لندن - سليم كرم
اُستخدم 26 شخصًا من أعضاء مجموعة قطرية لصيد الطيور، بينهما أفراد من الأسرة الحاكمة القطرية، احتجزوا كرهائن لأكثر من عام في العراق، للمساعدة في التفاوض على تبادل سكاني في سورية. وبدأ السكان، مغادرة قريتين شيعيتين، ومدينتين سنيتين، في إطار تخفيف الحصار القائم منذ 4 أعوام، والذي توسطت فيه القوى الإقليمية.
ونقل سكان منطقتي الفوعة وكفريا في شمال سورية، إلى مدينة حلب القريبة، تزامنًا مع بدأ الحافلات الأولى بمغادرة مدينتي الزبداني ومضايا، المعاقل سنية الواقعة بين دمشق والحدود اللبنانية، إلى مكان ما في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في محافظة إدلب.
وتم الانتهاء من الاتفاق في الأيام الأخيرة بعد عامين تقريبًا من المفاوضات الشاقة بين إحدى جماعات المعارضة الرئيسية في سورية، وأحرار الشام وإيران. كما أن حزب الله اللبناني وقطر كانا في وسط الاتفاق، وأخذ كلاهما حصته من المفاوضات قبل خمسة شهور، حين تم عرض أفراد من العائلة المالكة في الدوحة، كجزء من عملية التبادل.
ويشكل الاتفاق، واحدًا من أكثر الحلقات حساسية في الحرب السورية، وصممت إيران وحزب الله، على عدم اعتبار التحركات مقايضة ديمغرافية، بينما تصر أحرار الشام وأعضاء المعارضة السياسية السورية، على أن ما تم اقتراحه لا يمكن وصفه بغير ذلك. وكانت إيران قد ربطت، في وقت سابق، مستقبل المدينتين السنيتين بمصير مدينتي الفوعة وكفريا. وعلى الرغم من أن الخطة في جوهرها تنطوي على نقل أربع مجموعات من السكان المحليين، إلا أن المشاركة الحميمة للقوى الإقليمية، تؤكد على عمق الصراع، الذي أصبح حربًا واسعة النطاق للسلطة والنفوذ.
وتعتبر مشاركة نظام بشار الأسد في الاتفاق صغيرة، وتسعى إيران وقطر إلى إطلاق سراح 1500 سجين من السجون السورية، وليس من بينهم مسؤولو النظام. وأطلق سراح اثنين من القطريين في وقت سابق من هذا الأسبوع، وهما عضوان في إحدى مجموعات صيد الطيور، وكانوا قد عبروا من المملكة العربية السعودية إلى العراق، وتم القبض عليهم في كانون الأول / ديسمبر 2015، في إشارة إلى اقتراب الصفقة من التنفيذ. وقالت مصادر قريبة من المفاوضات لصحيفة الغارديان، إن الجهود العاجلة لتأمين مصير الرجال المتبقين، أدت إلى وضع اللمسات الأخيرة على الخطة.
وجرت مناقشات بين الأطراف الأربعة في الدوحة منذ بداية العام. ومن المعلوم أن المجموعة التي تحتجز الأفراد التابعين للأسرة الحاكمة هي كتائب حزب الله، وهي واحدة من الوكلاء الرئيسيين للحرس الثوري الإيراني في العراق. وتحاصر الجماعات الإسلامية والجهاديون ما يصل إلى 40 ألف نسمة في قريتي كفريا والفوعة، وتم نشر أفراد من حزب الله بشكل كبير في القرى، وتوقع أن يتم تبديل السكان مباشرة لمن يغادرون مضايا والزبداني.
أرسل تعليقك