء الانقسام والحفاظ على وحدة الشعب والقضية الفلسطينية وتحقيق الهدف بإنهاء الاحتلال "، مبينًا أنهم لمسوا منهم كل تفهم ودعم وتأييد .
وكان عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني، قام بزيارة رسمية لإيران، موفدًا من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.ونقلت مصادر، أن مجدلاني يحمل رسالة من عباس إلى نظيره الإيراني تتعلق بالوضع الراهن والعلاقات الثنائية بين فلسطين وإيران.
أرسل تعليقك