أجمع محللون سياسيون يمنيون، على أنَّ طريق استعادة السلطة في اليمن أمام الرئيس عبد ربه منصور هادي، مليئة بالأشواك، على الرغم من الدعم الدولي والمؤازرة الخليجية المقدمة له، مستعرضين أبرز الحلول المتاحة أمامه، لاسيما الحل العسكري.
وأوضح المحلل السياسي اليمني عادل الربيعي، أنَّ تعقيدات المشهد اليمني الراهن تقلل فرص نجاح الرئيس هادي على الرغم من الدعم الخليجي له في استعادة السلطة من المسلحين "الحوثيين".
وأضاف الربيعي في حديث خاص إلى "العرب اليوم"، أنَّ اليمن يشهد صراعًا سياسيًا عبثيًا مسلحًا بين أطراف سياسية باتت في معظمها تلعب دور الوكالة الدولية، إذ أنَّ "الحوثيين" مرتبطون ومدعومون من محور طهران و"الإخوان" من أنقرة وحلفائها.
وحمَّل، الرئيس هادي مسؤولية سيطرة "الحوثيين" على صنعاء، بسبب الكثير من الأخطاء الاستراتيجية التي أتاحت الفرصة لحدوث هذا التوغل غير الطبيعي لمسلحي "الحوثي"، مشيرًا إلى أنَّ السياسة الأممية التي تكفلت برعاية تسوية الأزمة في اليمن قد أخفقت في إدارة الصراع، لاسيما المبادرة الخليجية.
وبيَّن أنَّ عدم الانتباه الخليجي لسياسات خاطئة ومتعمدة تمت تحت رعاية الأمم المتحدة والأطراف اليمنية المرتبطة بالخارج، أدى إلى تغييب الدور السياسي للمؤسسات الدستورية الضامنة لضبط عقلية الصراع السياسي المسلح بين "الإخوان" و"الحوثيين".
وأبرز الربيعي أنَّ المؤسسة العسكرية التي تم تغييبها في ظل الصراع بين تطرف "القاعدة" وعنف "الحوثيين"، لا تبشر مبدئيًا بقدرة الرئيس هادي على استعادة زمام الأمور لمجرد وجود التعاطف الشعبي الواسع نسبيًا أو وجود الدعم الخليجي المهم والاستراتيجي.
وأضاف "لا تكفي شرعية الرئيس هادي المتساقطة؛ لاستعادة هيبته السياسية في ظل دولة يمنية فقدت بين فوضى الصراع مقومات الضبط الدستوري لحماية شرعيتها واستقلالها وسيادتها"..
وأشار الربيعي إلى أنَّ نجاح هادي والسياسة الخليجية في الوضع الجديد مرتبط بطبيعة الدور الخليجي المقبل بقيادة المملكة العربية والسعودية بالشركة مع مصر، منوهًا بأنَّ ينبغي التوصل إلى صيغة جديدة ترضي الأطراف المتصارعة، في سبيل إعادة ترسيخ مؤسسات الدولة وتعزيز دور البرلمان والجيش.
وتابع "من ثم مواصلة المشاورات الختامية بين المتصارعين على أسس واضحة وضمانات مؤكدة تنتهي عاجلًا بإجراء انتخابات عامة للبلاد تعمل على ترجيح إرادة الشعب اليمني، لاسيما في ظل فقدان الرئيس هادي للجدارة السياسية في قيادة البلاد ومؤسساتها الدستورية الأهم".
وحذر الربيعي من أنَّ انهيار الدولة اليمنية لن يكون حدثًا يمنيًا ذاتيًا بل كارثة يمنية بفعل فاعلين دوليين من خارج المجال العربي الآمن، ما سيجعله منطلق لمخططات تستهدف الأمن الخليجي بضرورة الجغرافيا والتاريخ وبمؤشرات الأطراف الخارجية التي تسعى لذلك في ظل جغرافيا مشتعلة من كل الاتجاهات.
واعتبر المسؤول الصحافي في الرئاسة اليمنية مختار الرحبي، في تصريح إلى "العرب اليوم"، أنَّ إعلان الرئيس هادي أنَّ العاصمة صنعاء محتلة وأن ما حصل هو انقلاب "يعطينا مؤشرًا بأنَّ الاحتلال سيزول وستتم استعادة الشرعية وأنَّ الانقلاب الذي لم يعترف به العالم العربي والدولي سيدخل مرحلة تتمثل في ومقاومته والانتهاء منه".
وأكد الرحبي المقرب من دائرة القرار السياسي في اليمن، أنَّ الرئيس كثف من لقاءاته في الأيام القليلة الماضية والسفراء الخليجيين بعد أن عادوا إلى عدن والبقية سيعودون عما قريب، مضيفًا "بالتالي نحن أمام دعم منقطع النظير للرئيس وللشرعية ودول الخليج أخذت على عاتقها دعم شرعية الرئيس ويتم مناقشة كيف يتم ذلك وكل الخيارات مطروحة بما فيها خيار القوة بالتنسيق مع جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي ومجلس الأمن".
واستطرد في حديثه، "لعلَّ توقيع "الحوثيين" مع إيران بتسيير 14 رحلة إلى اليمن قد أزعج الجميع ويعتبر تحديًا واضحًا، كما أنَّ الرئيس يبدو صارمًا وواضحًا في استعادة العاصمة صنعاء"، موضحًا أنَّ القبائل في مأرب والجوف والبيضاء وكل الأقاليم التي لم يسيطر عليها الانقلابيون سيكونون صفا واحدًا مع كل الخيارات التي سيتم التوافق عليها مع الرئيس هادي بما في ذلك الخيار العسكري.
ويرى المحل السياسي هاشم الشيخ، أنَّه من خلال المعطيات والأحداث الأخيرة وسياسة هادي ونتائج سياساته السابقة ونتائج تلك السياسات لا يمكن له الإمساك بزمام المبادرة.
وتابع "في ظل الموقف الدولي والتخبط الذي تعيشه المنطقة خلال الأعوام الأخيرة يجعل من الصعب على الرئيس هادي استعادة زمام المبادرة والحكم في البلاد.
أرسل تعليقك