إدنبرة ـ عادل سلامة
خرج بعض المحليين عند وصول مجموعة من العائلات السورية إلى بيزلي هذا الشهر، للترحيب بهم ولكن آخرين نشروا إهانات عنصرية لهم على الإنترنت، فضلًا عن قيام الصحافة المحلية بمهاجمتهم، ولم يعرف هل المشكلة في بايسلي أم في البلاد بأكملها، وكيفية التغلب على هذه المشكلة.
واجتمعت الحشود في أجواء احتفالية على أرض دير بيزلي الذي يرجع بناؤه إلى القرن الثاني عشر، من أجل دعم المدينة الاسكتلندية لكي تصبح مدينة الثقافة البريطانية في عام 2021، وتم تأجيل موعد الاحتفالية الأصلي وهو 14 تشرين الثاني / نوفمبر بسبب هجمات باريس التي وقعت في اليوم الذي سبق تاريخ الاحتفال.
ولاحظ البعض أن من بين الحاضرين مجموعة من اللاجئين كان أحدهم يجلس على مقعد متحرك إلى جانب وجود مجموعة من الشباب البالغين والمراهقين، إلا أنه وربما بسبب هطول الأمطار الشديد أو كون الحشد كبيرًا في ميدان لا يتيح الوقوف بحرية لمن هم على كراسٍ متحركة، فلم يتمكن هؤلاء من البقاء طويلًا متجهين إلى صالة العرض لمشاهدة "بانيش آند جودي".
وقبل أسابيع من 17 تشرين الثاني / نوفمبر حينما كانت بيزلي بصدد استقبال 50 لاجئًا سوريًا، كان العمل يجري على قدم وساق من قبل مجموعة دعم اللاجئين "رينفروشاير" من أجل تسهيل عملية وصول هؤلاء اللاجئين القادمين من سورية بقدر الإمكان عبر توفير الملابس الثقيلة والملابس الدافئة إلى جانب الألعاب وبعض أنواع الهدايا الصغيرة، فضلًا عن إعداد قاعات الكنيسة واستعداد اتحادات الطلاب.
ومن جانبه، أفاد أسقف بيزلي جون كينان الذي يترأس مجموعة الدعم، بأنهم أرادوا التجهيز جيدًا من أجل حسن استقبال اللاجئين السوريين وتذليل كل العواقب التي قد تصيبهم بالحزن، إلا أنه وبمجرد وصول الطائرة التي كانت تقلهم إلى مطار غلاسكو توالت الانتقادات الرافضة لهذا الاستقبال، واجتاح غضب عارم على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" من جانب البعض الذين عبروا عن استيائهم من التعامل مع هؤلاء الذين يقومون بأعمال التفجير والاغتصاب والقتل، مطالبين بعودتهم إلى الصحراء قبل اشتعال أعمال العنف في بلدتهم.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استقبال اللاجئين بهذا السخط كما أنها لن تكون الأخيرة، ولكن هذه المرة حدث أمر مختلف بعدما أثارت صحيفة "بيزلي ديلي إكسبرس" بعض التساؤلات حول مدى تشكيل اللاجئين لتهديدات وما إذا كانت هذه هي مشكلة بيزلي أم هي مشكلة تتعلق باسكتلندا ككل ووجوب وقوفها استعدادًا للدفاع عن نفسها.
وتقف الغالبية العظمى مع الصحيفة في تناولها الحديث عن قضية اللاجئين، وأكدت المحررة شيريل ماك إيفوي أن بيزلي لا تختلف كثيرًا عن أي مكان آخر بحيث بات يتم مناقشة القضايا على الملأ، وخصوصًا تلك التي تتعلق بالتعصب وهو أمر جيد.
وتجدر الإشارة إلى أن اضطهاد الآخرين في بيزلي من دون أدلة كافية لم يكن هو الأول عندما تعلق باللاجئين السوريين، ولكن البلدة أيضًا لها تاريخ سعيد لما تمتلكه من تراث صناعي ومعماري وفني وثقافي، فضلًا عن وجود خطة طموحة للتجديد بما في ذلك تخصيص مبلغ 56 مليون جنيه إسترليني من أجل بناء متحف وطني للنسيج والتصميم.
أرسل تعليقك