مع انطلاق العملية العسكرية لتحرير الانبار في 13 تموز/يوليو من الشهر الجاري، تمكنت القوات العراقية المشتركة وعلى مدى 13 يومًا من المعارك العنيفة مع عناصر تنظيم "داعش" المتطرف، من تحقيق تقدم كبير وان اتسم في بعض صفحات المعركة بالتباطؤ.
ووصف وزير "الدفاع" العراقي خالد العبيدي، الحديث عن بطأ التقدم العسكري للقوات الأمنية بان "كل شي يسير على وفق ما مخطط له من صفحات المعركة".
وذكر مصدر كبير في الجيش العراقي في حديث إلى"العرب اليوم" أن "الصفحة الثانية من المعارك بدأت أو على وشك أن تبدأ في بعض القواطع" مبينا أن "التطورات الأخير التي شهدتها ساحات القتال مع عناصر التنظيم المتطرف من خلال تخلي تركيا عن صمتها ومهادنتها للتنظيم المتطرف بضربها أهداف لداعش فضلا عن تحرك قطعاتها على الحدود التركية السورية يعجل من نهاية التنظيم المتطرف".
وكشف المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن "زيارة وزير الدفاع الأميركي اشتون كارتر إلى العراق بصورة مفاجئة اطلع خلالها مع المستشارين العسكريين الأميركان على الخطة التي وضعت لتحرير الانبار من سيطرة داعش"، مرجحا أن "تكون واشنطن أبلغت بغداد عن طريق كارتر عن نيّة الجانب التركي شن هجوم على معاقل حزب العمال الكردستاني شمال العراق".
واستغرب من "صمت الحكومة العراقية على الهجوم التركي وتأييد مسعود البارزاني الضربة بحسب ما ذكر رئيس الوزراء التركي يدل على ما أشرت إليه"، مضيفًا أن "وزير الدفاع الأميركي رجح تحرير الرمادي ما بين سبعة أو ثمانية أيام في حين يرجح العراق تحريرها في غضون عشرة أيام".
وتابع "القوات المشتركة العراقية وبإسناد واسع من سلاح القوة الجوية العراقية وطيران التحالف الدولي فضلا عن قصف مدفعي وصاروخي على أهداف منتخبة داخل مدينة الرمادي تحركت تلك القوات على الجهة الشرقية من المدينة باتجاه حصيبة الشرقية"، لافتا إلى "وصول تلك القوات لمواقع ضمن تلك المنطقة وفق إستراتيجية الالتفاف والتطويق وبأسلوب ناجح جدا".
وعدّ المصدر، "هذه الملفات الثلاثة ، الصحوة التركية وتحرك القوات المشتركة إلى القاطع الشرقي لكونها جبهة واسعة وتصريحات الأميركان وتزامنها مع تصريحات وزير الدفاع العراقي تشير إلى ـن مرحلة جديدة من المعارك ستبدأ ستكون حاسمة وسريعة لا يتوقعها التنظيم المتطرف".
وأكد أن "القوات المشتركة العراقية تتواجد الآن على جسر البو عيثة شمالي الرمادي وفي جنوبها تتواجد تلك القوات حول جامعة الانبار في وقت تم تامين الحبانية والخالدية والصديقية"، موضحا أن "المعركة الآن بمواقع متقدمة باتجاه مشيهد وبوابة الرمادي"، كاشفا أن تلك القوات "انطلقت من التلال المحاذية لسكة القطار بشكل واسع نزولا على الشارع العام ".
وأشار وزير "الدفاع" خالد متعب العبيدي الذي كان متواجدا أمس السبت مع القوات العراقية، إلى أن "التنظيم المتطرف بات مشلول الحركة داخل الانبار بعد أن أحكمت قواتنا الأمنية الطوق عليه"، وقال المصدر، نقلا عن مصادر إستخبارية أشارت إلى "انحسار تحركات وتواجد مقاتلي تنظيم داعش في الرمادي، بعد العملية الأمنية واستهداف مواقعهم في شارع ستين وسط المدينة".
ولفت المصدر، إلى أن "جهودا سياسية تبذل لإتاحة الفرصة لإخراج العوائل من الفلوجة والرمادي قبل انطلاق القوات واقتحام الرمادي والفلوجة وتحريرها داعش"، ونوه إلى أن "المدة الزمنية لإخراج العوائل من الرمادي والفلوجة غير مفتوحة وربما لا يتمكن العديد من العوائل الخروج بسبب ضغط عناصر التنظيم كونه بدأ الاحتماء بهم من ضربات الطائرات والمدفعية".
وكانت طائرات حربية ألقت، أمس السبت، منشورات على أهالي الرمادي تدعوهم بالمكوث في منازلهم عند بدء العمليات العسكرية في حالة عدم تمكنهم من الخروج من المدينة.
ودعا النائب عن محافظة نينوى احمد الجبوري، السبت، القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي ووزير الدفاع خالد العبيدي وقائد القوة الجوية إلى تدقيق الأهداف بشكل جيد قبل ضربها لضمان عدم إيقاع الخسائر بين المدنيين الأبرياء.
وبيّن الجبوري في مؤتمر صحافي أن "هنالك أخطاء كثيرة تحصل خلال توجيه ضربات إلى أهداف مفترضة للمتطرفين يسقط فيها أبرياء من المدنيين وآخرها ضرب الطائرات الحربية لهدف في منطقة السفينة في المحافظة أدى إلى وفاة سبعة مدنيين وإصابة ثلاثة اغلبهم نساء وأطفال".
وأضاف "إننا ندعم عمليات قواتنا ضد الدواعش ،لكننا بنفس الوقت لا نريد من تلك العمليات أن تستهدف الأبرياء والمدنيين، بالتالي فان القيادات الأمنية مطالبة بتدقيق تلك الأهداف بشكل كامل قبل تنفيذ الضربات عليها"، ووفق هذه المعطيات، أكد المصدر العسكري، أن "تحرير الانبار وتحديدا الفلوجة والرمادي تقف على ضمانات حماية الأبرياء فقط".
ودعا المصدر العسكري، "القوات المشتركة العراقية التي ستقوم بتحرير المدينتين إلى الانتباه العالي واخذ الحيطة والحذر في عملية التحرير من التنظيم المتطرف " واصفا "عناصر داعش بالحصان المحتضر كون رفسته ستكون موجعة وان كانت محدودة".
أرسل تعليقك