تراجُع أعداد التلميذات في مدارس البنات الخاصة
أشارت إحصاءات جديدة صادرة عن مجالس المدارس المستقلة (ISC) إلى تراجع أعداد التلاميذ في مدارس البنات الخاصة، بعد زيادة إقبال أولياء الأمور على اختيار تعليم مختلط أكثر واقعية لبناتهم، حيث تراجعت أعداد التلاميذ على مدى 3 أعوام ماضية، وأفاد أحد رؤساء المدارس أن أولياء الأمور يلجأون إلى المدارس المختلطة لأنهم يعتقدون أنها تتيح بيئة أفضل لإعداد أولادهم لتحديات الحياة، وتقول العائلات أن التحدث مع الأولاد على أساس يومي يعد بناتهم بشكل أفضل للتعايش في بيئة مختلطة الجنس وخاصة في أماكن العمل.
وبيّنت إحصائيات هذا العام أن العدد الإجمالي للتلاميذ في مدارس البنات هو 79.973 تلميذًا وتراجع العدد بمقدار 0.8% من عدد الطلاب عام 2015 والمقدر ب 80.578 تلميذًا، وبالمثل هناك تراجع في الأعداد من عام 2014 إلى 2015 بمقدار 0.2%، أما من 2013 إلى 2014 فكان تراجع الأعداد بنسبة 0.5%، وأوضح استطلاع مجالس المدارس المتخصصة عام 2012 أن هناك اتجاه للتحول إلى المدارس المختلطة منذ عام 2007، فيما تحولت 13% من مدارس الأولاد و9% من مدارس البنات إلى إدخال كلا الجنسين.
وأشار بحث نُشر عام 2013 إلى انخفاض واسع النطاق في عدد مدارس البنات والبنين منذ عام 1994، وذكر رئيس برايتون كوليدج للتعليم المختلط ريتشارد ككرينز " الأن الكثير من المدارس المشتركة تقوم بأداء جيد أكاديميًا مثل مدارس الجنس الواحد فلا يرى أولياء الأمور سببًا للفصل بين البنات والبنين، ويخشى أولياء الأمور من أن يكون فصل البنين والبنات السبب في عدم إعدادهم بشكل جيد للحياة الحقيقية فضلاً عن وضع البنات في موضع غير مناسب في أماكن العمل مقارنة بالفتيات اللاتي تعلمن في بيئة مختلطة، ولا يريد أولياء الأمور درجات جيدة لأبنائهم فقط ولكنهم يريدونهم أن يكونوا مستعدين استعدادًا كاملًا لتحديات الحياة".
وبيّن أستاذ التربية في جامعة باكنغهام آلان سميثرز " تراجع أعداد مدارس الفتيات يرجع جزئيًا إلى تفضيل الوالدين وإلى اتجاه مدارس الأولاد إلى أن تصبح مدارس مشتركة، ما جعل مدارس الفتيات الرائدة تشعر بتهديد خلال العقدين الماضيين وحاولت الدفاع عن موقفها بقوة زاعمة أن الفتيات في مدارس الجنس الواحد يؤدون أداءً أفضل ويميلون إلى دراسة العلوم ويتطلعون بشكل أكبر إلى مناصب قيادية، ويعتبر ذلك صحيحًا إلى حد ما باعتبارها مدارس رائدة ولكن عند المقارنة على قدم المساواة نجد أنه لا يوجد فرق في النتائج".
وكانت جميع المدارس الحكومية والمستقلة، مدارس للجنس الواحد لأنه في البداية كان الأولاد فقط هم الذين يذهبون إلى المدارس، وعندما بدأت البنات في الذهاب إلى المدارس فُتحت مدارس جديدة لهم، ويقول الخبراء إن العديد من المدارس الحكومية أصبحت مختلطة، وأضافت رئيس رابطة مدارس الفتيات كارولين غوردن " تغيرت أعداد الفتيات في مدارس الفتيات للجنس الواحد على مدى السنوات الخمس الماضية بشكل قليل، وتتمثل النسبة في أقل من 1% وهي نسبة لا معنى لها إحصائيًا عند الأخذ في الاعتبار أننا نتحدث عن 80 ألف تلميذًا أو أكثر، وعلى الرقم من تقلص عدد المدارس إلا أننا نواصل تعليم 15%و16% من مجموع التلاميذ الذين يحضرون في المدارس المستقلة، ولا زالت أعداد كبيرة من أولياء الأمور تختارم دارس الفتيات لتعليم بناتهم".
وتمثل مجالس المدارس المستقلة (ISC) نسبة كبيرة من المدارس الخاصة في بريطانيا مع مشاركة 1280 مدرسة في استطلاع هذا العام، وتقوم هذه المدارس بتعليم 518.432 تلميذًا وهو أكبر عدد من التلاميذ منذ البدء عام 1974، وأظهر الاستطلاع السنوي لمجالس المدارس المستقلة متوسط زيادة الرسوم الدراسية بنسبة 3.5% كما يتلقى ثلث التلاميذ مساعدات في الرسوم الدراسية، وظلت نسبة الطلاب الدوليين ممثلة في 5.3% في حين يذهب ما يقرب من 7% من الأطفال في بريطانيا إلى مدارس مستقلة.
وأفادت الأمين العام لمجالس المدارس المستقلة جولي روبنسون أن " مع ضغط الركود الاقتصادي عام 2008 حاولت المدارس المستقلة التكيف عند الضرورة وازدهرت على مدى 8 أعوام، إنه أمر مشجع ومطمئن لرؤية عدد من المدارس في هذه المستويات الصحية وتوفر خيارات وتميز للتلاميذ وأولياء أمورهم".
أرسل تعليقك