أنقرة - العرب اليوم
نفّذت قوات التحالف الدولي و«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) مناورات عسكرية مشتركة بالذخيرة الحية في قرية «تقل بقل» التابعة لريف ناحية المالكية (ديرك) شمال شرقي محافظة الحسكة، بالقرب من المثلث الحدودي السوري – العراقي – التركي. تضمنت التدريبات أسلحة ثقيلة ومتوسطة بمشاركة عربات برادلي الأميركية. وشاركت في المناورات العسكرية دبابات وأسلحة ثقيلة وعشرات الجنود الأميركيين وقادة عسكريون من غرفة عمليات التحالف الدولي؛ حيث أشرفوا على تدريب مقاتلي قوات «قسد» على استخدام المدفعية وقذائف الهاون والصواريخ الموجهة، بالتزامن مع تحليق للطيران الحربي والمروحي التابع للتحالف الدولي على مستوى منخفض في سماء المنطقة.
وتأتي هذه التدريبات في الوقت الذي تواصل فيه «قسد» وقوى الأمن الداخلي (الأسايش) عمليات التمشيط وحملة أمنية واسعة لتعقب وملاحقة خلايا تتبع التنظيم في مخيم الهول، التي دخلت يومها الـ14. في سياق متصل، أكد المبعوث الخاص من وزارة الخارجية الأميركية لسوريا، نيكولاس غرينجر، أن القوات الأميركية مستمرة في مهامها وجهودها في مناطق شمال شرقي سوريا، لمواصلة القتال ضد خلايا «داعش». وقال خلال لقاءاته بمدينتي القامشلي والحسكة مع قادة الإدارة الذاتية وأحزاب الإدارة و«مجلس سوريا الديمقراطية» و«المجلس الوطني الكردي» المعارض إن بلاده ستستمر بتقديم الدعم لجهود إرساء الأمن في مناطق شمال شرقي سوريا؛ بما في ذلك في السجون والمخيمات المنتشرة فيها، منوهاً إلى أن الإدارة الأميركية تدعم برامج الاستقرار التي ستفضي إلى خلق بيئة مناسبة للاستثمار في المنطقة. الأمر الذي يحول دون محاولة عودة «داعش» ومنعه من إحياء نفسه وتنظيم صفوفه.
في هذا الوقت، قصفت القوات التركية المتمركزة في ريف رأس العين الشرقي ضمن المنطقة المعروفة بـ«نبع السلام» الخاضعة لسيطرة القوات التركية وفصائل ما يعرف بـ«الجيش الوطني السوري» الموالي لها بالمدفعية محطة كهرباء تل تمر، ما أدى إلى خروجها عن العمل بعد أيام من إصلاحها، كما قصفت 10 قرى بريف تل تمر، شمال غربي الحسكة، ما تسبب بتجدد حركة نزوح الأهالي من المناطق التي تتعرض للقصف نحو مناطق أكثر أمناً. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، قصفت القوات التركية المتمركزة في قاعدة الداؤودية، شرق رأس العين، أول من أمس (الثلاثاء)، بالمدفعية الثقيلة قرية تل طويل الآشورية بريف تل تمر، شمال غربي الحسكة.
في السياق، أعلنت وزارة الدفاع التركية، أمس (الأربعاء)، مقتل 5 من عناصر وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات «قسد»، أثناء الرد على إطلاقهم النار على منطقتي عمليتي «نبع السلام» و«درع الفرات». من جهة أخرى، وثّقت رابطة «تآزر»، وهي منظمة حقوقية سورية تعمل في مناطق الإدارة الذاتية، شمال شرقي سوريا، تعرض 117 شخصاً للاعتقال خلال شهر أغسطس (آب) الماضي، بينهم 12 طفلاً و9 نساء، في مدن وبلدات تقع في مناطق العمليات التركية، شمال البلاد، وهي ناحية رأس العين بالحسكة، وبلدة تل أبيض بالرقة، ومدينة عفرين بحلب، وهذه المناطق خاضعة لسيطرة فصائل سورية مسلحة موالية لتركيا.
وبحسب قاعدة بيانات المنظمة، المنشورة في تقريرها الأخير، أول من أمس (الثلاثاء)، توزعت حالات الاعتقال على 107 حالات في مدينة عفرين، وكانت النسبة العليا من بين الانتهاكات، من بينها 11 طفلاً و8 نساء، في حين شهدت منطقتا رأس العين وتل أبيض اعتقال 10 أشخاص على الأقل، بينهم امرأة وطفل، في حين أطلقت هذه الفصائل المدعومة من الجيش التركي سراح 21 شخصاً فقط، بينهم امرأتان و3 أطفال، من عموم المحتجزين، فيما لا يزال مصير 96 شخصاً مجهولاً. وبحسب التقرير، اتصل فريق المنظمة مع 12 حالة بشكل مباشر من المحتجزين المُفرج عنهم مؤخراً، تعرضوا للتعذيب وسوء المعاملة في السجون التي تديرها فصائل «الجيش الوطني السوري» الموالية لتركيا.
وبحسب جدول بياني إحصائي منشور مع التقرير؛ احتلت عناصر «الجيش الوطني السوري» مسؤولية أكثر من 50 في المائة من إجمالي حالات الاعتقال في منطقة عفرين، في حين كانت «الشرطة المدنية» مسؤولة عن 28 حالة اعتقال، فيما ارتكبت «الشرطة العسكرية» مسؤولية اعتقال 27 حالة، فيما نفذت قوات الاستخبارات التركية 6 حالات اعتقال على الأقل، ونفذت «الجبهة الشامية» 11 حالة اعتقال، و«فيلق الشام» 10 حالات، و«الفرقة 13» 6 حالات، و«فرقة السلطان سليمان شاه» وتعرف باسم ثانٍ «العمشات» 4 حالات اعتقال.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
التحالف يتفاوض مع "داعش" وسط هدوء في الحسكة واستسلام 550 إرهابياً في "معركة السجن"
وزارة الخارجية الأميركية تعرب عن قلقها من عمليات "تطهير إثني" في إثيوبيا
أرسل تعليقك