ترامب يعلن عن تعريفة جمركية بنسبة 25٪ على الصلب
آخر تحديث GMT18:42:34
 العرب اليوم -

الرئيس الأميركي بيّن أنّ الحروب التجارية جيّدة وسهلة الفوز

ترامب يعلن عن تعريفة جمركية بنسبة 25٪ على الصلب

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - ترامب يعلن عن تعريفة جمركية بنسبة 25٪ على الصلب

الرئيس الأميركي دونالد ترامب
واشنطن ـ يوسف مكي

يستعد العالم للدخول في مواجهة تجارية تعدّ الأكثر دراماتيكية في العصر الحديث، بعد أن هدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب صراحة بشن الحروب التجارية كأداة للسياسة الأميركية، حيث الترويج للتحذيرات من الانتقام الكامل من قبل القوى الكبرى في جميع أنحاء العالم، وانخفضت أسواق الأسهم في قارتي آسيا وأوروبا لليوم الثاني، إذ هاجم المستثمرون الدوليون الآثار المشؤومة للتعريفة الجمركية الأميركية بـ 25% على الصلب و 10% على الألومنيوم، وينظر إلى هذه التدابير عالميًا على أنها هجوم متهوّر ومستفز على النظام التجاري، مستحضرًا ذكريات تعريفات سموت - هاولي لعام 1930.

ترامب يعلن عن تعريفة جمركية بنسبة 25٪ على الصلب

ويرجع هذا التطور المروع إلى أن الرئيس ترامب بدا وأنه يستمتع بفرصة مواجهة خطرة، حيث قال على "تويتر" يوم الجمعة "إن الحروب التجارية جيدة وسهلة الفوز"، وترى البلدان التي تجذب وتستغل سوق الولايات المتحدة عن طريق إدارة الفوائض التجارية المستمرة، أن وصولها إلى السوق توقف تماما، ويعتقد البيت الأبيض أن بلدان العجز تعاني أقل من بلدان الفائض في التمزق التجاري، الأمر الذي يتجاهل الخطر الذي يمكن أن يتسبب في إحداث عواقب خارج السيطرة، وانخفض مؤشر نيكي الياباني بمقدار 2.5%، ومؤشر "داكس" الألماني 2.3% يوم الجمعة، أما  وول ستريت انفتح بشكل حاد، مع داو قبالة 300 نقطة، بقيادة جنرال موتورز وفورد، والمستهلكين الكبار الآخرين في مجال الصلب.

وقال كريغ إرلام من أواندا "بالنسبة لشخص ما مهووس بأداء سوق الأوراق المالية، فإنه يأخذ مقامرة كبيرة مع هذه التعريفات"، واستغل البيت الأبيض "ثغرة ذهبية" يعود تاريخها إلى الحرب الباردة في السبعينيات، مما سمح للولايات المتحدة بأن تحتج بالأمن القومي لفرض الحواجز، بحجة أن زيادة تدفقات الصلب الأجنبي تترك صناعة الأسلحة وقوات الدفاع الأميركية تحت رحمة الموردين، ويؤدي استخدام هذا البند إلى منع أي سبل انتصاف مقبلة في منظمة التجارة العالمية من جانب البلدان المتضررة.

ووصف رئيس اللجنة التجارية للبرلمان الأوروبي بيرند لانج، أن ما قام به ترامب هو "إعلان حرب" واتهم إدارة ترامب بالعودة إلى المذاهب التجارية في أوائل القرن التاسع عشر، وقال وزير المال الفرنسي برونو لو مير، إن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة، متعهدا برد قوى من جانب واحد ومنسق من أوروبا، مضيفا "أن هذه الإجراءات الانفرادية غير مقبولة"، وحذرت رئيسة مفوضة الاتحاد الأوروبي سيسيليا مالمستروم من "التأثير الخطير" بسبب انحراف شحنات الصلب بعيدا عن السوق الأميركي، وهذا يجبر أوروبا على اتخاذ إجراءات حماية.

وتعد بروكسل بارعة في الانتقام من الولايات المتحدة، واختيار الأهداف التي تهدف إلى إحداث أقصى قدر من الضرر السياسي في مسابقات انتخابية ضيقة، حيث تبحث بالفعل في الدراجات النارية هارلي ديفيدسون، ويسكي بوربون، وأورانج فلوريدا، ويشعر الأوروبيون بالإحباط الشديد لأن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لديهما نفس التظلم ضد الصين، التي تدعم صناعة الصلب بائتمانات وطاقات رخيصة، ويذكر أن الصينيين يكاد يكونون مسؤولين عن الطاقة الفائضة التى تصل الى 800 متر في السوق العالمية خلال السنوات الأخيرة، بالنسبة للسيد ترامب، أصبح النزاع مسألة حشوية، ونادرا ما يكون قابلا للتفكير.

وكشف ترامب لرجال الأعمال "ما كان مسموحا به أن يستمر لعدة عقود يعد أمرا مشين، وعندما يتعلق الأمر بالوقت إذ لا يمكن لبلدنا أن تصنع الألمنيوم والصلب، فغالبا لا تمتلكون كثيرا في البلاد، سيكون لديكم حماية لفترة طويلة"، واختار الرئيس أصعب 3 خيارات ممكنة عرضتها وزارة التجارة الأميركية، واختار تعريفات شاملة بدلا من إجراءات انتقائية تستهدف الصين والدول الأخرى التي تعتبر من منتهكي التجارة، ولن يكون واضحا حتى الأسبوع المقبل كم هذا الانقسام سيستمر، وما إذا كان البيت الأبيض يعتزم إعفاء حلفائه، وحثت وزارة الدفاع الأميركية على الحذر في التعامل مع الأصدقاء الحميمين مثل كندا وبريطانيا، وكانت الحكومة البريطانية تمارس ضغطا محميا في واشنطن لمحاولة وقف العقوبات في ما أصبح الآن روتين مألوف مؤلم، وفشلت في منع قرار مدمر محتمل في العام الماضي على صانع بومباردييه الكندي الذي يضرب عمليات أكبر صاحب عمل في أيرلندا الشمالية.

وقال ريتشارد وارن، مدير شركة الحديد في المملكة المتحدة  "لا يزال هناك أمل طويل في أن هذه التعريفات قد لا تستهدف المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي"، وتصدر بريطانيا ما قيمته 360 مليون جنيه إسترليني من منتجات الصلب "ذات القيمة العالية" المتخصصة في الولايات المتحدة سنويا، ولن يتم تطبيق الكثير من هذه التجارة بعد قرار ترامب، وحصل المسؤولون البريطانيون على تأكيدات كاملة خلال الأسابيع الأخيرة بأن المملكة المتحدة ستنجى ولكن البيت الأبيض نفسه في حالة من الفوضى، مع حماية فائقة بقيادة بيتر، وهناك تقارير تفيد بأن مدير المجلس الاقتصادي الوطني، غاري كوهن، يخطط للاستقالة احتجاجا على التحرك نحو الحمائية.

وكانت الأسواق العالمية راكدة خلال العام الماضي بسبب خطر التحركات الجذرية التي قام بها السيد ترامب، وقد يكونوا أخطأوا في تفسير السياسة في واشنطن، مما يقلل من قيمة الفترات الزمنية لأن الآلية المعقدة التابعة للحكومة الأميركية تتحول ببطء، وتضرب التدابير التجارية فجأة وكأنها مدفعا، مع كشف النقاب عن العقوبات المفروضة على الألواح الشمسية والغسالات الآسيوية، كما يتوقع قريبا اتخاذ إجراءات حساسة للغاية بشأن سرقة الملكية الفكرية والتجسس الإلكترونين وما هو ملحوظ حول التعريفات التجارة والألومنيوم أنها عشوائية، ولم يطلب منتجو الألمنيوم في أميركا المساعدة، ولكن تصاعد الصراع خارج الحدود الطبيعية للدبلوماسية التجارية والتي تخاطر بإخضاع العالم إلى نظام هوبزي جديد حيث تفسح القواعد للطريق للسلطة الحاكمة بمفردها.

وأوضح آدم بوسن من معهد بيترسون، أن التعريفات "غبية" وستعود بنتائج عكسية بطرق لا تعد ولا تحصى مضيفا "هذا غير كفؤ أساسا، وفاسد أو مضلل، فالصلب هو مجرد مساهمة ضئيلة في الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة"، وأدت تعريفات الصلب المماثلة التي أجرتها إدارة بوش في عام 2002 إلى خسائر تقدر بنحو 200 ألف وظيفة أميركية، وأدت إلى تضرر قدرة الولايات المتحدة على المنافسة، وسرعان ما ألغيت التدابير التي اعتبرت فشلا ذريعا.

وتعد كندا والمكسيك من بين الدول التي ستتعرض لأكبر ضرر بسبب التعريفة على الصلب، وقال بنك أميركا المركزي، إنه من المرجح أن يتم إعفاؤهما في الوقت الراهن، في حين تستمر محادثات نافتا بالتوازي، وقالت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند، إن أي قيود ستكون "غير مقبولة على الإطلاق" وتعهدت بأن تدافع بلادها عن مصالحها التجارية، ويبدو أن الهدف الحقيقي للسيد ترامب هو الدول التي تدير فوائض كبيرة مع الولايات المتحدة، وهذا يعني أساسا شرق آسيا ولكن أيضا ألمانيا والمكسيك، واستجابت بكين بحذر مدهش يوم الجمعة للقرار، على الرغم من أن جمعية الحديد والصلب الصينية وصفتها بأنها "خطوة غبية للغاية، وهي محاولة يائسة من ترامب للتعبير عن ناخبيه، وهو ما يتنافى مع تعهده" أمريكا أولا، كما أن الولايات المتحدة  الآن في وضع سيئا جدا جدا"، وإذا كانت الصين هي العدو في عقل السيد ترامب، فإنها لن تترك أي شك في أنها سترد بقوة متساوية، بل إنها أشارت إلى أنها قد تنتقم من خلال إغراق الخزانة الأميركية، في الوقت الذي يبدو فيه سوق السندات الأميركية هشا بشكل خاص، وهذا من شأنه أن ينفجر في وجه الجميع،  فإننا ندخل حقبة جديدة حيث تهدد القوى العظمى ضمنا متغيرا اقتصاديا يدمر الجميع.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب يعلن عن تعريفة جمركية بنسبة 25٪ على الصلب ترامب يعلن عن تعريفة جمركية بنسبة 25٪ على الصلب



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء
 العرب اليوم - أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 02:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
 العرب اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 11:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف تجمعات إسرائيلية وإطلاق 30 مقذوفاً من لبنان
 العرب اليوم - حزب الله يستهدف تجمعات إسرائيلية وإطلاق 30 مقذوفاً من لبنان

GMT 10:04 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
 العرب اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 06:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29
 العرب اليوم - غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 02:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (الجزء 1)

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 09:36 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 07:54 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

حميد الشاعري يكشف تفاصيل بيع بصمته الصوتية

GMT 13:50 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز موديلات ساعات اليد لإطلالة مميزة وراقية

GMT 02:04 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الرفاق حائرون... خصوم ترمب العرب

GMT 11:54 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 13:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ساعات اليد الرجالي وطرق تنسيقها مع الملابس

GMT 02:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الوفاء غائب ولغة التخوين والحقد حاضرة

GMT 07:41 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مجلس الأمن يصوت على مشروع قرار يدعو إلى وقف النار في السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab