الرياض – العرب اليوم
أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي عن ثقته بأن القمة العربية اللاتينية التي تستضيفها الرياض تشكل فرصة إضافية لتعزيز الشراكة الاستراتيجية وإثراء مسيرة التعاون العربي - الأميركي الجنوبي نحو المزيد من الإنجازات التي تسهم في تحقيق تطلعات وآمال شعوب دول الإقليمين في التقدم والازدهار.
وقدم العربي في كلمة له أمس الثلاثاء في الجلسة الافتتاحية للقمة خالص الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على استضافة هذه القمة.
وأبان العربي أن هذه القمة تستكمل مسيرة التعاون العربي وتعزز العمل الجاد والمثمر لتحقيق تطلعات وطموحات المجموعتين وكذلك تعزز موقف الدول النامية المتطلعة إلى إيجاد نظام دولي جديد يقوم على أسس التكافؤ والمساواة وإيجاد السلام والأمن في العالم من خلال إصلاح نظام الأمن الجماعي الذي ينص عليه ميثاق الأمم المتحدة.
وتابع العربي: "إن انعقاد القمة يؤكد على حقيقة راسخة بأن علاقات العالم العربي مع دول أمريكا الجنوبية ليست وليدة اللحظة بل تمتد جذورها إلى أعماق التاريخ وترتكز إلى الموروث الثقافي المشترك الذي رسمت ملامحه حضارة الأندلس".
وعد العربي ترابط الاجتماعات القطاعية وانتظامها بين دول المجموعتين خير دليل على جدية الإطار المؤسسي للتعاون القائم الذي يغطي مجالات واسعة تشمل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية إلى جانب التنسيق السياسي الوثيق وتبادل المنافع التي تؤسس إلى بناء شراكة إستراتيجية حقيقية. وأشار العربي إلى أن حجم التبادل التجاري منذ انطلاق القمة عام 2005 شهد تطورًا ملموسًا في أكثر من قطاع، مؤكداً في هذا الصدد على التضامن التام مع دول أمريكا الجنوبية في القضايا المتعددة وفي جهودهم لبناء مجتمعات مزدهرة ومستقرة. وقال: "إن العالم العربي شهد تحولات كبرى ، ولمواجهة تلك التحديات اتخذ مجلس جامعة الدول العربية عددا من القرارات المهمة التي من ضمنها القرار الصادر سبتمبر العام الماضي الذي أكد على أن مواجهة الإرهاب لا يقتصر فقط على الجوانب الأمنية والعسكرية وإنما تأخذ في الاعتبار النواحي الثقافية والفكرية والأيديولوجية والتعليمية والإعلامية إلى جانب إطلاق برامج فعالة لرفع مستويات المعيشة وإيجاد فرص عمل وبدائل إيجابية أمام الأجيال الشابة ليكون لها أمل في غد أفضل".
وأكد الدكتور نبيل العربي أن القضية الفلسطينية ستظل دائمًا القضية المركزية للدول والشعوب العربية ، لافتًا النظر إلى أن العالم بأسره لن ينعم بالسلم والاستقرار والأمن في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأرضي الفلسطينية ، وقال " طالما الجهود الدولية المبذولة لمعاجلتها لا تزال تراوح مكانها فإن الأمر يتطلب تبني مقاربة جديدة تهدف إلى تحقيق الحل الشامل والدائم والعادل المستند إلى قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية وذلك لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقرار حل الدولتين وإعلان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفق جدول زمني محدد وآلية تضمن تنفيذ الالتزامات المترتبة على الطرفين .
ودعا العربي إلى توفير نظام خاص للحماية الدولية للشعب الفلسطيني في ظل ما تشهده القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة من تطورات خطيرة.
وبشأن الأزمة السورية، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية المتحدة أنها تمثل أكبر أزمة إنسانية في القرن الحادي والعشرين، معربا عن أسفه بفشل جميع المحاولات والمبادرات والجهود التي بذلتها الجامعة منذ اندلاع هذه الأزمة.
وأشار العربي إلى أن المواجهة الشاملة للتطرف تتطلب توفير الدعم والتعبير عن التضامن مع جهود الحكومة العراقية في حربها على التطرف.
وحيال الوضع اليمني أكد أن الأوضاع مقلقة ، مشيرًا إلى أن قرار القمة العربية في شرم الشيخ عبر بكل وضوح عن دعم عملية عاصفة الحزم وإعادة الأمل إلى اليمن التي تنفذها قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية التي جاءت تلبية لطلب فخامة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، معربا عن أمله بأن تفضي الجهود المبذولة إلى إقرار الحل السياسي المنشود للازمة اليمنية وفق للمرجعيات المتفق عليها والمتمثلة في قرار مجلس الأمن 2216 ومخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية.
أرسل تعليقك