القاهرة – أكرم علي
وافق وزراء الخارجية العرب على تعيين مرشح مصر وزير الخارجية الأسبق أحمد أبو الغيط، أمينًا عامًا لجامعة الدول العربية، خلفًا للأمين العام السابق المنتهية ولايته نبيل العربي، في ظل تحفظ وحيد من قطر على تعيين أبو الغيط لهذا المنصب. وأعلن وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن بلاده دعمت المرشح المصري، التزامًا بالتوافق العربي بشأن ترشيح مصر أحمد أبو الغيط، أمينًا عامًا للجامعة العربية، مؤكدًا أنه يتحفظ على شخص المرشح ذاته، ومعربًا عن أمله في أن يعمل الأمين العام الجديد على توحيد التوافق العربي وإثبات جدارته في المنصب.
وكان تحفظ قطر على شخص المرشح أبو الغيط، دفع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي إلى عقد اجتماع مغلق للتشاور بشأن الموافقة عليه قبل إعلان القرار رسميًا. وجرت مشاورات مكثفة بين وزراء الخارجية العرب، لإقناع قطر بالعدول عن رفضها لمرشح مصر لأمانة الجامعة، وقاد وزراء خارجية مصر والسعودية والإمارات والبحرين وعمان تلك المحاولات. وطلبت قطر خلال اجتماع مغلق لوزراء الخارجية العرب، تأجيل التصويت لاختيار الأمين العام المقبل لمدة شهر، بذريعة أنه لم يحدث توافق عربي بشأن اسم المرشح.
وأوضحت مصادر دبلوماسية في تصريحات خاصة إلى "مصر اليوم" أن الدول اتفقت على إجراء الأمين العام الجديد جولة خارجية تشمل قطر والسودان وعدة دول عربية، لإزالة أي ملاحظات أو توترات سابقة بين المرشح وهذه الدول.
وأبدى أبو الغيط، شعوره بالامتنان العميق لكل التأييد الذي حصل عليه لترشيحه أمينًا عامًا لجامعة الدول العربية. وكشف في بيان صادر عن الخارجية المصرية، أنه يتوجه بالشكر والتقدير لكافة القادة العرب الذين رحبوا وأيدوا توليه مسؤولية الجامعة العربية في هذا الظرف الدقيق من تاريخ الأمة العربية.
وكشف أبو الغيط أنه يستشعر القدر الأكبر من العرفان والتقدير للثقة التي أولتها له القيادة السياسية المصرية ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتولي هذه المسؤولية الكبيرة وهذا الموقع الهام، وللجهد المتميز الذي بذله سامح شكري، وزير الخارجية المصرية، وأعضاء وزارة الخارجية في هذا الإطار.
وأضاف أبو الغيط أنه يشعر بثقل حجم المسؤولية والتكليف الملقى على عاتقه من أجل العمل على رفع شأن الجامعة العربية والدفاع عن مصالحها، في ظل وضع عربي صعب وغير مواتٍ، مؤكدًا أنه يتعهد ببذل كل جهد ممكن وبكل الإخلاص، خلال فترة توليه مسؤولياته، من أجل النهوض بالأمانة العامة ودعم أدائها وكفاءتها وموظفيها المخلصين للعمل العربي المشترك، ومن أجل تقليص مساحات الخلاف وزيادة مساحات التوافق والعمل المشترك الفعال بين الدول الأعضاء حتى تتمكن الجامعة من مواجهة الظروف الخطيرة المحيطة بالأمة العربية.
وأكد أبو الغيط أنه سيبدأ على الفور في السعي من أجل متابعة تفاصيل كافة القضايا التي تستدعي مسؤولياته الإلمام بها، وليكون مستعدًا بشكل كامل للقيام بهذه المهام عقب انتهاء ولاية الدكتور نبيل العربي، الذي قاد عمل الجامعة العربية في ظروف بالغة الدقة والصعوبة.
وعقد مجلس الجامعة العربية دورة غير عادية على مستوى وزراء الخارجية، الخميس، في مقر الأمانة العامة للجامعة في القاهرة، لتعيين أمين عام جديد خلفًا لنبيل العربي. وأوضح نائب الأمين العام للجامعة العربية أن الأمانة العامة كانت تلقت مذكرة رسمية من مندوب مصر تتضمن طلبًا رسميًا من القاهرة بعقد اجتماع لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية في دورة غير عادية من أجل تعيين أمين عام جديد للجامعة العربية، نظرًا لتأجيل القمة العربية إلى يوليو/تموز المقبل في موريتانيا، وإعلان نبيل العربي، الأمين العام الحالي، عدم اعتزامه الترشح لولاية جديدة لمنصب الأمين العام بعد انتهاء ولايته الأولى في 30 يونيو/حزيران 2016. ويعد وزير الخارجية المصري الأسبق أبو الغيط، الأمين العام الثامن للجامعة العربية.
أرسل تعليقك