دخلت قوافل تحمل مساعدات الى المناطق المحاصرة في حمص وريف دمشق، بالتزامن مع اعلان هدنة في مدينة داريا لمدة 48 ساعة، فيما بدأت قوات "سورية الديمقراطية" معركة تحرير "منبج" من سيطرة تنظيم "داعش"، مع حصول مواجهات بين لواء شهداء اليرموك وحركة المثنى في درعا .
فقد وزع الهلال الأحمر العربي السوري اليوم بالتعاون مع مكتب الأمم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، مساعدات غذائية وإغاثية وطبية على الأهالي في مدينتي درايا ومعضمية الشام في ريف دمشق الغربي.
وقالت مصادر خاصة لـ "العرب اليوم" ان قافلة المساعدات التي دخلت الى مدينة داريا في ريف دمشق الغربي دخلتها من جهة مدينة صحنايا والتي تشهد منذ ايام معارك عنيفة جداً بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها وقوات المعارضة التي تسيطر على مدينة داريا ".
وكشفت المصادر ان " ممثل المركز الروسي لتنسيق الهدنة في سورية العقيد يوري زرايف دخل الى مدينة داريا التي تسيطر عليها المعارضة السورية مع قافلة المساعدات الانسانية ، والتي بينها مواد طبية، وطلب اهالي المدينة ان يدخل متطوعون من الهلال الاحمر مع القافلة لتقديم اللقاحات الطبية للمرضى الذين يعانون من امراض مزمنة ".
وسبق دخول المساعدات الانسانية اعلان مركز المصالحة الروسي في سورية عن التهدئة لمدة 48 ساعة في داريا في ريف دمشق من أجل إيصال مساعدات إنسانية، وذلك بمبادرة من روسيا وبالتنسيق مع السلطات السورية والأميركية.
وقال رئيس مركز المصالحة في "حميميم" سيرغي كورالينكو للصحفيين إنه "بمبادرة من روسيا وبالتنسيق مع قيادة سورية والجانب الأميركي فرض نظام التهدئة في بلدة داريا بريف دمشق منذ الأول من يونيو/حزيران لمدة 48 ساعة من أجل تأمين إيصال المساعدات الإنسانية إلى المواطنين".
وفي مدينة المعضمية غرب العاصمة دمشق دخلت اليوم قافلة مساعدات انسانية . وقال بسام كربوج احد اعضاء لجنة المصالحة في المعضمية ان " قافلة المساعدات مؤلفة من 36 شاحنة /5/ منها تحمل مواد طبية ولقاحات للأطفال ولزوم الامراض المزمنة والمستعصية تحتوي 9 الاف سلة غذائية 9 شاحنات تحمل طحين ".
وانجزت لجنة المصالحة في المعضمية خلال الايام الماضية تسوية مع الجهات الحكومية المختصة لتعود مؤسسات الدولة الى عملها والمواطن الى حياته الطبيعة والنشاط التجاري والصناعي كما كان عليه، خاصة بعد استلام مبنى البلدية ورفع العلم السوري عليه والعمل يسير بكامل طاقته لتنظيف وتأهيل المدينة من اثار والقصف والدمار الذي طال المئات من مبانيها .
يشار الى ان مدينة المعضمية تبعد حوالي 4 كلم عن حي المزة غرب العاصمة دمشق، وعدد سكانها بداية عام 2011 يتجاوز الـ 100 الف نسمة، وقد فرض عليها حصار مع نهاية عام 2012 ودخلت في هدنة مع القوات الحكومية بداية عام 2014 ، الا ان السلطات السورية عادت واغلقت المدينة التي يعيش فيها حوالي 40 الف نسمه نهاية شهر كانون اول الماضي ولم يسمح بدخول المواد الغذائية الى المدينة بشكل كامل ما عدا بعض قوافل المساعدات التي دخلت منذ حوالي شهرين .
وفي حمص وزعت اللجنة الفرعية للإغاثة في محافظة حمص بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري مساعدات إغاثية وإنسانية على اهالي سكان حي الوعر المحاصرين غرب مدينة حمص ، كما وزعت مواد بعد عودة التهدئة قبل حول شهر رمضان المبارك .
وذكر محافظ حمص طلال البرازي أنه تم "توزيع المساعدات في إطار الجهود الحكومية المبذولة لإيصال المساعدات إلى جميع المواطنين المتضررين من الحرب الإرهابية التي تتعرض لها سورية ".
ولفت المحافظ إلى أنه " تمت إعادة التهدئة إلى حي الوعر، مبينا أن الحكومة مستمرة في جهودها لخلق ظروف مناسبة لإنجاز مصالحات حقيقية في حي الوعر والريف الشمالي للمحافظة ".
ووزعت اللجنة الفرعية للإغاثة خلال الأشهر الأخيرة دفعات عديدة من المساعدات على أهالي حي الوعر إضافة توزيع مساعدات مقدمة من روسيا الاتحادية على عدد من القرى في قرى الجابرية وبادو وعين الدنانير وبادو.
وفي محافظة درعا جنوب سورية جرت اشتباكات اليوم بين مسلحي المعارضة والقوات الحكومية على أطراف بلدة النعيمة في ريف درعا، ما أدى إلى تدمير آلية مجنزرة للأخيرة ومقتل عدد من عناصرها، في حين تمكنت كتائب المعارضة من قتل عنصرين للقوات الحكومية بالقرب من مبنى المخابرات الجوية بمحيط النعيمة.
واستهدفت القوات الحكومية مدينة الحراك وبلدات كفر ناسج والعلاقيات وعنتر والنعيمة في ريف درعا بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة والصواريخ، كما شن الطيران الحربي الروسي 10 غارات على تل الحارة، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى في صفوف المدنيين.
في المقابل ردت كتائب المعارضة بقصف تجمعات للقوات الحكومية في مبنى المخابرات الجوية وحاجز التأمينات في مدينة درعا، وفي مطار الثعلة العسكري بريف السويداء بقذائف الهاون.
من جهة أخرى، انسحب تنظيم "داعش" من منطقة حوش حماد وشرق اللجاة باتجاه منطقة النقوب الواقعة على مشارف قرى بويضان والمعرة وساكره بريف درعا، وذلك بعد معارك مع فصائل الجيش الحر استمرت لمدة أسبوع.
الى ذلك، اندلعت اشتباكات متفرقة على أطراف بلدة عين ذكر في ريف درعا بين الثوار ولواء “شهداء اليرموك” وحركة “المثنى” المقربين من تنظيم داعش، دون أن يتمكن أي طرف من التقدم على حساب الطرف الآخر.
يشار الى ان لواء شهداء اليرموك وحركة المثنى دخلوا في تحالف منذ بداية شهر نيسان الماضي لمواجهة فصائل المعارضة في محافظة درعا .
وفي مدينة الرقة شن الطيران الحربي ٤ غارات على حي المشلب شرق مدينة الرقة ولايزال الطيران الحربي يحلق في السماء المدينة .
وفي ريف حلب الشرقي أفادت مصادر إعلامية أن آلاف المقاتلين من قوات "سوريا الديمقراطية" تحت إشراف مستشارين أميركيين يتقدمون بهدف تحرير مدينة منبج بريف حلب الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية تحت غطاء جوي من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
كما نقلت رويترز عن مسؤولين أميركيين قولهم "إن آلاف المقاتلين السوريين يشاركون في الهجوم بوجود مستشارين أميركيين على الأرض، لكن بعيدا عن خطوط المواجهة"، مشيرين إلى أن " نسبة قليلة من المقاتلين الأكراد تشارك في العملية وتغادر منبج بمجرد انتهاء العملية التي قد تستغرق أسابيع".
وقال مسؤولون أميركيون اليوم الأربعاء، إن الولايات المتحدة ستدعم مقاتلين عربًا لاستعادة السيطرة على مدينة منبج في ريف حلب شمالي سورية من سيطرة تنظيم "داعش"، وإن وحدات حماية الشعب YPG ستقاتل من أجل المساعدة في طرد التنظيم من المنطقة المحيطة بمنبج.
وذكر مسؤولون أميركيون لوكالة ‹رويتزر› التي لم تكشف عن هويتهم أن العملية تهدف إلى قطع طريق التنظيم بين سورية وتركيا، وأن الهجوم على منبج سيكون خلال الأسابيع المقبلة، بدعم من طيران التحالف الدولي. وأضافوا أن عدداً صغيراً من قوات العمليات الخاصة الأمريكية سيدعم الهجوم على الأرض وإن تلك القوات تعمل كمستشارين وتبقى بعيدة عن خطوط المواجهة.
ونوهت المصادر ذاتها إلى أن وحدات حماية الشعب ستقاتل فقط من أجل طرد التنظيم من المنطقة المحيطة بمدينة منبج، مشيرة إلى أن المقاتلين العرب هم الذين سيعملون على بسط الاستقرار في منبج وتأمينها بمجرد طرد عناصر التنظيم منها، حسب وصفهم.
وفي ريف حمص قالت مصادر اعلامية ان طائرات حربية روسية ارتكبت اليوم الأربعاء، مجزرة بحق المدنيين في بلدة السخنة بريف حمص الشرقي، راح ضحيتها 7 مدنيين بينهم ثلاثة أطفال وامرأتان بالإضافة الى سقوط عشرات الجرحى.
وقالت المصادر ان " طائرات حربية روسية شنت صباح اليوم عدة غارات جوية استهدفت مخيم للنازحين عند أطراف بلدة السخنة، ما أدى لمقتل 7 مدنيين بالإضافة لسقوط عشرات الجرحى أغلبهم في حالة حرجة".
كما تجددت الاشتباكات بين تنظيم "داعش" والقوات الحكومية في منطقة حويسيس شرقي حمص، حيث استطاعت القوات الحكومية التقدم في تلك المنطقة والسيطرة على بعض التلال المهمة، وسط تراجع ملحوظ للتنظيم باتجاه منطقة شاعر النفطية.
وأضاف المصدر ذاته أن اشتباكات عدة وقعت عند أطراف حقل شاعر النفطي وسط قصف مدفعي متبادل بين الطرفين، كما شنت الطائرات الحربية الروسية والمروحية عدة غارات مستهدفة مواقع التنظيم على مقربة من الحقل النفطي.
هذا وتخضع منطقة السخنة لسيطرة تنظيم داعش ويتخذها مركزاً له بعد أن انسحب من مدينة تدمر باتجاه البلدة وهي نقطة انطلاق لمقاتليه لشن هجماته على مواقع قوات النظام في محيط مدينة تدمر، وإليها تصل التعزيزات العسكرية التي تأتي للتنظيم من الشمال السوري.
أرسل تعليقك