الحكومة اليمنية ترفض الشروط التي قدّمها القادة الحوثيون إلى المبعوث الأممي
آخر تحديث GMT16:12:05
 العرب اليوم -

مُقابل استئناف العملية السياسية والتفاوضية وتسليم مدينة الحديدة

الحكومة اليمنية ترفض الشروط التي قدّمها القادة الحوثيون إلى المبعوث الأممي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الحكومة اليمنية ترفض الشروط التي قدّمها القادة الحوثيون إلى المبعوث الأممي

المبعوث الأممي مارتن غريفيث
عدن ـ عبدالغني يحيى

رفضت الحكومة اليمنية الشروط التي قدّمتها قيادة الميليشيات الحوثية إلى المبعوث الأممي مارتن غريفيث، مقابل استئناف العملية السياسية والتفاوضية وتسليم مدينة الحديدة.

وقالت مصادر مطلعة في صنعاء لـ"الشرق الأوسط"، إن قادة الحوثيين أبدوا تعنّتا ومارسوا ضغوطا على غريفيث من أجل انتزاع اعتراف أممي منه بشرعية سلطتهم في صنعاء والأماكن الخاضعة لهم، والحصول على إدانة لمقتل رئيس مجلس حكمهم الانقلابي، صالح الصماد.

ووصل غريفيث السبت الماضي، إلى صنعاء في جولته الثانية منذ تقلّده منصبه، والتقى الرئيس الجديد لمجلس حكم الانقلابيين مهدي المشاط، ورئيس حكومتهم غير المعترف بها عبدالعزيز بن حبتور، في سياق مساعيه للتشاور مع قيادات الحوثيين في إطار استكمال اللمسات الأخيرة على الإطار العام للمفاوضات الذي سيقدّمه الشهر الحالي.

وطبقا لمصادر مطلعة، اشترط المشاط قبل أي تفاوض مع الشرعية، وقف الضربات الجوية من طيران تحالف دعم الشرعية، مقابل وقف إطلاق الصواريخ على الأراضي السعودية، كما اشترط أن تدفع الحكومة الشرعية رواتب الموظفين في مناطق سيطرة جماعته، وأن يلغى الحظر الجوي والبحري المفروض على تدفق الأسلحة إلى جماعته، وأن تتلقّى الميليشيات ضمانات بعدم استهداف قياداتها، كما حدث للصماد، وأن تتوقّف قوات الشرعية عن التقدّم إلى مناطق سيطرة الجماعة.

وشملت الشروط الحوثية أيضا إعادة فتح مطار صنعاء والسماح بحركة الطيران التجاري. وبشأن الحديدة، رفضت الجماعة الحوثية تسليم ميناء المدينة لـ"الشرعية"، لكنها، طبقا للمصادر، وافقت على وجود موظفين من الأمم المتحدة يشرفون على إدارته مقابل بقاء السيطرة الأمنية للجماعة.

وأكدت الحكومة اليمنية رفضها الشروط الحوثية التي تسببت في إفشال مهمة المبعوث الدولي.

وقال المتحدث باسم الحكومة راجح بادي لـ"الشرق الأوسط": "ما ذَكَرَه زعماء الميليشيات الانقلابية بشأن صرف رواتب العاملين لدى الحكومة يتحملون هم مسؤوليته كونهم يرفضون ويعرقلون عملية توريد الأموال التي يتم تحصيلها عبر الموانئ للبنك المركزي اليمني"، مشيرا إلى أن ما جناه الحوثيون من أموال خلال العام الماضي بلغ 864 مليار ريال يمني (3.45 مليار دولار) لم يتم توريدها إلى البنك المركزي، وهذا المبلغ يكفي لصرف رواتب الموظفين في المناطق اليمنية كافة لمدة عام كامل.

وأضاف أن الأموال التي حصل عليها الحوثيون بلغت عام 2016 نحو 498 مليار ريال يمني (1.99 مليار دولار)، حوّلتها الميليشيات الحوثية لصالح مجهودها الحربي. وأكد بادي أن نيات الحوثيين غير الجدية للسلام تظهر مع أول تحرك للمبعوث الأممي، مشيرا إلى أن الحوثيين يحاولون كسب الوقت مع اقتراب تحرير بعض المناطق الرئيسية مثل الحديدة، ولفت إلى أن المجتمع الدولي لا يعرف حقيقة مشروع الحوثيين التخريبي في اليمن، وخطر حركتهم المسلحة التي لا تجنح للسلم إلا مع اقتراب الحل العسكري في المناطق الرئيسية.

كذلك، قال عبدالرقيب فتح وزير الإدارة المحلية بالحكومة اليمنية، إن غريفيث أكد منذ تسلمه منصبه التزامه بالمرجعيات الثلاث المتفق عليها، مضيفا أن الحكومة رحبت بما طرحه المبعوث الأممي من التزام بذلك. وقال إن خريطة الطريق التي أُقرت والقرار الأممي 2216 تحدثا عن تسليم السلاح والانسحاب الفوري من المدن التي احتلتها الميليشيات الحوثية، إضافة إلى إطلاق سراح المعتقلين والمساجين السياسيين وإطلاق سراح وزير الدفاع اليمني، وتسليم الأماكن التي احتلتها الميليشيات الحوثية.

وبيّن الوزير اليمني أن كل المحافظة والموانئ اليمنية يجب أن تكون في يد الحكومة وليس بيد الميليشيات كونها لا تحكم إلا وفقا لرغباتها وتطوع تلك المنافذ لخدمة أجنداتها وخدمة مجهودها الحربي. وتابع الوزير فتح: "مع اقتراب الحل العسكري في الحديدة بدأنا سماع تقديم الميليشيات الحوثية شروطا وهذا أمر طبيعي كونهم في حالة ضعف"، منوها بأن الميليشيات ظلت تعبث في ميناء الحديدة بما يهدد أمن وسلامة حركة الملاحة البحرية، إضافة إلى رفضها التام تسليم الميناء للأمم المتحدة.

وزعمت الجماعة الحوثية أن غريفيث، قدّم للمشاط، خلال لقائه به، التعازي في مقتل الصماد، كما قالت المصادر إن المشاط، طلب من غريفيث مهلة للتشاور مع صهره زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، بشأن مسودة الإطار العام للمفاوضات التي طرحها عليه المبعوث الأممي، وأن الأخير طلب مقابلة الحوثي شخصيا لحسم بعض النقاط.

وزعمت النسخة الحوثية من وكالة "سبأ" أن المشاط ناقش في اللقاء خطة المبعوث الأممي وورقة العمل التي سيعرضها على مجلس الأمن الدولي في 19 يونيو/ حزيران الجاري، كما أنه أكد "ضرورة أن تكون مواثيق الأمم المتحدة والقوانين الدولية في ما يخص احترام سيادة واستقلال الدول هي المنطلقات لأي تحركات أو عملية سياسية ومفاوضات في اليمن"، وهي إشارة صريحة إلى أن الجماعة باتت تطلب اعترافا دوليا بسلطتها الانقلابية.

إلى ذلك، أفادت مصادر حزب "المؤتمر الشعبي" بأن غريفيث التقى عددا من قيادات الحزب في صنعاء، بينهم صادق أبوراس ويحيى الراعي، في حين رفضت الجماعة الحوثية السماح للقيادية فائقة السيد، بمقابلة غريفيث، لجهة مخاوفها أن تثير أمامه حملات القمع والاعتقالات الحوثية الأخيرة بحق أعضاء الحزب والناشطين.

وذكرت المصادر أن أبوراس الذي بات يتزعم جناح الحزب الخاضع للميليشيات الحوثية في صنعاء، خلفا للرئيس الراحل علي عبدالله صالح، جدّد موقف الحزب "الحريص على دعم الجهود الأممية الرامية إلى تحقيق السلام الشامل والعادل والذهاب نحو تسوية سياسية يشارك فيها الجميع".

وفي معرض تنصّل أبوراس وقيادات الحزب في صنعاء من مواجهة الميليشيات الحوثية، انتقاما لمقتل صالح، أو احتجاجاً على حملات الاعتقال اليومية في صفوفه، أشار أبوراس إلى أن "المؤتمر الشعبي تنظيم سلمي يرفض العنف واستخدام القوة وينشد بناء دولة مدنية حديثة قائمة على النظام والقانون والعدل والحرية والمواطنة المتساوية واحترام حقوق الإنسان"، طبقا لما أورده الموقع الرسمي للحزب الخاضع للحوثيين.

كانت الميليشيات الحوثية اعتقلت عشرات من عناصر الحزب خلال أسبوع، كان آخرهم رئيس فرع الحزب في محافظة ريمة محمد عبده مراد، الذي اختطفته في أثناء وجوده في صنعاء إلى مكان مجهول، يرجح أنه أحد معتقلاتها السرية.

وتحاول الجماعة أن ترث حزب صالح وأن تسخّر بالإغراء أو الإكراه، القاعدة الشعبية العريضة التي يمتلكها لتصبح رافدا لميليشياتها بالمقاتلين، فضلا عن محاولة الاستحواذ على قرار الحزب وجعل قادته الخاضعين لها في صنعاء مجرد دمى تخشى على حياتها من الموت وعلى أموالها من المصادرة.

وتخشى الميليشيات الحوثية وجود تنسيق بين القوات التي يقودها طارق صالح في الساحل الغربي وبين عناصر حزب "المؤتمر" في صنعاء، من أجل تفجير انتفاضات ضد الجماعة، وهو ما جعلها تكثف أعمال الاعتقال وتفرض عدم السماح بانعقاد أي اجتماع تنظيمي إلا بعد موافقتها وبحضور مشرفين من عناصرها.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحكومة اليمنية ترفض الشروط التي قدّمها القادة الحوثيون إلى المبعوث الأممي الحكومة اليمنية ترفض الشروط التي قدّمها القادة الحوثيون إلى المبعوث الأممي



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 08:43 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
 العرب اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان
 العرب اليوم - أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 15:26 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل
 العرب اليوم - حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل

GMT 04:54 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب
 العرب اليوم - غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

بشكتاش يواصل انتصاراته فى الدوري الأوروبي بفوز صعب ضد مالمو

GMT 15:13 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع سعر البيتكوين لـ75 ألف دولار

GMT 16:36 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إيمان خليف تظهر في فيديو دعائي لترامب

GMT 12:58 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تكشف عن تحديات حياتها الفنية ودور عائلتها في دعمها

GMT 15:12 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق أول قمر اصطناعي مطور من طلاب جامعيين من الصين وروسيا

GMT 17:41 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يتسبب فى وقف منصات النفط والغاز فى أمريكا

GMT 10:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف عبدالباقي يردّ على أخبار منافسته مع تامر حسني

GMT 14:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يمر عبر جزر كايمان وتوقعات بوصوله إلى غرب كوبا

GMT 14:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف حركة الطيران في مطار بن جوريون عقب سقوط صاروخ

GMT 14:43 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

كندة علوش تعود إلى الدراما بمسلسل ناقص ضلع فى رمضان 2025

GMT 20:13 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات الأحزمة الفاخرة لإضافة لمسة جمالية على مظهرك

GMT 00:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab