واشنطن ـ رولا عيسى
رجَّح تقريرأميركي "ألا تغير إدارة الرئيس باراك أوباما استراتيجيتها في ليبيا"، مبينا أن "كبار ضباط الجيش الأميركي لم يبرحوا مربع الحيرة أمام واقع يقول إن ليبيا الآن لا تزال مستمرة في كارثة كان من الممكن، والواجب تجنبها".
ونشر موقع “يو أس نيوز” الأميركي تقريرا مطولا عن الوضع في ليبيا، مقارنا بين فشل مقاربة الرئيس الأميركي باراك أوباما، ومقترح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للخروج من الفوضي التي تزداد انتشارا في البلاد، والذي حذر من أي تدخل عسكري فيها داعياً الى "تقوية الجيش والشرعية".
وقال التقرير إن "إقرار الرئيس الأميركي أن أكبر أخطائه المرتكبة أثناء توليه لمنصبه تمثل في الفشل في التخطيط لما بعد عدم التدخل في الشأن الليبي، بأن "هذا الإقرار ليس جديدا، وأن الرئيس “لم يخبرنا بأمر لم نعرفه".
ورأت التقرير أن أوباما لم يفشل فقط في التخطيط “لليوم التالي” للحملة العسكرية – حين اتضحت التهديدات لما بعد القذافي- بل إن أكبر الأخطاء المرتكبة تتمثل بأنه بعد مرور 5 سنوات من ” الفشل في التخطيط”، لا توجد استراتيجية واضحة حتى اللحظة، لإحتواء التهديد المطروح من تنظيم الدولة، وجماعات بفكر مشابه في شمال أفريقيا.
وكما وثق التقرير في تحليل له لمشروع قانون مكافحة الإرهاب الأخير، فقال إن "تنظيم الدولة صنع دولة خلافة في سرت على امتداد البحر الأبيض المتوسط في ليبيا تقوم بتصدير الأسلحة ، والمقاتلين، والأيديولوجيات، بالإضافة للقتل والدمار من أفريقيا إلى أوروبا، وفي نهاية المطاف لأمريكا الشمالية."
وأشار الى أن "زمرة من تنظيم "داعش" مكونة من قدامى المحاربين الفتاكين والمتمرسين من العراق وأفغانستان، تعمل في قطاع درنة شرق ليبيا، وهي معروفة باسم "كتيبة البتار"، وقامت بتعيين البلجيكي من أصل مغربي “عبدالحميد أبوعود” الذي تشتبه السلطات أنه العقل المدبر للهجمات الإرهابية التي حدثت في باريس شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وإضافة لما سبق، تشير العديد من التقارير إلى أن تنظيم الدولة والجهاديين الآخرين، يسعون للحصول على مخزونات الذخائر الكيميائية المستولى عليها بعد سقوط نظام معمر القذافي؛ حيث أظهرت تلك الجماعات استعدادها لاستخدامهم.
وتؤكد تقارير إضافية أن قادة الجيش ومن ورائهم الإدارة الأميركية ما زالوا حائرين حول الخطوة المقبلة في ليبيا، رغم استمرار العنف بدون أي تدخل.
ويشير مدير الاستخبارات الأميركية إلى أن الفصائل المسلحة في ليبيا ستستمر بالتهديد والتحدي، في الوقت الذي يرفض فيه أوباما نشر الموارد اللازمة للقضاء عليهم.
ويحذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الدول الغربية من التدخل العسكري مجددا، خوفا من انزلاق ليبيا نحو المزيد من الفوضى، ناصحا إياهم "بتقوية الجيش التابع لحكومة الوحدة الوطنية الليبية الوليدة، والمعترف بها داخليا، لتمكنها من جلب الاستقرار للبلاد".
أرسل تعليقك