بيروت - فادي سماحة
توقف عدد من المراقبين والمحللين السياسيين اللبنانيين أمام ما نشرته وسائل اعلام لبنانية ومصرية حول الزيارة التي قام بها وفد من قيادة "حزب الله" الى مصرأخيرا" للتعزية بوفاة الكاتب والصحافي الكبير محمد حسنين هيكل خاصة وأن الوفد التقى على هامش التعزية مسؤولين مصريين وتداول معهم في التطوّرات الراهنة التي تمرّ بها المنطقة العربية وتحديدا" في مجال
مكافحة التطرّف وأدواته الارهابية .
وكان وفد من قيادة "حزب الله" يترأسه المستشار الإعلامي للحزب، محمد عفيف، ومسؤول العلاقات العربية حسن عزالدين، والنائب البرلماني علي المقداد، زار القاهرة الثلاثاء الماضي لتقديم واجب العزاء في الكاتب الصحافي محمد حسنين هيكل، فضلا عن لقاء مسؤولين أمنيين في القاهرة، لبحث كيفية الخروج من أزمات المنطقة العربية، وعلى رأسها الأزمة الداخلية في
لبنان والأزمة السورية، وتهدئة التراشق الإعلامي بين "حزب الله" والمملكة العربية السعودية, حسبما نشر بعض وسائل الاعلام.
وبينما التزم الطرفان "حزب الله" والجهات الرسمية في مصر الصمت إزاء ما نشرته في الصحف ، وتناقلته وكالات أنباء عالمية، أكدت صحيفة " الجريدة"اللبنانية أن الوفد أقام ليلتين في أحد فنادق ضاحية مدينة نصر شرق القاهرة وغادرها بعد مشاورات مع مسؤولين مصريين، فرضت عليها السرية التامة، حيث ألغى الوفد كل الترتيبات الصحافية والتلفزيونية التي كان
مقررا أن يجريها خلال الزيارة.
وقال مصدر مطلع إن "لقاء مسؤولين مصريين ووفد حزب الله، شمل التفاهم بشأن ترتيبات أمنية عالية المستوى بين الطرفين لمواجهة الإرهاب"، لكنه لم يذكر تفاصيل تلك الترتيبات.
و قال المستشار الإعلامي للحزب، محمد عفيف، في تصريحات أدلى بها عقب تأديته واجب العزاء الثلاثاء ، إن علاقات الحزب مع مصر مفتوحة، وأن لقاءات تتم بين قيادات الحزب ومسؤولين سياسيين مصريين طوال الوقت، مضيفا: "مصر دولة كبيرة ونسعى لأن تكون القاهرة هي قائدة المصالحة بين الأطراف المختلفة، سواء داخل الأمة العربية أو في محيطها الإقليمي"، رافضا الإفصاح عن مغزى حديثه عن المصالحة. إلى ذلك، عكست مشاركة مسؤول العلاقات العربية في الحزب اللبناني، حسن عزالدين، مدى تطور العلاقات بين "حزب
الله" والقاهرة، حيث أفادت المعلومات من مصادر شيعية مطلعة أن القاهرة كانت ترفض استقبال عزالدين في وقت سابق، على خلفية موقفه الشخصي من ثورة 30 يونيو 2013 التي أنهت حكم "الإخوان"، وأوضح المصدر أن "سماح القاهرة بدخول عزالدين يعني طيّ مصر صفحتها القديمة مع الحزب، وفتح صفحة جديدة مع التيار الأكثر تأثيرا في الأزمة السورية".
يذكر أن عددا من رموز الدبلوماسية العربية شاركوا في تأبين الكاتب الكبير الراحل، بينهم الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، والأمين السابق للجامعة عمرو موسى، ومدير مكتب رعاية المصالح الإيرانية في مصر، محمد محموديان.
أرسل تعليقك