أعلن الجيش الإسرائيلي أنه شن "عملية برية محددة" في غزة، فيما أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي "تحذيرا أخيرا" لسكان غزة لإعادة الرهائن والتخلص من حماس. و تأتي هذه العملية في وقت قالت فيه وزارة الخارجية الأمريكية، الأربعاء، إن هناك "خطة مؤقتة مطروحة لتمديد وقف إطلاق النار" في غزة، لكن فرصة نجاحها "تتضاءل بسرعة".
وبدأ الجيش الإسرائيلي عمليات برية تستهدف وسط قطاع غزة وجنوبه بهدف توسيع المنطقة الأمنية وإنشاء حاجز جزئي بين شمال القطاع وجنوبه، وفق ما قال في منشورٍ على منصة إكس.
وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أنه "وفي إطار العملية سيطرت القوات وأعادت بسط سيطرتها على محور نتساريم.
وأفادت مصادر طبية وشهود عيان أن 14 شخصاً على الأقل قتلوا، وأصيب عدد كبير من الأشخاص جراء قصف إسرائيلي لبيت عزاء لإحدى العائلات غرب مدينة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، فيما قال الدفاع المدني في غزة إن 14 شخصاً من عائلة واحدة قتلوا في ضربة إسرائيلية.
وحذًر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، سكان غزة من أن إسرائيل ستصدر قريباً أوامر إخلاء لمناطق القتال في القطاع، مع عودة الجيش إلى القتال ضد حماس.
وقال وفق ما ذكرت تايمز أوف إسرائيل، إنه إذا لم تطلق حماس سراح الرهائن وتخرج من غزة، فإن "إسرائيل ستعمل بقوة لم تروها بعد".
و إعتبر الناطق باسم حماس عبد اللطيف القانوع أن إغلاق الجيش الإسرائيلي لطريق صلاح الدين الواصل بين شمال وجنوب القطاع "انقلاباً تاماً" على اتفاق وقف إطلاق النار وإمعاناً" في حصار غزة وتشديد الخناق على أهلها"، على حد تعبيره.
وأضاف القانوع أن "غزة تتعرض لإبادة جماعية وحصار وتجويع دون حرمة لشهر رمضان أو مراعاة للقوانين الدولية والمواثيق الإنسانية"،مشيراً إلى أن "أي مقترح يستند للدخول لمفاوضات المرحلة الثانية ووقف دائم للحرب مرحب به ومحل نقاش"، ومؤكداً أن الحركة "الحركة حريصة على وقف ما وصفه بنزيف الدم ومنفتحة على أي جهود تؤدي لوقف دائم للحرب والانسحاب من غزة".
وفي بيان رسمي للحركة، قالت فيه إن التوغل البري وسط قطاع غزة يعد "خرقاً جديداً وخطيراً" لاتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدةً "تمسكها باتفاق وقف إطلاق النار الموقع".
ودعت حماس الوسطاء الضامنين إلى "تحمل مسؤولياتهم في لجم الخروق، وإلزام نتنياهو بالتراجع عن الانتهاكات وتحميله مسؤولية أي تداعيات قد تنجم عنها".
وقالت الأمم المتحدة إن موظفاً أجنبياً قتل وأصيب خمسة في ضربة جوية إسرائيلية على موقع يضم مقرا للأمم المتحدة في وسط مدينة غزة، وفق رويترز.
لكن إسرائيل نفت ذلك وقالت إنها ضربت موقعاً لحماس رصدت فيه استعداداً لإطلاق النار صوبها.
وأعلنت إسرائيل مساء الأربعاء أنها تحقق في "ملابسات" مصرع موظف بلغاري في الأمم المتحدة، إذ أكد متحدث باسم الخارجية الإسرائيلية على منصة إكس، أن "الفحص الأولي لم يظهر أي صلة بأي نشاط" للجيش الإسرائيلي في المنطقة التي قتل فيها الموظف.
وندّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الأربعاء، بالهجمات على موظفي المنظمة، مضيفاً في بيان صادر عن المتحدث باسمه أن كل الأطراف في هجوم إسرائيل على غزة تعرف أماكن مباني المنظمة الدولية.
ودعت الأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق في قصف استهدف داري ضيافة تابعين لها في غزة وأسفر عن مقتل أحد موظفيها وإصابة خمسة آخرين.
وقال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام في مؤتمر صحفي "يندد الأمين العام بشدة بجميع الهجمات على موظفي الأمم المتحدة، ويدعو إلى إجراء تحقيق شامل".
وأضاف "يؤكد على ضرورة إدارة جميع النزاعات بطريقة تضمن احترام المدنيين وحمايتهم".
وأشار حق إلى أنه من السابق لأوانه تحديد المسؤول عن إسقاط أو إطلاق الذخائر المتفجرة على موقعي إقامة الموظفين.
من جانبها، حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم الأربعاء من أن المسعفين يواجهون صعوبات جمة في التعامل مع زيادة حادة في أعداد المصابين على مدى 36 ساعة مضت بعد استئناف العمليات البرية الإسرائيلية في قطاع غزة.
وأضافت اللجنة في بيان "بسبب تعليق دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع مؤخرا انخفضت بشدة مخزونات الإمدادات الطبية، وعلاوة على ذلك يواجه العاملون في المستشفيات صعوبات جمة في التعامل مع زيادة حادة في أعداد المصابين".
كذلك حذرت وزارة الصحة الفلسطينية من انهيار شبه كامل للقطاع الصحي في غزة، مشيرةً إلى أن المستشفيات تعمل بأضعاف طاقتها وسط نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود.
وقالت وزارة الصحة في بيان لها إن "أكثر من 80 في المئة من المستشفيات والمراكز الطبية في القطاع خرجت عن الخدمة بسبب استهداف الاحتلال" بحسب البيان.
وأضافت أن الضفة الغربية تواجه أيضاً ضغطاً هائلاً على مستشفياتها بسبب الاعتداءات المتكررة من الجيش الإسرائيلي، الذي يعيق وصول سيارات الإسعاف ويمنع إيصال المساعدات الطبية، ما يزيد من تفاقم الأزمة الصحية.
وحملت وزارة الصحة "الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن انهيار المنظومة الطبية"، مطالبة الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر بالتدخل الفوري لفتح المعابر وتأمين ممرات إنسانية لإدخال الإمدادات الطبية وإنقاذ الجرحى.
واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أن استئناف إسرائيل الغارات على قطاع غزة يعد خطوة كبيرة في الاتجاه الخاطئ بعد وقف إطلاق النار مع حركة حماس الفلسطينية في وقت سابق من هذا العام.
وقال ماكرون قبيل محادثاته مع الملك عبد الله في باريس: "إنه أمر مأساوي بالنسبة للفلسطينيين في غزة، الذين يغرقون مرة أخرى في رعب القصف، ومأساوي بالنسبة للرهائن (الإسرائيليين) وعائلاتهم الذين يعيشون في كابوس عدم اليقين".
نفذت إسرائيل في وقت سابق من هذا الأسبوع أعنف قصف لها على غزة منذ بدء وقف إطلاق النار الهش في يناير/كانون الثاني بين إسرائيل وحركة حماس، التي تحكم القطاع الإسلامي.
وأسفرت الغارات الجوية الإسرائيلية المتجددة ليلة الاثنين عن مقتل أكثر من 400 شخص، وفقاً لوزارة الصحة في غزة، ولا تزال هذه الغارات مستمرة منذ ذلك الحين.
وانتقد ماكرون حماس بشدة، قائلاً إن "محور المقاومة اليوم مجرد وهم"، لكنه حذر إسرائيل أيضاً من أنه "لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري إسرائيلي في غزة".
ووصف العاهل الأردني الغارات بأنها "خطوة بالغة الخطورة تزيد من الدمار في وضع إنساني متردٍّ أصلاً"، مؤكداً ضرورة "استعادة وقف إطلاق النار واستئناف تدفق المساعدات فوراً".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا
فارسين أغابكيان نوكد أن السلطة الفلسطينية بدأت دراسة آلية دخولها إلى غزة
السلطة الفلسطينية تؤكد أن تمكين الدولة من تحمل مسؤولياتها في قطاع غزة يمثل أولوية رئيسية
أرسل تعليقك