الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين تضرّ بالاقتصاد العالمي
آخر تحديث GMT22:50:59
 العرب اليوم -

دخلت الرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن حيّز التنفيذ

الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين تضرّ بالاقتصاد العالمي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين تضرّ بالاقتصاد العالمي

فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوم جمركية على الواردات الصينية
واشنطن ـ يوسف مكي

دخلت الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بنسبة 25% على الواردات الصينية بقيمة 34 مليار دولار، حيّز التنفيذ، كما وعد ترامب باتخاذ الكثير من التدابير في المستقبل، ما لم تخضع بكين لإرادته.

واتهمت الصين الرئيس الأميركي بإطلاق أكبر حرب تجارية في تاريخ الاقتصاد، وانتقمت بفرض رسوم على الواردات من أميركا بقيمة مماثلة، ولكن كيف ستؤثّر هذه الحرب التجارية على الاقتصاد الأميركي وكذلك الصيني، وماذا ستكون الآثار غير المباشرة على دول مثل المملكة المتحدة نتيجة لهذه الحرب، وهل من المرجح أن تتصاعد الأعمال العدائية.

التعريفات الجديدة
تعدّ هذه التعريفات الجزء الأول من الرسوم الجمركية التي تبلغ قيمتها 50 مليار دولار، والتي وعد ترامب في الشهر الماضي بفرضها على الواردات الصينية التي تحتوي على تكنولوجيات مهمة صناعيا، وتشمل صناعة المحركات النفاثة، والروبوتات، والسيارات والآلات.

ويتهم ترامب الصين بسرقة الملكية الفكرية الصناعية الأميركية، كما تشمل الأهداف هذا الأسبوع بنودا مثل المخارط الصناعية والمركبات الكهربائية، وستدخل الرسوم الجمركية على الشريحة الثانية من السلع والبالغ قيمتها 16 مليار دولار في غضون أسبوعين.

وفي هذا السياق، قال ترامب، الجمعة إن الولايات المتحدة مستعدة لاستهداف قيمة الواردات الصينية البالغة 500 مليار دولار سنويا، إذا لم تستجِب بكين لمطالبه بفتح أسواقها المحلية أمام السلع الأميركية واحترام حقوق الملكية الفكرية الأميركية.

ردّ الصين على ترامب
كان رد الصين فوريا إذ فرضت بكين ضرائب على استيراد فول الصويا الأميركي والمعدات الطبية والنفط الخام، وتفيد تقارير بأن سلطات الجمارك في شنغهاي تؤخّر بالفعل مرور الواردات الأميركية.

تأثير هذا النزاع التجاري على الاقتصادين الأميركي والصيني
وعلى مستوى الاقتصاد الكلي، تقدر مؤسسة "Oxford Economics"، وهي شركة استشارية اقتصادية، أن هذه التعريفات ستخفض من 0.1 إلى 0.2% من معدل نمو كل بلد هذا العام، وقد لا يبدو ذلك جديا للغاية، لكن بالنظر إلى حجم الاقتصاد الأميركي في العام الماضي، إذ كان 19.4 تريليونات دولار، والاقتصاد الصيني 12 تريليون دولار، وهذا يضيف خسارة تتراوح بين 30 و60 مليار دولار، وعلاوة على ذلك، تؤكّد تقارير الشركة الاقتصادية أن نماذج محاكاة الاقتصاد الكلي التقليدية تقلل من شأن آثار عدم اليقين المتزايد للأعمال التجارية، وتقلص ثقة القطاع الخاص، بجانب انقطاع سلسلة التوريد التي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الصدمات الاقتصادية.

وتعاني العديد من الشركات الصينية على مستوى الاقتصاد الجزئي، والتي تصدر منتجاتها إلى الولايات المتحدة، وإذا مدد ترامب التعريفات الجمركية على جميع واردات السلع الصينية، فإنه سيضر أيضًا بالعديد من الشركات الأميركية، مثل شركة "أبل" التي استعانت بمصادر خارجية للإنتاج الصناعي إلى الصين، كما سيعاني المستهلكون الأميركيون بقدر معاناة الشركات الأميركية، لأن السلع التي يشترونها التي يتم استيراد الكثير منها، ستصبح أكثر تكلفة.

ويخلص معهد بيترسون للاقتصاد الدولي، وهو مؤسسة فكرية في واشنطن، إلى أن حرب التعرفة الأميركية-الصينية ستكون مدمرة ذاتيا للجانبين.

التأثير المحتمل على بقية العالم
لن تؤثر تعريفات ترامب على الصين وحدها، إذ فرض ضرائب كبيرة على الصلب والألمنيوم الأوروبي والكندي والمكسيكي، كما أنه يستكشف التعريفات الجمركية على واردات الولايات المتحدة من السيارات وقطع غيار السيارات الأوروبية، وهذا يعود بتأثير كارثي على صناعة السيارات الأوروبية، بما في ذلك في المملكة المتحدة.

وقام بنك إنجلترا ببعض عمليات المحاكاة، وقدر أن حربا تجارية شاملة قد تنتهي في نهاية المطاف بضرب الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 2.5% على مدى 3 أعوام، مع معاناة اقتصاد المملكة المتحدة بنسبة 2%.

وتُبين عمليات المحاكاة التي أجراها البنك أن الولايات المتحدة ستكون في الواقع أكبر الخاسرين، إذ بلغت نسبة تراجع النمو 5%.

ماذا سيحدث بعد ذلك؟
اختلق البيت الأبيض هذه الحرب التجارية، وهي تعتمد إلى حد كبير على دونالد ترامب، وهو لن يغيّر رأيه أو تصرفاته، إذ أكد أن الحروب التجارية سهلة للفوز، وهو يعتقد بأن الولايات المتحدة تدير عجزا تجاريا مع بقية العالم، وهو ما يعني أن بقية العالم لديه الكثير ليخسره أكثر من الولايات المتحدة، وأنه وبالتالي سيكون في نهاية المطاف قادرا على إملاء شروطه، لكن أحد الاحتمالات هو أن رد الفعل الأميركي الداخلي قد يجبر ترامب على التراجع، لكن هذا قد لا يحدث دون قتال.

وعندما أعلنت شركة تصنيع الدراجات النارية الأميركية "هارلي ديفيدسون" في الشهر الماضي أنها تصدر المزيد بشكل متزايد إنتاجها خارج الولايات المتحدة لتفادي فرض التعريفات الجديدة للاتحاد الأوروبي ردا على تعريفة الصلب في ترامب، وجهت اتهامات لرئيس الشركة بالاستسلام، ثم تهديدات بزيادة الضرائب، ويشير هذا إلى أنه من المرجح أن يسعى ترامب أولا إلى إلقاء اللوم على الآخرين بسبب الضربة الاقتصادية السلبية الناجمة عن حربه التجارية، بدلا من تغيير سياسته الفعلية.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين تضرّ بالاقتصاد العالمي الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين تضرّ بالاقتصاد العالمي



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 22:21 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
 العرب اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 22:50 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025
 العرب اليوم - محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025

GMT 01:13 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
 العرب اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك

GMT 15:16 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأولوية الإسرائيلية في الحرب على لبنان

GMT 04:05 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع عدد المصابين بأخطر سلالة من جدري القرود في بريطانيا

GMT 18:25 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مانشستر سيتي يرصد 150 مليون يورو لضم رودريغو

GMT 18:20 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

17 ألف ريال غرامة للهلال السعودي بسبب أحداث مواجهة النصر

GMT 02:26 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة لاعب وإصابة 4 بسبب صاعقة رعدية بملعب كرة قدم في بيرو

GMT 03:11 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمطار الغزيرة تغمر مطار برشلونة في إسبانيا

GMT 18:15 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة لاعب وإصابة 5 بـ صاعقة في بيرو

GMT 13:14 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط مروحية عسكرية مصرية ووفاة ضابطين أثناء تدريب

GMT 15:29 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير من مخاطر استخدام ChatGPT-4o في عمليات الاحتيال المالي

GMT 03:42 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يواصل هجماته على إسرائيل ويطلق 90 صاروخًا

GMT 18:38 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

آينتراخت فرانكفورت يحدد 60 مليون يورو لبيع عمر مرموش

GMT 19:28 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

قتلى من حزب الله بقصف إسرائيلي على محيط السيدة زينب في دمشق

GMT 03:40 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فصائل عراقية موالية لإيران تستهدف ميناء حيفا بطائرة مسيرة

GMT 18:30 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غرفة ملابس ريال مدريد تنقلب على كيليان مبابي

GMT 14:43 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يرفض إعارة الإيطالي كييزا في يناير
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab