نجا محافظا عدن ولحج الثلاثاء من محاولة اغتيال إثر تفجير سيارة مفخخة استهدفت موكبهما في مديرية المنصورة شمال عدن وأدى الانفجار إلى مقتل ثلاثة حراس على الأقل أحدهم ضابط برتبة عقيد وجرح آخرين.
وجاء الحادث بعد يوم من تأمين قوات الجيش والأمن لميناء عدن ومطارها واتخاذ السلطات قرارًا بفرض حظر التجول ليلاً وبعد يومين من مواجهات مع مسلحين كانوا هاجموا الميناء ومحيط مبنى المحافظة.
وكان محافظ عدن السابق اللواء جعفر محمد سعد قتل قبل حوالي شهر مع ستة من مرافقيه في حادث مماثل وأعلن جناح تنظيم "داعش" في اليمن مسؤوليته عن الهجوم.
وأفادت مصادر أمنية وشهود بأن كلاً من محافظ عدن العميد عيدروس الزبيدي ومحافظ لحج الدكتور ناصر الخبجي ومدير شرطة عدن العميد شلال الشائع كانوا في اجتماع للقيادات الأمنية والعسكرية قبل خروجهم واستهداف موكبهم بتفجير سيارة مفخخة في شارع "كابوتا" بمديرية المنصورة. وقالت المصادر إن انتحاريًا كان يستقل سيارة من نوع "كورولا" هاجم محافظ عدن وفجر سيارته وسط الموكب. وأسفر الانفجار عن سقوط عدد من الجرحى لكن المحافظ نجا من الهجوم.
وذكر المحافظ الزبيدي في أول تصريح له على صفحته الرسمية في "فيسبوك" قال: "نحن ندرك أن مسلسل العنف سيستمر، طالما نحن نسير على الطريق السليم لاستعادة مؤسسات الدولة". وأضاف: "نطمئن أهلنا أن الوضع في عدن تحت السيطرة وأننا نلاحق هذه العناصر حتى أوكارها". وقال: "أيام قلائل وستحسم المعركة لصالح عدن".
وكشفت مصادر مطلعة لـ"الحياة" أن مسؤولًا يمنيًا رفيع المستوى انشق عن جماعة صالح وانضم إلى قوات التحالف والجيش الوطني. وهذا المسؤول هو العسكري الثاني برتبة عالية بعد اللواء علي محسن الأحمر الذي يزور المقاتلين في حرض لمتابعة سير المعارك ويحثهم على بذل المزيد من الصبر والعزيمة في القتال.
وعلى صعيد المواجهات بين القوات المشتركة للمقاومة والجيش الوطني من جهة وبين مسلحي جماعة الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي صالح، اندلعت الثلاثاء معارك عنيفة في مدينة تعز في مناطق الجحملية وثعبات، وفي الجبهتين الغربية والجنوبية الشرقية في مناطق ذباب والوازعية، وكرش والشريجة والقبيطة. وأفشلت المقاومة محاولة تقدم للحوثيين في أحياء الجحملية وثعبات.
كما شنّ طيران التحالف العربي غارات كثيفة على صنعاء وصعدة وتعز وإب ومأرب ولحج والحديدة، مستهدفاً مواقع للجماعة ومعسكرات ومخازن أسلحة، وأكد شهود أن الغارات في صنعاء ضربت معسكر النهدين قرب القصر الرئاسي ومواقع أخرى في مناطق الحصبة وبيت معياد، كما استهدفت معسكر الحمزة في محافظة إب وطاولت مواقع الجماعة في مناطق صالة وحيفان والضباب والربيعي في تعز، والأطراف الشمالية في محافظة لحج المتاخمة لتعز في مناطق القبيطة والشريجة.
وفي الجبهة الجنوبية الشرقية، أكدت مصادر ميدانية أن الحوثيين وقوات صالح استعادوا السيطرة أمس على بلدة "كرش" بعد مواجهات مع المقاومة والجيش وفي ظل نزوح للسكان جنوباً إلى مناطق محافظة لحج التي يحاول المتمردون التوغل إليها مجدداً.
واستهدف طيران التحالف مواقع الجماعة ومعسكراتها في صعدة وطاول القصف مناطق سحار وقطابر والطلح وقحزة، كما ضرب مواقع للحوثيين في مديرية صرواح غرب مأرب وفي مديرية دمت شمال محافظة الضالع وفي مديرية حرض في محافظة حجة الحدودية.
وأعلنت هيئة الأركان العامة للجيش اليمني تحرير محافظة مأرب من ميليشيات الحوثي وقوات صالح، ولا تزال تدور مواجهات في كل من صرواح وحريب في المحافظة نفسها. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية عن رئيس الهيئة اللواء ركن محمد المقدشي تأكيده - خلال اجتماعه مع عدد من القيادات العسكرية والأمنية في مأرب - أن بوادر النصر تلوح في الأفق على جميع جبهات القتال.
وكشف الناطق الرسمي باسم السلطة المحلية في محافظة عدن نزار أنور، تفاصيل الهجوم في بيان صحفي تلقت "الخليج" نسخة منه، قائلاً: أثناء عودة موكب محافظ عدن من مقر التحالف العربي، انفجرت سيارة مفخخة قبل وصولها إلى الموكب، بعدما تنبهت لها الحراسة المرافقة للموكب وأطلقت النار عليها. وأكد "نجاة محافظ عدن عيدروس قاسم الزُبيدي ومحافظ لحج الدكتور ناصر الخبجي، من تلك المحاولة التي لم تكن فقط تستهدف المسؤولين، بل كانت تستهدف أمن وسلامة واستقرار عدن".
وأوضحت المصادر أن الهجوم تم بسيارة مفخخة يقودها انتحاري وإطلاق مسلحين إرهابيين النار من أسلحة مختلفة وبشكل كثيف جداً صوب الموكب الحكومي، إلا أنهم نجوا وانتقلوا على وجه السرعة إلى مواقع آمنة، وأن الهجوم دمر سيارة المحافظ الزُبيدي، بشكل شبه كامل. وتوعد محافظ عدن، عيدروس الزبيدي، عقب محاولة اغتيال فاشلة، تعرض لها قبل عصر الثلاثاء، بحسم معركة الأمن وتحقيق الاستقرار في غضون أيام. وقال الزُبيدي في أول تصريح له عقب الهجوم نشره على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "زارعو الموت لن يقفوا أمامنا لتثبيت الأمن والاستقرار مهما كان الثمن، وخلال أيام ستحسم المعركة لصالح عدن ولصالح الأمن والاستقرار، وعدن بخير بإذن الله".
أرسل تعليقك