أكَّد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس الأحد، إنَّ تيارات الإسلام السياسي المتشددة استغلت حالة فراغ أفرزتها ثورات "الربيع العربي"، قبل عدة سنوات، للوصول للحكم، في عدة دول من بينها مصر، مستعرضًا، خلال زيارته للعاصمة بكين تجربة بلاده في مواجهة تلك الجماعات الإرهابية ومنع انهيار الدولة، على حد وصفه.
جماعة الإخوان
وتولى الرئيس السيسي الحكم في مصر عام 2014 ، بعد أن أطاحت احتجاجات شعبية عارمة في 30 حزيران / يونيو 2013 بحكم جماعة الإخوان للبلاد، والذي استمر عامًا واحدًا فقط.
وتتهم السلطات المصرية الإخوان وجماعات أخرى مسلحة، تنتمي لتنظيم "داعش" الإرهابي، في المسؤولية عن أعمال عنف وتفجيرات، تحدث في أماكن متفرقة بين الحين والآخر، بخاصة منطقة شمال سيناء.
زيارة الصين
وألقى الرئيس السيسي خلال زيارته إلى الصين كلمة أمام أكاديمية الحزب الشيوعي الصيني في بكين، والتي تعد أهم المؤسسات التعليمية في الصين، والمسؤولة عن تدريب القيادات وتأهيلهم لتولي المناصب العليا.
وأكّد السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية أنَّ الرئيس السيسي استعرض ما تم من إصلاح اقتصادي ومشاريع كبرى خلال الفترة الأخيرة، بهدف توفير البيئة المواتية لجذب الاستثمارات الأجنبية، سواء من خلال توفير البنية التحتية من شبكة طرق حديثة وزيادة القدرة على توليد الطاقة الكهربائية وبناء الكثير من المدن الجديدة وتطوير وزيادة عدد الموانئ البحرية، وتوفير التشريعات المحفزة للاستثمار، فضلًا عن المضي قدمًا في عملية إصلاح اقتصادي، كان للشعب المصري الدور الأهم في تحمل نتائجها الصعبة بما لديه من وعي وإدراك لطبيعة المرحلة التي تمر بها مصر، على حد قوله.
ثورة 25 تشرين الثاني
وأكَّد السيسي أنَّه في ظل الأحداث التي وقعت منذ عام 2011 ثورة 25 تشرين الثاني / يناير، جاء تركيز الدولة المصرية خلال السنوات الأربع الأخيرة على الحفاظ على أركان الدولة والحيلولة دون انهيارها، وذلك من خلال إعادة بناء المؤسسات، فضلًا عن إعادة الاستقرار والأمن والتصدي للإرهاب.
وأكًّد السيسي أنَّه مع انشغال الدولة بتنفيذ تلك الخطوات تم العمل في الوقت ذاته وبالتوازي على تنفيذ خطة تنموية طموحة تشمل الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي وتنفيذ مشاريع عملاقة لتأهيل الدولة للانطلاق إلى مستقبل أفضل.
وأشار السيسي إلى أنَّ المرحلة القادمة، ستشمل بجانب الاستمرار في عملية الإصلاح الاقتصادي، الاهتمام بتطوير وتحديث التعليم والصحة والإصلاح الإداري.
الإسلام السياسي
وردًا عن استفسار بشأن الربيع العربي وتداعياته بالمنطقة، أوضح السيسي أنَّ الفراغ الذي أفرزته ثورات الربيع العربي تم ملؤه من قبل بعض التيارات الدينية المعروفة بالإسلام السياسي، سعت إلى استغلال الفرصة للوصول إلى الحكم وتولي السلطة، دون اكتراث منها بأهمية الحفاظ على الدولة الوطنية أو سقوطها، وبفهم خاطئ لحقيقة الواقع الذي تعيشه المنطقة وشعوبها ولمفهوم الدولة.
وشدد السيسي على أنَّ الشعب المصري اختار بإرادته الواعية طريق الإصلاح لينأى بمصر عن خطر الانزلاق والانهيار.
وأكَّد السيسي حرص مصر على تعزيز التعاون مع الصين في مختلف المجالات، السياسية والاقتصادية والثقافية والسياحية والعلمية وغيرها، وذلك للاستفادة مما يتوفر لديها من خبرات وتجارب ستساعد في تحقيق التنمية المنشودة في مصر.
وأشار السيسي إلى أنَّ مصر تنظر إلى الصين بكل التقدير والإعجاب، بخاصة مع نجاحها في أنَّ تقطع شوطًا كبيرًا في عملية البناء والتنمية.
الدور المصري
وأكَّد السيسي أهمية الدور المصري في تعزيز العلاقات الصينية بالقارة الأفريقية والمنطقة العربية وأوروبا، وذلك في ظل ما تحظى به مصر من علاقات متميزة مع مختلف تلك الدول، فضلًا عن موقعها الجغرافي المتميز ودخولها في الكثير من اتفاقيات للتجارة الحرة مع الكثير من الدول بتعدادهم البالغ نحو 1.6 مليار نسمة، الأمر الذي يسهل من نفاذ المنتجات المصنعة في مصر إلى أسواق تلك الدول، بخاصة مع ما تقدمه مصر من تسهيلات للصناعات والاستثمارات الأجنبية في الكثير من المناطق الصناعية الجديدة التي تم إنشاؤها، فضلًا عما تمثله قناة السويس من محور عالمي لتسيير حركة التجارة، بما يساهم في نقل البضائع إلى مختلف أنحاء العالم.
اتفاقات مصرية صينية
ويذكر أنَّ الرئيس المصري استهل جولة مطولة بدأها إلى الصين أول من أمس، بلقاء نظيره الصيني شي جين بينغ، ووقع مسؤولون في البلدين على خمس اتفاقات للتعاون في مجالات مختلفة.
وتنوعت الاتفاقات الموقعة بين القاهرة وبكين، وشملت مجالات "الجودة الصناعية، ومنح قرض صيني لمصر، والتعاون في مشروعات تتعلق بالطاقة الإنتاجية، والقطار المكهرب الذي تنشئه مصر بخبرة صينية، علاوة على منحة صينية لتصنيع القمر الصناعي المصري، واتفاق إطاري للمشروعات المستقبلية خلال السنوات الثلاث القادمة".
أرسل تعليقك