طرد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، 60 دبلوماسيا روسيا من أميركا كرد على تسمم سالزبوري في بريطانيا ولحماية البلاد من التجسس، وأعلن دونالد توسك، رئيس المجلس الأوروبي، عن طرد منسق لـ 32 دبلوماسيا روسيا في 14 دولة من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وبعد طرد بريطانيا 23 مسؤولا مخابراتيا روسيا يعمل تحت غطاء دبلوماسي، بلغ مجموع الجواسيس الأوروبيين الذين تم طردهم 55 شخصا.
وأكد السيد تاسك أن هناك تدابير إضافية بجانب عمليات الطرد " ليست مستبعدة في الأيام والأسابيع المقبلة ".
ومن جانبه، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن رد سيستند إلى مبدأ المعاملة بالمثل، مضيفا أن قرار الدول الغربية كان خطأ.
ورحب وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الذي قال على تويتر "إن الرد الدولي غير العادي من قبل حلفائنا يقف في صالح التاريخ باعتباره أكبر طرد جماعي لضباط المخابرات الروسية على الإطلاق وسيساعد في الدفاع عن أمننا المشترك، ولا يمكن لروسيا أن تكسر القواعد الدولية بالإفلات من العقاب".
وطُلب من 48 دبلوماسيا في السفارة الروسية في الولايات المتحدة المغادرة و12 روسيا يعملون في الأمم المتحدة، سيتم أيضا إغلاق القنصلية الروسية في سياتل، وقال مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية إن الروس المطرودون من رجال المخابرات والمشتبه فيهم بسبب وضعهم الدبلوماسي، واتهم المسؤولون الأميركيون روسيا بخوض "محاولة طائشة" لقتل مواطنين على أرض المملكة المتحدة، وقالوا إن الهجوم لن يمر دون عقاب.
وقال مسؤولون أميركيون إن حياة الأبرياء في خطر بمن فيهم الأطفال الذين تعرضوا للخطر بسبب الهجوم على سيرغي سكريبال وابنته يوليا باستخدام غاز الاعصاب، كما ألقوا باللوم على الكرملين مباشرة في الهجوم.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية "هذه كانت محاولة متهورة من قبل الحكومة لقتل مواطن بريطاني وابنته على أرض بريطانية بغاز أعصاب، ولا يمكن أن يمر دون رد".
ولم يكن هجوم ساليسبري سوى آخر حلقة في سلسلة طويلة من الجهود الروسية الرامية إلى تقويض السلام والاستقرار الدوليين.
وأضاف "أظهرت الحكومة الروسية ازدراء خبيثًا لسيادة وأمن الدول في جميع أنحاء العالم، قد سعت مرارا وتكرارا إلى تقويض المؤسسات الغربية والتشكيك فيها، وهذه الجهود مستمرة، موضحا" إننا اليوم نتضامن مع أقرب حليف لأميركا، وهي المملكة المتحدة، ونقول للحكومة الروسية عندما تهاجم أصدقاءنا فسوف تواجه عواقب وخيمة"
ولدى الدبلوماسيين وعائلاتهم سبعة أيام لمغادرة البلاد، وحذر سفير موسكو في واشنطن من أن الولايات المتحدة "تدمر ما تبقى من العلاقات مع روسيا".
وأعلن عدد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك ألمانيا وبولندا، تحركات مماثلة هذا الصباح، حيث قال رئيس الوزراء الدينماركي لارس راسموسن "لقد ذهبت روسيا بعيدا جدا، في محاولة اغتيال في مدينة أوروبية وهو أمر غير مقبول على الإطلاق، إن المملكة المتحدة تحظى بتأييدنا الكامل ".
وحققت تيريزا ماي فوزا دبلوماسيا في قمة بروكسل لزعماء الاتحاد الأوروبي يوم الخميس، وانتقد رؤساء الدول والحكومات هجوم ساليسبري واتفقوا على أن روسيا كانت مسؤولة بشكل كبير عنه، واستدعى الاتحاد الأوروبي سفيره في موسكو لإجراء مشاورات وصفها جان كلود جونكر، يوم الجمعة بأنها "غير مسبوقة"
زقال تاسك في مؤتمر صحفي في فارنا، بلغاريا "أدان المجلس الأوروبي بأشد العبارات الممكنة الهجوم الأخير في سالسبوري"، وهو في بلغاريا لمحادثات الاتحاد الأوروبي مع تركيا.
وتقوم ألمانيا وفرنسا وبولونيا بطرد أربعة جواسيس مشتبه بهم، وقد كتب لينا لينكيفيسيوس، وزيرة خارجية ليتوانيا، أن بلادها ستطرد ثلاثة جواسيس روسيين وتعاقب 21 روسيا وتحظر 23 من دخول ليتوانيا.
وطردت الجمهورية التشيكية ثلاثة دبلوماسيين بينما طرد الدانماركيون والإيطاليون اثنين منها، تقوم كل من هولندا وإسبانيا ولاتفيا بطرد اثنين من مسؤولي الاستخبارات الروسية، حيث تقوم كل من رومانيا وكرواتيا والمجر وإستونيا بطرد واحدة لكل منهما/ من المتوقع أن تحذو أيرلندا حذوها عندما تصدر إعلانا غدا.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان "تضامننا مع شركائنا البريطانيين، لقد أخطرنا اليوم السلطات الروسية بقرارنا بطرد الأراضي الفرنسية لأربعة أفراد روسيين في غضون أسبوع واحد".
ورغم أن أوكرانيا لم تكن عضوا في الاتحاد الأوروبي، أبدت تضامنا مع جيرانها بطرد 13 دبلوماسيا روسيا.
وقال مسؤولون أميركيون إن الروس البالغ عددهم 60 فردا هم جزء من أكثر من 100 جاسوس يعملون في أميركا، وقالوا إنهم سيتخذون قرارات في المستقبل حول ما يجب فعله مع المتبقين.
ولم يناقش ترامب هذه الخطوة مع فلاديمير بوتين، ولم يستبعد المسؤولون الأميركيون إمكانية فرض عقوبات اقتصادية جديدة على روسيا كعقوبة على ساليسبري.
ويأتي هذا الإجراء بعد أكثر من أسبوعين من الرسائل المختلطة حول استعداد أميركا لاتخاذ موقف متشدد على روسيا لتسمم سالسبوري، وامتنع البيت الأبيض عن توجيه أصابع الاتهام إلى روسيا صراحة في اليوم الذي ربطت فيه تيريزا ماي الكرملين بالهجوم أثناء خطاب في مجلس العموم، كما فشل ترامب في ذكر ذلك الهجوم خلال مكالمة هاتفية مع بوتين الأسبوع الماضي، وفي بعض الأحيان لم يقابل الخطاب النقدي من الزملاء والمسؤولين في الحكومة.
ورد كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية على الاقتراح بأنهم كانوا يرسلون "رسائل مختلطة" يوم الاثنين ، قائلين إنهم وقفوا مع بريطانيا بشأن الهجوم.
وقال ناطق بلسان الحكومة البريطانية "إننا نرحب بإجراءات اليوم التي تقوم بها حلفاؤنا، والتي تثبت بوضوح أننا جميعا نقف جنبا إلى جنب في إرسال أقوى إشارة إلى روسيا بأنها لا تستطيع الاستمرار في انتهاك القانون الدولي".
كما رحب وزير الدفاع البريطاني غافن ويليامسون، الذي زار استونيا، بالطرد قائلا "اعتقد أن هذا هو أفضل رد يمكن أن نحصل عليه لأن نيتهم وهدفهم هو الانقسام وما نشهده هو توحيد العالم وراء الموقف البريطاني، هذا في حد ذاته انتصار عظيم يرسل رسالة قوية استثنائية إلى الكرملين والرئيس بوتين."
أرسل تعليقك