دمشق ـ نور خوّام
فشلت الأطراف المتنازعة في مدينة الزبداني في المحافظة على وقف إطلاق النار على الرغم من محاولات أهلية وحكومية لتمديده واستكماله بعيدا عن تأثير حركة "أحرار الشام" وإيران.
واستأنفت القوات الحكومية عمليات القصف الجوي والمدفعي المركز على المدينة، واستطاعت التقدم بمعاونة عناصر "حزب الله" اللبناني في الحي الغربي للمدينة والسيطرة على عدة أبنية وتدمير عربة مصفحة تابعة للفصائل المسلحة على محور قلعة الزهراء.
وهددت فعاليات أهلية و وجهاء في قرى وادي بردى "التي تم الاتفاق فيها على هدنة بين قادة الفصائل المسلحة والقوات الحكومية تقضي بإيقاف القصف الجوي مقابل إعادة ضخ مياه الشرب إلى دمشق"، بفتح مفاوضات مع الحكومة السورية دون الرجوع إلى الفصائل المسلحة.
وأكد الوجهاء أنَّ الفصائل المسلحة فشلت في قيادة المفاوضات، فضلًا عن تصرفاتهم غير المسؤولة التي عادت بالضرر على أهالي المنطقة من خلال قطع المياه عن العاصمة والقصف الذي تبع ذلك، وعدم تحقيق أي مكسب لأهالي المنطقة.
وفي الغوطة الشرقية فشل "جيش الإسلام" والفصائل المتحالفة معه في تحقيق أي تقدم في محور "حرستا " بعد إعلانهم أمس السبت، معركة لنصرة الزبداني، حيث بقيت جميع النقاط التي تمت مهاجمتها بيد القوات الحكومية ولم يتم قطع الطريق الدولي دمشق-حمص.
وحمَّل نشطاء في الغوطة قائد "جيش الإسلام" زهران علوش، مسؤولية الغارات الجوية العنيفة التي تعرضت لها بلدات الغوطة والتي أسفرت عن سقوط مدنيين، كما اتهموه بالزج بأبناء الغوطة في معارك خاسرة لتحقيق مكاسب إعلانية والترويج لنفسه على حساب دماء المقاتلين، وطالبوه بتحسين ظروف معيشة المدنيين بدل وضعهم تحت رحمة الطيران.
وشنَّت الطائرات الحربية السورية، أمس السبت، ردًا على الهجوم الذي شنه "جيش الإسلام"، أكثر من 30 غارة على بلدات عربين وحرستا ودوما وسقبا، فضلا عن القصف المدفعي والصاروخي على محور الهجوم وخطوط المهاجمين الخلفية، وحسب تنسيقيات المعارضة فقد قتل 28 من عناصر "جيش الإسلام" و 22 مدنيًا خلال الهجوم كما قتل 15 من عناصر القوات الحكومية.
وفي داريا غرب العاصمة استمرت الاشتباكات المتقطعة في محور الجمعيات من دون تسجيل تقدم لأي من الطرفين المتقاتلين أو سقوط قتلى.
ويستمر حصار بلدتي "قدسيا والهامة" لليوم الـ27 على التوالي من دون وجود أي بوادر حل أو تسوية بين القوات الحكومية والمسلحين المحليين.
وتتجه أزمة البلدتين لتصبح كارثة إنسانية بعد انعدام المواد الغذائية في الأسواق واختفاء الأدوية من جميع الصيدليات، ويحذر ناشطون من بدء تفشي الأمراض نتيجة تكدس القمامة وعدم وجود الأدوية ونقص المياه العذبة، كما بدأت بوادر سوء التغذية تظهر على بعض السكان بخاصة الفقراء منهم.
أرسل تعليقك