قدّمت الولايات المتحدة الأميركية، منحة مالية بقيمة 6 ملايين دولار، للحكومة السورية الموقتة (معارضة)، عبر برنامج "بالأخضر"، بغية تمويل مشاريع تنموية وإغاثية في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وأكّد رئيس الحكومة السورية الموقتة أحمد طعمة، على هامش مؤتمر صحافي في مدينة غازي عنتاب التركية، تم فيه الإعلان عن المنحة المالية، أنَّ "هذه المنحة هي الدعم المالي المباشر الأول، من الحكومة الأميركية إلى الحكومة الموقتة".
وأبرز أنَّ "هذا الدعم يأتي بعد الجهود التي بذلتها الحكومة الموقتة في الفترة الماضية، ومحاولتها تقديم الخدمات للمواطنين في الداخل السوري"، مشيرًا إلى أنَّ "تطمينات حقيقية قدمتها الحكومة الموقتة للمجتمع الدولي، بأنَّه في حال تم الوصول إلى اتفاق يخدم الشعب السوري مستقبلاً فإن الحكومة الموقتة لن تقف عائقًا أمام مثل هذا الاتفاق".
وأضاف أنَّ "برنامج (بالأخضر) أصبح أكثر اتساعًا وتنوعًا، وبمقدار نجاحنا في تنفيذ هذا المشروع وخدمة المواطنين على الأرض، بقدر ما يدفع ذلك الدول المانحة إلى تقديم المزيد من الدعم للحكومة الموقتة، سواء كان دعمًا لبرامج محددة بالاسم، أو عبر دعم مباشر للحكومة".
وبيّن رئيس الحكومة السورية الموقتة أنَّ "برنامج بالأخضر هو الأداة التنفيذية الأكثر التصاقًا بالأرض، والأكثر قابلية للاستجابة السريعة لمتطلبات الشعب السوري، لاسيما أنَّ البرنامج يحمل طابع الاستدامة، وليس مجرد مشروع موقت أو حملة إغاثية".
وذكّر، بأنَّ برنامج "بالأخضر" انطلق في منتصف العام الماضي، بغية دعم جهود الحكومة السورية الموقتة، والمجالس المحلية المنتخبة، لسد الفراغ الإداري والخدمي في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية.
ولفت إلى أنه "يعمل البرنامج على تمكين السلطة المدنية في هذه المناطق، وإعادة بناء مؤسسات الدولة، عبر مشاريع خدمية وتنموية وإنسانية، تسعى لإعادة الاستقرار إلى حياة المواطنين".
وأبرز أنَّ "البرنامج يعمل على تهيئة المجتمعات في المدن والقرى المحررة لمرحلة إعادة الإعمار، التي ستأتي بعد سقوط حكومة دمشق، وعودة الاستقرار إلى سورية".
من جهته، صرح ممثل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية مارك وود، بأنَّ "ثقة الحكومة الأميركية في الحكومة السورية الموقتة، ازدادت بعد الخبرات التي حصلت عليها هذه الحكومة، عبر التعامل على الأرض مع المجالس المحلية والمؤسسات الأخرى".
وأضاف وود أنَّ "الحكومة السورية الموقتة أصبح بمقدورها إدارة هذه الأموال، والحكومة الأميركية على ثقة بأن المنحة المالية ستوظف بالطريقة المناسبة".
وفي شأن اعتبار الدعم الأميركي المباشر للحكومة الموقتة اعترافًا رسميًا بهذه الحكومة، أوضح أنه "بهذه المنحة أعطيناهم (الحكومة السورية المؤقتة) شرعية، وفي حال نجحت الحكومة السورية الموقتة في تحديد الجماعات التي سيتم دعمها بطريقة جيدة، فإن منح أميركية أخرى ستأتي، والدعم الأميركي لتخفيف المعاناة السورية ينمو يومًا بعد يوم".
من جانبه، بيّن مدير مشروع "بالأخضر" أنس الطعمة، أنَّ "المواطن السوري يشعر بآثار المشروع في الفترة القريبة المقبلة"، لافتًا إلى أنَّ "المناطق التي تم انتقاؤها لتنفيذ مشاريع وبرامج (بالأخضر) خضعت لمعايير عدة، منها قربها أو بعدها عن الحدود".
وأبرز أنَّ "المنحة الأولى قيمتها 4.4 مليون دولار، وتهدف إلى تزويد المديريات التابعة لوزارات الحكومة السورية الموقتة بآليات ومعدات، بغية إعادة تأهيل بعض المرافق الحيوية لدعم العيش الإنساني".
أرسل تعليقك