إيمانويل ماكرون ينتقد السياسات غير الليبرالية الصارمة في بولندا
آخر تحديث GMT21:25:47
 العرب اليوم -

مع قرب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

إيمانويل ماكرون ينتقد السياسات غير الليبرالية الصارمة في بولندا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - إيمانويل ماكرون ينتقد السياسات غير الليبرالية الصارمة في بولندا

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
لندن - سليم كرم

تدخل أوروبا في العديد من الأزمات والتحديات خاصة مع اقتراب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث العديد من الأزمات المالية والسياسية، وبالتحديد في دول شرق أوروبا والتي تختلف ديمقراطيتها على غرب أوروبا، ويستطيع الآن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن يتمسك بمرحلة ما ويتخلص من غيرها، ولكن مع استكشاف أوروبا لتكاليفها في السنوات الأخيرة يتغير الأمر، فإن الكلمات الدافئة للرئيس ليست كافية، خاصة حين يتعلق الأمر بالجمع بين المصالح الوطنية المتنافسة.

وقال ماكرون للبرلمان الأوروبي في ستراسبورغ" في مواجهة الاستبداد، فإن الاستجابة ليست الديمقراطية السلطوية ولكن سلطة الديمقراطية"، وانتقد الرئيس الفرنسي الديمقراطيات غير الليبرالية الصارمة بشكل متزايد في بولندا والمجر، ولكن كان واضحًا بنفس القدر رفض هذه الديمقراطيات التمسك بمقتضى حكم المفوضية الأوروبية أو حماس ماكرون الإصلاحي.

وتحدث رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الذي قاد حملة انتخابية ناجحة للغاية ضد السامية والهجرة في الشهر الماضي، عن "النموذج المجري"، الذي يتحدى التعريفات الغربية "للحرية والديمقراطية والمساواة وسيادة القانون".

وتعد بولندا مثل المجر، ترفض قبول حصص الهجرة التي وافقت عليها أغلبية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، حيث ترى أنه إظهار ضروري للتضامن في أعقاب أزمة المهاجرين في عام 2015.

حرب أهلية أوروبية

ولم يكن ماكرون مخطأً في إشارته إلى جو "الحرب الأهلية" في أوروبا، في الوقت الراهن، وفي الوقت نفسه، بينما تتحدى الدول الشرقية الأعضاء المُثل الغربية التي يدافع عنها ماكرون، هناك حدود واضحة لرغبة الدول الأوروبية في تنحية خلافاتها في الدفاع المشترك عن تلك القيم.

وتوضح الحسابات السياسية في بروكسل أن مجموعة حزب المحافظين الأوروبيين تحمي أوربان، من حزب فيدز الحاكم في المجر، بينما تعمل ألمانيا حاليًا في بولندا لضمان أن تكون قضية "حكم القانون" الحالية ضد وارسو لن تتعرض لعملية غش.وتعد هذه السياسة الواقعية للاتحاد الأوروبي الذي يضم 28 عضوًا ولديهم مصالح متنافسة، تقوض المحاولات التي تقودها فرنسا لربط الإعانات الهيكلية التي يدفعها الاتحاد الأوروبي "بالسلوك الجيد" ستؤدي إلى نفس السبب.

محور فرنسي ألماني

ويريد ماكرون إعادة ضبط "المحرك الأوروبي" الفرنسي- الألماني في نفس الوقت الذي يعيد فيه حب مواطني الاتحاد الأوروبي.ولا يتعلق الأمر فقط بالحلول المؤقتة التي يمكن أخذها من خطة ماكرون لمخيمات الاتحاد الأوروبي عبر القارة، ولكن بشأن الصدامات العميقة للاهتمام والتوقعات التي تحد بالضرورة من مدى تماسك الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، ويعد هذا الأمر أكثر وضوحًا عندما يتعلق بإصلاحات منطقة اليورو التي تشكل العمود الفقري لرؤية ماكرون لأوروبا، وعلى الرغم من تشكل حكومة جديدة في برلين من حزب اليسار الديمقراطي الذي يبدو متعاطفًا مع يسار الوسط، لن تتغير الأمور.

ويقول مجتبي رحمن، في مجموعة أوراسيا في مذكرة إلى العملاء إن عملية إعادة هيكلة منطقة اليورو من وجهة نظر ماكرون في حالة يرثى لها، ولن تشهد قمة زعماء الاتحاد الأوروبي في شهر يونيو/ حزيران، أكثر من مجرد كلمات دافئة عندما يتعلق الأمر بقضايا صعبة مثل تأمين الودائع وأموال الاستقرار".

ألمانيا لن تتخلى عن دول شرق أوروبا

وليس مفاجأة أن دافعي الضرائب الألمان ليسوا أكثر استعدادًا للتضحية بأبناء عمومتهم الأضعف في منطقة اليورو أو الأكثر إسرافًا كما سترى برلين، حيث المواطنين المجريين والبولنديين الذين سيقبلون حصص المهاجرين، وهذا هو المأزق الذي ربما يمكن أن ينتج عنه أزمة مالية أخرى، كما يوجد العديد من النزاعات نفسها التي تدعم منهج أوروبا في مجال المناورات المشوشة، حيث تمتلك القارة 178 نظامًا مختلفًا للأسلحة، ويتم تشغيل 80٪ من عمليات الشراء على أساس وطني.

وتواجه محاولة ماكرون لإبطال الدفاع الأوروبي عبر آلية التعاون الهيكلي الدائم "بيسكو" نفس القيود، فالرغبة الألمانية والأوروبية في أن يكونا شاملين سياسيًا تضع قيودًا ضرورية على فعالية الاتحاد نفسه.

ويبدو وكأن الأمر عملية مقارنة مبالغ فيها، ولكن ماكرون ليس مخطأ في إشارته إلى أجواء الحرب الأهلية في أوروبا في الوقت الحالي، لا يساعده قرار المملكة بمغادرة الاتحاد الأوروبي، وحينها سيواجه الاتحاد تحديات أخرى من جانب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وكذلك روسيا والصين.

أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد

وكل ما يحدث ليس جيدًا لبريطانيا، مع قصر الرؤية بالتفكير بأن فشل ماكرون لتجميع أوروبا لن يكون ذا فائدة للمملكة المتحدة، والتي سيظل مستقبلها متشابكًا بشكل وثيق مع أوروبا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.

وحذر جان كلود جونكر، ماكرون من التركيز بشكل حصري على المحور الفرنسي الألماني، قائلًا إن أوروبا مجموعة موحدة".وفي الواقع، لا أحد في الوقت الحالي من هذه المجموعة يستطيع أن يملئ الفراغ ويحل المشكلات.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيمانويل ماكرون ينتقد السياسات غير الليبرالية الصارمة في بولندا إيمانويل ماكرون ينتقد السياسات غير الليبرالية الصارمة في بولندا



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان
 العرب اليوم - هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 23:03 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab